♦ غادة فندي عزّام *
♦ غادة فندي عزّام *
في الأزمنة القديمة التي صاغت فيها اليونان مصطلح الفلسفة، كان هذا المصطلح يوازي معنى الحكمة بوصفها هبّة من آلهة الحكمة، يتصف بها الكهنّة الذين يجرؤون على التساؤل في أمور لم يجرؤ الآخرون على طرح أسئلة من حولها. وكان ينتهي بهم المطاف العودة إلى الأساطير، إذا ما تعذّر عليهم فهم مسألة وجوديّة ما. ومع تطوّر الفكر الفلسفيّ، أخذت الفلسفة تبتعد شيئًا فشيئًا من الأساطير بظهور نظريّة الماديين في شخص "هرقليطس" الذي أعلن: "أن الحكمة تكمن في قول الصدق، والإنصات لصوت الطبيعة، والعمل وفقًا لها" (تيودور، 1974، ص 16). وبذلك ظهر التماييز بين الحكمة الإلهيّة والحكمة الإنسانيّة. ما لبث أن تطوّر مفهوم الفلسفة من الحكمة الصوفيّة والدينيّة فالفيتاغوريّة فالافلاطونيّة الجديدة، ليصل إلى الفكر الفلسفيّ المسيحيّ الذي أعاد للفلسفة ارتباطها بالله وخلقه للعالم، معتبرًا الحكمة هي حكمة الخلاص وحكمة القديسين.
اللغة هي مرآة ثقافات الشعوب، وهي انعكاس لفكره ونضوجه الاجتماعيّ، والسبيل إلى بلورة إدراكه ووعيه. تتنوع استخدامات اللغة، بسبب ليونتها ومرونتها، لتتناسب والعلوم التي تُقدمُ في وعائها أو المواقف التي تعبّر عنها. فاللغة وسيلة تواصل طيّعة بما يكفي لتكون تارة لغة علوم، وطورًا لغة تواصل يومية، ولا يمكن منع التداخل القائم بين اللغة المحكيّة اليوميّة، ولغة علم من العلوم الإنسانية أو العلميّة، لأنّ اللغة ممارسة إنسانيّة يصعب ضبطها.