Al-Hadatha Journal: 31 years of communication - Welcome to the site (under construction). Here we publish Abstracts of research

بحث - Search

مجلة الحداثة: 31 عامًا من التواصل - أهلا بكم في الموقع الترويجي (قيد الانشاء) ننشر هنا ملخصات عن الأبحاث

المشاهدات

فعاليّة الإعلام في مواجهة كورونا وتداعياته على المواطنين اللبنانيين - دراسة عينيّة

د. غادة فندي عزام - مجلة الحداثة

غادة فندي عزّام *


نبذة عن البحث


يهدف هذا البحث إلى معرفة أثر بثّ المواد الإعلاميّة المتعلّقة بوباء كورونا في سلوك الجمهور المتلقّي ونفسيته. واخترنا لذلك عينيّة من 100 مواطن تتراوح أعمارهم بين 20 و65 عامًا. اعتمدنا في دراستنا على المنهج الوصفي التحليلي، واستعملنا الاستمارة كأداة للحصول على النتائج. وربطنا بعد ذلك، هذه النتائج بفرضيّات البحث لمعرفة إلى أيّ مدى استطاعت الدراسة بلوغ أهدافها. وقد تبيّن أنّ الإعلام في لبنان ساهم بشكل كبير في توعيّة المواطنين على ماهيّة فيروس كورونا (كوفيد- 19/ COVID-19) وتوجيههم لناحية اتخاذ التدابير الوقائية لتفادي الإصابة به، إلّا أنّه بالمقابل لم يخفّف من القلق والضغوطات النفسيّة الناجمة عن التخوّف من مخاطر الفيروس.

