♦ هيثم فرحان صالح *
◘ الكون
الكون
هذا الفضاء الفجّ
كصحراء من رمل المجرات اللانهائية
يمتدّ حتى لا يرى
نحن على هذي الأرض
نسبح كجملٍ فقد صبره
حتى تاه في صحراء وعيه
إل أين نبحر على هذه السفينة
الأرض؟!
ندور حول هذه الشمس المرّة
وهي تربطنا كشخص يدور بمقلاعِه
ولا يرميه
كعجلة تسير على دروب هذا الفضاء الأبدية
كيف أصغي الى كلّ هذا الهراء؟
تنام على أريكتي هذه الفراشات
وأقواس قزح آمالي
أنا المسافر في العتمة
ألملم قطعًا من شظايا الفرح.
***
◘ قبلة
قد أعبر قارة
أو مجرّة
من أجل قبلة.
***
◘ دقيقة
أحببتك دقيقة كاملة
فاضت بها روحي
***
◘ ثياب بالية
كل ليلة ينهمر عالمي
كشتاءٍ
في منامي
لينمو كونًا جديدًا
تلهو به روحي عارية
في أحلامي
وفي كلّ صباح
أُعيد نسج ثيابي
البالية.
***
◘ تصفيق
ما هو التالي؛
فغر فاه وابتلع الشمس
ولم تصفق حتى سلحفاة؟
***
◘ دخان
مجرد أشباحٍ نحنُ
نَمرُّ كَدُخانٍ أَحْمَق
ملَّت سجائرهِ مِنه
فاحترقت.
***
◘ باب
تودُ بكُلِّ ما لديك،
لو أنك تفتح بابًا يوصلك
إليكْ.
***
◘ هاتف
غفوت على كَتفكِ،
بعدما ألهاكِ الهاتف عني.
***
◘ سرّ
تميل برأسها
فَتشرح بإيماءةٍ بسيطةٍ
عَجزِي عن فهم سر
أن تكون عاشقًا
بلا كلمات
***
◘ خيبة
يسير قلبك في كلّ هذا الألم،
كخائبٍ نهشته ذاكرته،
حتى كاد أن يستيقظ ليلتقط روحه.
***
◘ حصى
كأني من جبلٍ ووادٍ
كحجرٍ تخلّى عن كلّ شيء
كحصى الشواطىء
كلما دنا من البحر
لانَ ملمسه
واختفى.
***
◘ شيء
لديك كلّ أسباب خياراتي
من دونك لا شيء
حتى اللاشيء
أنت الشيء
الذي لا شيء
بهِ.
***
◘ خلود
حين أموت
سيرقص الدود فوق جثتي
لا شيء سيناله مني
لا شيء سوى موسيقى
الخلود.
***
◘ هفوة
مُسَاقون بألف حبلٍ وألف أحمق،
كأننا هفوَات بشر،
أو أخطاء أرواح مشردة في جحيمها.
***
◘ جيفة
قد نكون موتى الآن،
نحاكي حيطان كهفنا،
نهذي كنواميس كذباب
أو ديدان
تأكل جيفها العارية.
***
◘ خجل
الوقت يمرّ بين أصابعي
كضفدع
عيناي مِكنسة
والسماء صافية
إلا من مائي
أنا مسافر حتى القدر
لي طفلان عجوزان
وإمرأة
وبعض القهوة
بين الحانة والحانة
سراديب عتيقة
قد أضيع أحيانًا
أو عادة
لكني أتخيل برنامجي الصباحي
والمسائي
أحنّ إلى بعض
الخجل.
***
◘ هؤلاء
هل يعقل أن يكون كلّ هذا الفضاء
لهؤلاء الحمقى!
***
* كاتب من لبنان، حائز شهادة دكتوراه في العلوم السياسية – الجامعة اللبنانية، وله عدة مؤلفات
مجلة الحداثة - al hadatha journal - خريف 2020، ع 211/ 212
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق