هيثم فرحان صالح *
يتطرق كتاب "صناعة الإعلان" إلى سيرة حياة فيليب يوسف الحتّي وإنجازاته، وهو من إعداد يوسف مرتضى، ويتضمن عشرة فصول، مع تقديم لوزير المال في عهد الرّئيس سليمان فرنجية، صاحب جريدة "الجريدة" الصحافي جورج سكاف.
يقدم الكتاب جوانب من حياة الحتّي وعلاقاته، رجل الأعمال الذي عمل في مجالَي الإعلام والإعلان، حيث كانت له علاقات عديدة ومتنوّعة مع رجال السياسة منذ بدايات استقلال لبنان، وهو الرّجل الذي يجمع بالإضافة إلى شخصيّته المحبّبة، والودودة، مــــن مزايا كدماثة الخلق، ووداعة المحيّا، وصلابة الموقف.
وُلد فيليب الحتّي في العام 1928 في بلدة الدامور اللّبنانية، جارة بيروت وعاصمة الشوف الساحليّة وملتقى النهرين. كان الرّقم الثامن بين أشقائه وشقيقاته الاثني عشر، والده يوسف أيوب الحتّي مؤسس جريدة "أرزة لبنان"، تلك التي أسسها بعد استقراره في البرازيل العام 1916 (ص17 من الكتاب). كان والده أحد مؤسسي نادي جبل لبنان الذي ما زال إلى اليوم أحد أهمّ نوادي "ريو دي جانيرو".
توفي والد الحتّي بشكل مفاجئ العام 1945، ما ترك أثرًا كبيرًا على حياته لناحية انخراطه المبكر في العمل وتولي المسؤولية ومواجهة ظروف الحياة القاسية. تزوّج من فيوليت بشارة المعلمة بالرّهبنة العازارية، ولديهم أربعة أبناء هـــــم: مرســــــال (صاحبة مجلّة Prestige)، وتيريز (مؤلفة وكاتبة قصة) لها قصة منشورة باسم "ذكرى وعِبرة"، ويوسف (مدير معهد بيبلوس وصاحب شركة الإعلانات c d a)، وجوزيت (المتخصّصة بالأدب الفرنسي).
لا أعتقد أنّ كتابًا لا يتجاوز الأربعمائة صفحة من ناحية، يستطيع أن يذكر ويغطي كلّ شيء، وأن يفيه حقّه، كما أنّ عدة كتب لا تستطيع أن تختصر سيرة حياة كاملة، وكيف بالأحرى لشخص كفيليب الحتّي ناهز التسعين عامًا وكانت له علاقات في مختلف مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والإعلام والدعاية والإعــــلان، فـــي مرحلــــة تمتدّ على أكثر مـــــن خمسة وسبعين عـــــامًا في لبنان، وانطــــــلاقًا منه إلى أرجــــاء العالم العربي، وصولًا إلـــــى بلدان الاغتراب فــــــي أقاصي الأرض؟
لكن يبقى للكتاب الذي سيليه أجزاء أخرى، أهميّة في الإضــــاءة على سيرة حياة هــــذا الرجــــل الغنية التي تكتسب أهمية لافتة، تاريخيّة وتوثيقيّة، خاصة عندمــــا نعرف أنّ الحتّي نسج علاقــــــات مع معـــظم رجــــــال السياسة والإعـــــــلام والثقافة في لبنان، من أمـــــثال الرئيس الشهيد رياض الصلح، إلــــــى رؤســـــاء الجمهورية المتعاقبين وأعضاء الحكومة والبرلمان، حيث كان ملــــمًّا، وشاهدًا على كثير من تفاصيل الحياة السياسيّة والاقتصاديّة، وذلك في معظم المفاصل الأساسيّة لتاريخ لبنان الحديث.
يرى الحتّي أنّ المأمول من هذا الكتاب هو تسليط الضوء على محطات سيرة حياته المهنيّة والعائليّة، بهدف وضع تلك التجربة المهنيّة والوطنية في متناول الأجيال الصاعدة، كي تسهم في إغناء الحيّز الوطني في وعيهم الاجتماعي، بحيث يصلّب أواصر اللُّحمة الوطنية بين مكوّنات مجتمعنا اللبناني والتي قد تؤدي إلى ما يُغني، ويعزّز ويطوّر الاقتصاد الوطني، وذلك من خلال تحفيز إرادتهم إلى الابتكار والاستنباط.
