Al-Hadatha Journal: 31 years of communication - Welcome to the site (under construction). Here we publish Abstracts of research

بحث - Search

مجلة الحداثة: 31 عامًا من التواصل - أهلا بكم في الموقع الترويجي (قيد الانشاء) ننشر هنا ملخصات عن الأبحاث

المشاهدات

جابوتنسكي- صهيونية الجدار الحديدي - النشأة والمواقف (1925- 1940)

نور الدين علي شريف - مجلة الحداثة

نور الدين علي شريف *


- نبذة عن البحث


يعدّ زائيف فلاديمير جابوتنسكي ( Ze'ev Vladimir Jabotinsky/1880 – 1940) الأب الروحي والسياسي لحركة "الحيروت" (Herut) التي تزعمها مناحيم بيغين (1913 – 1992)، وتركت أفكاره أثرًا بالغًا عليه وعلى كثيرين من أتباعه المتطرفين. دخل إلى الساحة الفلسطينية مستهدفًا ابتلاعها من قبل اليهود، من دون مهادنة وتفاوض، مرجحًا منطق القوة على الديبلوماسية. أرسى جابوتنسكي دعائم نظرية الجدار الحديدي الذي يرفض نقاط الضعف في المواقف الصهيونية من المحيط العربي والفلسطيني بل والدولي، ويشدد على عدم السعي للوصول إلى اتفاق مع الفلسطينيين، حتى يصبحوا في موضوع الضعف... وفقط عندما لا يبقى في "الجدار الحديدي" أيّ شق، لا يبقى لديهم بصيص أمل، عندها تفقد المجموعة المتطرفة، وشعارها الرفض المطلق، قوتها، وبدلًا منها سيأتي إلينا الفريق المعتدل ويبدي استعدادًا للتنازل والمساومة. الطريق الوحيد للوصول إلى اتفاق هو الجدار الحديدي حسب رأيه.
يرى جابوتنسكي وعد بلفور (The Balfour Declaration) تعهدًا دوليًّا لإقامة دولة يهودية على كامل فلسطين من دون تقسيم أو تجزئة. ويقول: إن الانتداب إذا فشل في المساندة على تحقيق هذا التعهد، فعليه الانسحاب. لذلك، كان من الداعين والمشجعين لتنفيذ عمليات هجرة غير شرعية لليهود نحو فلسطين ابتداء من العام 1932. ورغم أنه نادى التنظيمات العسكرية الخاضعة له أو المؤيدة لفكره إلى عدم مواجهة القوات البريطانية أثناء اندلاع الثورة الفلسطينية، فإنه عاد ودعا عصابة "الايتسل" (Etzel) إلى تنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية ضد مواقع ومؤسسات بريطانية. وتمايز بمواقفه المتطرفة عن الوكالة اليهودية، فأسس منظمة صهيونية جديدة (هتساح)، ونظم دستورًا واضحًا لا يقبل تدوير الزوايا في تحقيق الهدف المنشود. يعالج هذا البحث إذًا، دور جابوتنسكي ونشأة فكره الصهيوني ومواقفه.