 إشكاليّة البحث

إنّ متابعة الأخبار والمعلومات المتعلّقة بوباء كورونا تهمّ الناس من مختلف الفئات العمرّية، فهم يحرصون على اكتشاف ما إذا كانت بيئتهم بخطر أم هي بمنأى عنه. واللافت أنّ معظم الناس يتوقون إلى معرفة كيفيّة حماية أنفسهم من الإصابة بالفيروس، وبالتّالي يبحثون في الوسائل الإعلاميّة عن البرامج والأخبار التوعويّة والترشيديّة بخصوص هذه الأزمة.
وسط هذا الواقع لم يعُد المواطنون ينظرون إلى الإعلام على أنّه مصدر لإلقاء الضوء على انتشار الوباء وتطوّره فحسب، بل باتوا يريدونه منبرًا أساسيًّا للتوعية على كيفيّة الوقاية والعلاج أيضًا، فهل قام بهذا الدور؟
ومن خلال المتابعة لوسائل الإعلام التقليديّة في لبنان (التلفزيون، الراديو، والصحف)، لوحظ أنها أطلعت الجمهور على خريطة انتشار الوباء، وقامت بتعداد الإصابات والوفياّت يوميًّا، وخصّصت فقرات في النشرات الإخباريّة والبرامج لتوعية الناس وإرشادهم، كذلك فعلت المواقع الالكترونيّة، فأعطت مساحات واسعة من صفحاتها لنشر معلومات عن الوباء وعملت على تجديدها بشكل دائم. كما أنّ بعض وسائل الإعلام أكانت تقليديّة أم حديثة، أنتجت فقرات توجيهيّة على شكل إعلانات برعاية وزارة الصحّة ومنظمة الصحة العالميّة.
ومع تفشي الوباء ساهمت وسائل الاعلام بدور استقصائي لمساعدة الناس على إيجاد معدات الأوكسجين، وأسرّة في المستشفيات التي فاضت بالمرضى.
إنّ طبيعة تعاطي وسائل الإعلام مع الفيروس دفع برنامج التربية الإعلاميّة والرقميّة لمعهد البحوث والتدريب الإعلامي في "الجامعة اللبنانية - الأمريكية في لبنان"، بإجراء دراسة محليّة تحت عنوان: "وباء المعلوماتي خلال جائحة كورونا في لبنان"، وقد أظهرت هذه الدراسة أنّ غالبيّة العينيّة المُستطلعة والبالغة 1536 شخصًا بالغًا، يوافقون على أنّ التغطية الإعلامية لكوفيد-19 كانت شاملة، بينما ترى أقليّة يُعتدّ بها أنّ التغطية كانت متضاربة ومضخّمة. ومن النتائج اللافتة أنّ نصف المشاركين فقط يقرّون أنّ التفكير بكوفيد-19 يشعرهم بالخوف، فيما جميعهم تقريبًا يخشى إصابة أحد أفراد عائلته بالمرض (ملكي، وحتّي ، وأبو زيد، والطقش، 24 تموز 2020).
وفي بحث ميداني دولي أجراه "معهد رويترز للأخبار الرقميّة" بالتعاون مع "جامعة أكسفورد" وشمل 80 ألف شخص في 40 دولة بهدف معرفة كيفيّة متابعتهم لوسائل الإعلام خلال الجائحة، أظهرت النتائج أنّ الإقبال على متابعة الفقرات الإخباريّة ازداد بنسبة 10%، وأشار 65% إلى أنّ وسائل الإعلام ساهمت في شرح ما يجب فعله لتجنّب الإصابة، في حين رأى 32% أنّ الإعلام بالغ في تصوير الجائحة. وفي الإطار نفسه أعرب 50% من المُستطلعين عن تخوفهم من انتشار المعلومات الخاطئة بشأن الفيروس وسبل الوقاية منه (رويترز للرقميّة، وأكسفورد، حزيران 2020).
وكانت "وكالة رويترز" قد نشرت خلاصة دراسة قام بها علماء بـ"جامعة إيست أنجليا" البريطانيّة، أفادت بأنّ "الأخبار الكاذبة"، بما فيها المعلومات الخاطئة والنصائح غير السليمة على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تجعل انتشار المرض أوسع وأسوأ (رويترز، 13 شباط 2020). وفي هذا الإطار أشارت المعلومات إلى أنّ الأخبار الكاذبة حول وباء كورونا نتجت عنها تداعيات خطيرة ومأساوية تتعلّق بنشر إرشادات خاطئة عن طرق وهمية للوقاية والعلاج من الفيروس. فعلى سبيل المثال، توفي حوالي 480 شخصًا في إيران، وأصيب 280 آخرون بالتسمم، نتيجة تناولهم الميثانول (كحول الميثيل) نتيجة انتشار معلومات خاطئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن تناول الكحول يقي من الإصابة بالفيروس، وفقًا لما صرح به طبيب إيراني لوكالة "أسوشيتد بريس". وفي مصر، خلطت سيدة بعض المواد المطهّرة بطريقة خاطئة، أدت إلى إطلاق غاز سام في المنزل، تأثر به أفراد المنزل جميعهم، لتتوفى السيدة ويصاب أفراد الأسرة (الجزيرة نت، 29 آذار 2020)
ولم يسفر نشر الأخبار الكاذبة عن أضرار صحيّة فحسب، بل ماديّة وتجاريّة أيضًا ومنها مثلاً الزعم بأن أبراج بث شبكات اتصالات الجيل الخامس التي تشيّدها "شركة هاواوي" الصينيّة تنشر الفيروس، وهو ما أدى إلى إحراق أبراج منها في بريطانيا (الجزيرة نت، 5 نيسان 2020).
إنّ اهتمام الإعلام بالتوعية عن التداعيات الصحيّة الجسديّة الناجمة عن فيروس كورونا (كوفيد-19) مهمّ للغاية، إلّا أنّ الاهتمام بالصحة النفسيّة في مثل هذه الفترات العصيبة أمر غاية في الأهمية، إذ يمكن للمخاوف حول انتقال المرض من شخص إلى آخر أن تشعر الفرد بالقلق والاكتئاب. وقد لاحظ "مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي" أنّ الإعلام لم يقم بدور إيجابي في هذا المجال، بل كان عاملًا إضافيًا ساهم في نشر الذعر بين عامة الناس بسبب المعلومات المضخّمة التي نشرها (مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، أيلول 2020)، وقد تبيّن أنّ وطأة الخوف الجماعي توسّعت بفعل المعلومات المغلوطة، والتحليلات الخاطئة، والإشاعات المُقلقة، ونظريّات المؤامرة.
وسط هذه المعطيات يمكننا الاستنتاج أنّ وسائل الإعلام كانت ولا تزال لها الدور الكبير في دعم الجمهور وإرشاده لما فيه مصلحته الصحيّة والنفسيّة. ومن هنا ارتأينا العمل على دراسة كيفيّة مقاربة وسائل الإعلام لجائحة كورونا، ومدى فعاليّتها في ضبط عمليّة ازدياد أعداد المصابين، والتخفيف من القلق والخوف عند المواطنين جرّاء سرعة انتشار الوباء وعوارضه الخطيرة والمميتة في بعض الأحيان. وقد حدّدنا إشكاليّة بحثنا بالسؤال الآتي: هل ساهم الإعلام في الحدّ من انتشار وباء "كورونا" والتخفيف من آثاره النفسيّة على المواطنين؟ وينبثق عن هذا السؤال بعض التساؤلات:
- هل ساعدت الإرشادات التي قدمتها وسائل الإعلام من الوقاية من مخاطر الوباء؟
- هل ساعدت المعلومات التي قدمتها وسائل الإعلام من تبديد القلق والخوف عند المواطنين؟
- هل أظهرت هذه الأزمة غياب مفهوم الإعلام الصحي عن وسائل الإعلام؟

***

* غادة عزّام : إعلاميّة وباحثة، عملت كمراسلة إخباريّة ومقدمة لبرامج سياسيّة واجتماعيّة ورئيسة تحرير ومنفذة لنشرات الأخبار في محطات تلفزيونيّة محليّة وعربيّة، ولها مقالات في عدد من المواقع الإلكترونيّة، وأطروحة دكتوراه في العلوم التربويّة في جامعة القدّيس يوسف - لبنان.