فصناعة الإعلان الذي كان فيليب من أوائل الروّاد الذين أطلقوها في السوق اللبنانية والسوق العربية، مثّلت، ولم تزل، إكسير الحياة لوسائل الإعلام، أي للسلطة الرابعة في النظام الديمقراطي، وتحتلّ حيّزًا مهمًّا في توجيه الرأي العام، وبالتالي، لها القدرة على التأثير في قرارات السلطة السياسيّة.
لقد كان، وما زال، له علاقات مباشرة ووثيقة، من خلال تأسيسه لشركات الإعلان والدعاية بالإضافة إلى تأسيسه لمعهد بيبلوس التربوي الشهير، مما أتاح له الفرصة لنسج علاقات متينة مع معظم رجال السّياسة والإعلام والصحافة، وأصحاب الجرائد والمجلات، وكتّاب الرأي، وساعده في ذلك طبيعته الشغوفة والتواقّة لكلّ جديد. فبمجرّد أن تلتقي بهذا الرجل، يستفزّ فيك شخصيّتك في ما وراء القناع، الذي عادة ما تتطلبه ظروف، ومجاملات اللقاءات الأولى، وهو عادة ما يغوص عميقًا بتلابيب النفس البشريّة، نظرًا إلى خبرته الطويلة والعميقة بالناس.
إنّه شخص لطيف، ومحبّ، ويتمتّع بالثقة العالية بالنفس، من دون غرور وتكبّر، قارئٌ نهم ويتحيّن كلّ فرصة سانحة للاستفادة من كلّ جديد، وإن كان ذلك عبارة عن مجرّد فكرة تظنّها عابرة لا تلقي لها بالًا.
تقرأ الكتاب الذي يذكر فيه الكثير من الحوادث والطرائف التي حصلت معه، ومنها طريقة معرفته بالرئيس رياض الصلح، فيقول إنه بعدما كان يعمل بجريدة "الزمان" اللبنانيّة، انتقل إلى العمل مع جريدة "الشعب" التي كان يملكها أمين بك نخلة والتي أسّسها رشيد بك نخلة، حيث كان يُشرف عليها وعلى سياستها، من وراء الستار الرّئيس الصلح الذي كان المموّل للجريدة، ومن هنا كانت معرفة الحتّي بالصلح. يذكر الحتّي، أنّه عندما ذهب ليتفق على العمل بالجريدة، التقى بالرّئيس الصلح الذي كان ذا طلة، وهيبة، ونظرة ثاقبة، إلاّ أنّه كان سليط اللّسان، بحيث أنّ الرئيس الصلح عنّفه، وذلك عندما طلب منه الحتّي بدل أتعاب 700 ليرة و15% من نسبة الإعلانات، وهذا كان يُعدّ مبلغًا كبيرًا بمقاييس ذلك الزمان. فقال له الرئيس الصلح بنبرة عالية: "يا....، النائب لديّ يقبض 145 ليرة"، حيث استوجبَ ذلك ردًّا للحتّي قال فيه بلهجة تهكّمية وبالكثير من الجرأة:
"يا دولة الرئيس، أحضر نائبين لكي يعملا، ويقوما بمهام ما أريد فعله وتحقيقه، وليكن لديهما خبرة في التّسويق الإعلام والعلاقات العامة".
فما كان من الرئيس الصلح إلاّ الاستجابة لطلباته، وسلّمه العمل فورًا.
كان لعمله في الجريدة فائدة كبيرة، حيث أنقذها من العجز المالي بحنكته. ويُشير الحتّي إلى أنّ جريدة "نداء الوطن" في ذلك الوقت، كانت للرئيس بشارة الخوري وشقيقه سليم، بينما كانت جريدة "الشعب" عمليًّا، للرئيس الصلح، وكانت الجريدتان تحرتقان على سياسات بعضهما البعض.