الكلمات المفتاحية: الصهيونية- جابوتنسكي- فلسطين- الجدار الحديدي

***


تؤخذ عبارة الصهيونية في الدراسات السياسية والتاريخية، وفي معظم الأحيان، على أساس أنها كل متكامل. غير أن الواقع التاريخي والسياسي وحتى الأدائي على الأرض في ما يخصّ الاستيطان الصهيوني، وابتلاع فلسطين التاريخية، يشير إلى تعدد الاتجاهات والتيارات داخل الحركة الصهيونية، ما بين صهيونية توطينية، واستيطانية، وعملية وسياسية، وعلمانية ودينية، وعمالية وإقليمية. وتباينت التوجهات في الحركة الصهيونية، بين اليمين واليسار، بل إن اختلاف وجهات النظر والمواقف، دفعت بعض القيادات الصهيونية إلى انتهاج خط أسمته "تصحيحيًّا" خرجت على التوجهات الصهيونية التقليدية منذ مؤتمر بازل (Basel) في سويسرا العام 1897، ومّثلت خطًّا جديدًا، الصهيونية عرفت بالتصحيحية الصهيونية السياسية.
شكلت الصهيونية التصحيحية المكوّن الأساس لليمين الصهيوني، منذ منتصف عشرينيات القرن العشرين. وتكوّنت تلك الحركة في أوروبا الشرقية، ثم انتقلت إلى باقي التجمعات اليهودية، عبر العالم. وشكلت الحركة المعارض الأكبر للاتجاه الصهيوني العمّالي؛ لأسباب سياسية وأيديولوجية، وكانت الأكثر تأثرًا بالتنظيمات السياسية النازية في أدائها السياسي وخطابها الإلغائي، ومواقفها المتطرفة، حتى أطلق عليها صهيونية "الحد الأقصى".
مرت هذه الحركة المتطرفة، بمرحلتين، تمثلت في مرحلة التأسيس بين الأعوام 1925-1931، تبلورت فيها الأفكار، ونبتت فيها جذور المؤسسات التنظيمية. ثم تلتها الحقبة بين أعوام 1932-1935، حيث اشتد التباين الأيديولوجي في التعاطي مع السلوك السياسي في ابتلاع فلسطين وأهلها مع الصهيونية العمالية، واندفعت إلى تأسيس منظمة صهيونية جديدة (هتساح). وارتكزت المنظمة الجديدة انطلاقًا من أفكارها المتطرفة على قواعد عنفية منها كسر سياسة ضبط النفس (هفلجا) مع ثورة الشعب الفلسطيني (1936)، وتنظيم الهجرة السريّة (هاعبلا) تحت أعين الانتداب البريطاني.
كان جابوتنسكي الصهيوني الأوكراني، القائد والمؤسس والمعلم للحركة التصحيحية في بداياتها. وأثّر فكره في الأيديولوجية التصحيحية بشكل عميق، ولاسيما بعد نشر مقاله العام 1923 بعنوان "الجدار الحديدي". وكان فكره قائمًا على التوسع والتطلع لدولة صهيونية على جانبي نهر الأردن – وبناء على ذلك- رفضت الحركة مشروع التقسيم (لجنة بيل) العام 1937، وبقي إرثه بعد وفاته لدى الحركة التي رفضت القرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين العام 1947. ونتيجة هذا التطرف نظر التصحيحيون للشرق الإسلامي نظرة تكبر واحتقار، وآمنوا بأهمية منطق القوة (الجدار الحديدي) في تحديد العلاقة بين التجمع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين وبين العرب. وليس خفيًّا تأثر التصحيحيين بأيديولوجية التعصب القومي لدى الفاشية والنازية، ونسج علاقات مع النظامين، فهم من أيّدوا بقوة وضع الخطط العملية لترحيل (ترانسفير) العرب، وشاركوا في المعارك الحربية ضدهم العام 1948، ونفذوا مجازر وحشية.


أ‌- إشكالية البحث

في إطار التعرف على جذور اليمين الصهيوني الذي حكم الدولة الصهيونية لفترات طويلة وصولًا إلى السياسة المعاصرة التي أنتجت الجدار العازل، كيف تطوّرت الحركة الصهيونية التصحيحية انطلاقًا من القواعد الفكرية والأيديولوجية ولاسيما فكرة الجدار الحديدي التي ابتدعها جابوتنسكي، مرورًا بالتأثيرات التي تركتها على سياسات الحركة الصهيونية ومواقفها بين الأعوام 1925 و1940؟
تتفرع من هذه الإشكالية عدة أسئلة فرعية:
1- من هو زئيف جابوتنسكي؟ كيف أسهمت أفكاره في انبثاق الحركة الصهيونية التصحيحية؟
2- كيف تبلورت مواقف حركة جابوتنسكي بين الأعوام 1925 و1931 ولاسيما من الانتداب، والوكالة اليهودية، ومن ثورة البراق؟
3- ما هي المعالم الرئيسة لمواقف جابوتنسكي من الثورة الفلسطينية العام 1936، ومن الكتاب الأبيض، ومن الحرب العالمية الثانية؟