الحداثة - 213/214 – شتاء 2021 AL- HADATHA - Winter

ISSN: 2790-1785

ليست هناك تعليقات:

اقرأ أيضًا

تعليقات القرّاء

راسلنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تصنيفات وأعداد

Al Hadatha (975) أبحاث في الأدب واللغة (349) أبحاث في الثقافة الشعبية (245) أبحاث في العلوم الاجتماعية (179) أبحاث في الفنون (167) أبحاث في التاريخ (123) أبحاث في التربية والتعليم (108) أبحاث في العلوم السياسية والاقتصادية (77) أبحاث في علم النفس (61) مراجعات (59) أبحاث في الفلسفة (55) صيف 2019 (42) شتاء 2020 (38) محتويات الأعداد (38) خريف 2020 (37) ربيع 2020 (37) افتتاحية الأعداد (36) خريف 2019 (35) صيف 2020 (35) خريف 2023 (34) ربيع 2024 (34) شتاء 2024 (33) أبحاث في الآثار (32) الحداثة : أعلام (32) أبحاث في الإعلام (31) شتاء 2021 (31) خريف 2016 (26) شتاء 2017 (25) الحداثة في الإعلام (23) ربيع 2021 (23) صيف 2018 (23) صيف 2023 (23) نوافذ (23) خريف 2018 (22) ربيع 2022 (22) صيف 2017 (22) شتاء 2022 (21) خريف 2021 (20) ربيع 2017 (20) ربيع 2023 (20) صيف 2021 (20) أبحاث في القانون (19) شتاء 2019 (19) خريف 1994 (18) أبحاث في كورونا (covid-19) (17) صيف 2022 (17) خريف 2001 (16) خريف 2022 (16) شتاء 2023 (16) أبحاث في العلوم والصحة (15) ملف الحداثة (15) ربيع 2019 (12) شتاء 2000 (12) شتاء 1996 (11) شتاء 2018 (11) خريف 1995 (10) ربيع 2015 (10) أبحاث في الجغرافيا (9) خريف 2004 (9) صيف 1997 (9) خريف 2017 (8) ربيع 1999 (8) ربيع 2016 (8) ربيع وصيف 2007 (8) شتاء 1998 (8) شتاء 2004 (8) صيف 1994 (8) صيف 1995 (8) صيف 1999 (8) أبحاث في الإدارة (7) شتاء 1999 (7) شتاء 2016 (7) خريف 1996 (6) خريف 1997 (6) خريف 2013 (6) ربيع 2001 (6) شتاء 1995 (6) شتاء 2013 (6) صيف 2000 (6) صيف 2001 (6) صيف 2002 (6) خريف 1998 (5) خريف 2000 (5) خريف وشتاء 2003 (5) ربيع 1996 (5) شتاء 1997 (5) صيف 2003 (5) صيف 2009 (5) ربيع 2002 (4) شتاء 2011 (4) صيف 1996 (4) صيف 2008 (4) خريف 2003 (3) خريف 2009 (3) خريف 2010 (3) خريف 2015 (3) خريف شتاء 2008 (3) ربيع 1995 (3) ربيع 1998 (3) ربيع 2000 (3) ربيع 2003 (3) ربيع 2012 (3) ربيع 2018 (3) شتاء 2001 (3) شتاء 2010 (3) صيف 1998 (3) صيف 2005 (3) صيف 2010 (3) صيف 2014 (3) صيف خريف 2012 (3) العدد الأول 1994 (2) خريف 1999 (2) خريف 2005 (2) خريف 2014 (2) ربيع 2006 (2) ربيع 2011 (2) ربيع 2013 (2) ربيع 2014، (2) شتاء 2005 (2) شتاء 2012 (2) شتاء 2014 (2) شتاء 2015 (2) صيف 2006 (2) صيف 2011 (2) صيف 2013 (2) صيف 2015 (2) الهيئة الاستشارية وقواعد النشر (1) خريف 2011 (1) ربيع 2004 (1) ربيع 2005 (1) ربيع 2009 (1) ربيع 2010 (1) ربيع 2014 (1) شتاء 2007 (1) صيف 2004 (1) صيف 2016 (1) فهرس (1994 - 2014) (1) مجلدات الحداثة (1)

الأكثر مشاهدة