دور اللغات الحية في التواصل بين الشعوب |
♦ طارق حسين عبود *
مجلة الحداثة عدد 201/202 - صيف 2019
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ﴾(سورة الروم: 22). فكان من آيات الله عز وجل، اختلاف الناس بوجه عام، واختلاف ألسنتهم وألوانهم بشكل خاص، وهذه الحقيقة قائمة في كل زمان ومكان، ولمّا كان الإنسان مدنيًّا بطبعه؛ فقد كان لا بدّ له من التفاهم مع الذين يشاركونه في المكان والزمان، لذا كانت اللغة الواحدة قرينة المجتمع الواحد، وأحد أبرز العناصر المكونة له، غير أن تشتّت الجنس البشري على سطح الأرض، واختلاف البيئات، أدّيا إلى تباين اللغات واختلافها بنسب متفاوتة، على نحو ما نجده في الأسر اللغوية المختلفة.
لذا كانت اللغات التاريخية، والحيّة منها على وجه الخصوص جسرًا للتواصل بين البشر في هذا الزمن وفي كل زمن. وقد يشكّل زمن العولمة تحديًا كبيرًا اليوم، لأنّ الأرض أصبحت أصغر، والتواصل صار أسهل وأيسر، لذا تحضر أهمية اللغات، وعمليات التثاقف الحضاري والإنساني، لتشكّل فرصةً للتلاقي والحوار.