ب- الفرضيات


1- شهد جابوتنسكي بعض الأعمال العدائية لليهود في أوديسا مسقط رأسه، ومع الوقت توصل إلى قناعة بأن مصير تحرير الصهيونية والعودة الى أرض الميعاد، مرتبط إلى حدّ كبير، بمسألة (تحرير فلسطين من أيدي الاتراك)، وأنه من الضروري المساهمة في المجهود الحربي لتحقيق هذه الغاية إلى جانب الحلفاء خلال الحرب العالمية الأولى. تولى قيادة الوحدة رقم 38 في الجيش البريطاني العام 1917 ورُقي إلى رتبة ملازم، وكان من أوائل الجنود الذين عبروا الأردن. فكانت هذه اللبنات الأولى في تمرسه بالعمل العسكري كدرجة أولى اعتنقها لتحقيق الغاية الصهيونية باحتلال فلسطين.
2- حاولت الحركة التصحيحية وجابوتنسكي الاستفادة من علاقاتها بالاستعمار البريطاني، خدمة للأهداف السياسية الصهيونية التي انتهجتها، وعارضت بشدة توسيع الوكالة اليهودية؛ حفاظًا على "نقائها" الصهيوني، وقامت باستدراج ممنهج لتفجير أحداث ثورة البراق، في محاولة لاستغلال الشعور الديني في تحقيق مآربها السياسية.
3- لعب جابوتنسكي على وترين متناقضين خلال الثورة الفلسطينية العام 1936، إذ نادى التنظيمات العسكرية الخاضعة له أو المؤيدة لفكره إلى عدم مواجهة القوات البريطانية، ومن جهة ثانية دعا عصابة "الايتسل" إلى تنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية ضد مواقع ومؤسسات بريطانية. وخلال الحرب العالمية الثانية، نادى بإقامة جيش عبري داخل الجيش البريطاني، بهدف العمل المشترك في مواجهة النازيين، لكنه استفاد من عسكرة الصهيونية في السير قدمًا باتجاه فكرة التمرد في فلسطين عند إعلان بريطانيا في 23 شباط 1939، عند نيتها تصفية انتدابها على فلسطين، وبعد إعلان الكتاب الأبيض العام 1939.

ج- المنهج المعتمد


اعتمدت الدارسة منهج التحليل التاريخي وهو طريقة أو أسلوب مستخدم في بلوغ المعارف والحقائق عن طريق مُطالعة المعلومات أو البيانات التي دُوِّنت في الفترات الماضية، وتنقيحها ونقدها بحياد وبموضوعية للتأكد من جودتها وصحتها، ثم إعادة بلورتها للتوصل إلى النتائج المقبولة، والمُدعمة بالقرائن والبراهين. كما يُسهم في معالجة المشكلات الحاضرة في ضوء المعلومات التاريخية، مع إمكانية استشراف المستقبل علميًا في ظل المتغيرات الزمنية المتلاحقة على المشكلة موضوع الدراسة. ويسمح المنهج التاريخي بالتعرف على البيانات التاريخية المتباينة في فترات زمنية مختلفة، ليمد الباحث بالمعلومات المستفيضة. كما يساعد المنهج من خلال التحليل في تمحيص الأبحاث السابقة، ونقدها بصورة بناءة؛ من خلال توضيح ما تحمله من إيجابيات وسلبيات، مع إبداء وجهة نظر الباحث في ذلك.

(...)

***


* يعدّ أطروحة دكتوراه في التاريخ - المعهد العالي للدكتوراه في كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية – الجامعة اللبنانية


الحداثة (Al Hadatha) – س. 29 – ع. 223 - ربيع 2022 Spring

ISSN: 2790 -1785

ليست هناك تعليقات:

اقرأ أيضًا

تعليقات القرّاء

راسلنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تصنيفات وأعداد

Al Hadatha (1007) أبحاث في الأدب واللغة (362) أبحاث في الثقافة الشعبية (245) أبحاث في العلوم الاجتماعية (182) أبحاث في الفنون (168) أبحاث في التاريخ (125) أبحاث في التربية والتعليم (114) أبحاث في العلوم السياسية والاقتصادية (80) أبحاث في علم النفس (64) مراجعات (61) أبحاث في الفلسفة (55) صيف 2019 (42) شتاء 2020 (38) محتويات الأعداد (38) افتتاحية الأعداد (37) خريف 2020 (37) ربيع 2020 (37) خريف 2019 (35) صيف 2020 (35) أبحاث في الإعلام (34) خريف 2023 (34) ربيع 2024 (33) شتاء 2024 (33) صيف 2024 (33) أبحاث في الآثار (32) الحداثة : أعلام (32) شتاء 2021 (31) خريف 2016 (26) شتاء 2017 (25) الحداثة في الإعلام (24) نوافذ (24) ربيع 2021 (23) صيف 2018 (23) صيف 2023 (23) خريف 2018 (22) ربيع 2022 (22) صيف 2017 (22) أبحاث في القانون (21) شتاء 2022 (21) خريف 2021 (20) ربيع 2017 (20) ربيع 2023 (20) صيف 2021 (20) شتاء 2019 (19) خريف 1994 (18) أبحاث في العلوم والصحة (17) أبحاث في كورونا (covid-19) (17) صيف 2022 (17) خريف 2001 (16) خريف 2022 (16) شتاء 2023 (16) ملف الحداثة (15) ربيع 2019 (12) شتاء 2000 (12) شتاء 1996 (11) شتاء 2018 (11) خريف 1995 (10) ربيع 2015 (10) أبحاث في الجغرافيا (9) خريف 2004 (9) صيف 1997 (9) خريف 2017 (8) ربيع 1999 (8) ربيع 2016 (8) ربيع وصيف 2007 (8) شتاء 1998 (8) شتاء 2004 (8) صيف 1994 (8) صيف 1995 (8) صيف 1999 (8) أبحاث في الإدارة (7) شتاء 1999 (7) شتاء 2016 (7) خريف 1996 (6) خريف 1997 (6) خريف 2013 (6) ربيع 2001 (6) شتاء 1995 (6) شتاء 2013 (6) صيف 2000 (6) صيف 2001 (6) صيف 2002 (6) خريف 1998 (5) خريف 2000 (5) خريف وشتاء 2003 (5) ربيع 1996 (5) شتاء 1997 (5) صيف 2003 (5) صيف 2009 (5) ربيع 2002 (4) شتاء 2011 (4) صيف 1996 (4) صيف 2008 (4) خريف 2003 (3) خريف 2009 (3) خريف 2010 (3) خريف 2015 (3) خريف شتاء 2008 (3) ربيع 1995 (3) ربيع 1998 (3) ربيع 2000 (3) ربيع 2003 (3) ربيع 2012 (3) ربيع 2018 (3) شتاء 2001 (3) شتاء 2010 (3) صيف 1998 (3) صيف 2005 (3) صيف 2010 (3) صيف 2014 (3) صيف خريف 2012 (3) العدد الأول 1994 (2) خريف 1999 (2) خريف 2005 (2) خريف 2014 (2) ربيع 2006 (2) ربيع 2011 (2) ربيع 2013 (2) ربيع 2014، (2) شتاء 2005 (2) شتاء 2012 (2) شتاء 2014 (2) شتاء 2015 (2) صيف 2006 (2) صيف 2011 (2) صيف 2013 (2) صيف 2015 (2) الهيئة الاستشارية وقواعد النشر (1) خريف 2011 (1) ربيع 2004 (1) ربيع 2005 (1) ربيع 2009 (1) ربيع 2010 (1) ربيع 2014 (1) شتاء 2007 (1) صيف 2004 (1) صيف 2016 (1) فهرس (1994 - 2014) (1) مجلدات الحداثة (1)

الأكثر مشاهدة