كما ذكرنا، يتضمّن الكتاب الكثير الكثير من الأحداث والطرائف عن تاريخ لبنان في تلك الفترة، أي منذ بدايات الاستقلال، وصولًا إلى وقت الحرب في العام 1958، وبداية الحرب الأهليّة في العام 1975، وكان الحتّي شاهدًا على ذلك العصر، وفي بعض الأحيان، كان صانعًا للأحداث. فيذكر في هذا الشأن، كيف توسّط لرجل الأعمال "ألكسي سرسق"، مع الرّئيس الصلح في انتخابات العام 1947 الشهيرة (الذي تخلّلها الكثير من التجاوزات)، وترشّح عن المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون (ص70-71 من الكتاب) على لائحة أحمد بك الأسعد بإيعاز من الرئيس الصلح، حيث فاز في الانتخابات. فندرك من خلال تلك الحادثة، ما أشبه اليوم بالبارحة، لناحية دخول رجال الأعمال البرلمان، والمجال السياسي، وذلك من خلال الدفع للسياسيّين الكبار، ورؤساء اللّوائح، حيث يذكر الحتّي في موضع آخر من الكتاب، أنّ ألكسي سرسق كان قد دفع للرّئيس الصلح مبلغ مئتي ألف ليرة، ونذكر ذلك مع التحفّظ، وعلى ذمّة الراوي.
يتطرق الحتّي في هذا الكتاب أيضًا، إلى فترة عهد الرئيس سليمان فرنجية العام 1970، حين عيّن الرئيس فرنجية الصحافي المخضرم غسان التويني وزيرًا للتربية، وذلك في أول حكومة للعهد، حيث كان لغسان التويني موقع مهم في الوسط السياسي والصحافي اللبناني والعربي. فالصحافي التويني كان صاحب جريدة "النّهار" اللبنانية التي كانت وما زالت، مرجعًا لغالبيّة السياسيّين اللبنانيّين والعرب، وكانت المعارك الانتخابيّة النيابيّة، والصراعات الحكوميّة، والرئاسيّة حينها، وفي غالبيتها، تُدار من مكتبه.
يشير الحتّي في هذا الصّدد، إلى الصداقة التي كانت تجمع بين والديهما، هو وغسان، أي يوسف الحتي والده، (الذي أصدر في العام 1916 جريدة "أرزة لبنان" كما ذكرنا، وذلك في البرازيل بعدما هاجر إليها في الحرب العالمية الأولى، والتي كان شعارها "الله الوطن والعائلة" وذلك قبل عشرين سنة من تأسيس حزب الكتائب العام 1936 الذي تبنّى الشعار نفسه لاحقًا)، ووالد غسان التويني الصحافي الشهير من مؤثّري عصر النهضة جبران التويني مؤسس جريدة "النهار" العريقة في العام 1937.
يذكر الحتي أنّ الصحافي غسان التويني كان وزيرًا مشاكسًا بسبب طبيعة عمله كصحافي، فهو من ناحية، كان وزيرًا في الحكومة، وفي الوقت نفسه، كانت جريدة "النهار" تنتقد الحكومة، وتميل بسياساتها العامة للمعارضة، حيث كان الوسط الطلابي حينها ثائرًا، ويحمل العديد من المطالب التربويّة، الحياتيّة والاجتماعيّة.
وبما أنّ الوزير التويني كان وزيرًا للتربية، فبحكم ذلك، كان الأكثر حرجًا تجاه تلك المطالب، وقد أدّى ذلك إلى خلافه مع رئيس الجمهورية سليمان فرنجية، بعدما حنق وغضب الرّئيس عليه لجهة انتقاد الوزير التويني الدائم له فــــــي جلسات مجلس الــــوزراء، وخاصّة، عندما أعدّ ملفًا لمعالجة مطــالب الطلاب وإيجاد الحلول لها.
بالنّهاية قدم التويني استقالته، وعاد لانتقاد سياسات العهد، وصولًا إلى تموضعه في أقصى صفوف المعارضة، وذلك بعدما فاحت رائحة السمسرات والصفقات في وزارة البريد والبرق والهاتف، التي تسلمها حينذاك نجل الرئيس فرنجية، الشهيد "طوني فرنجية"، والذي كان قد اغتيل لاحقًا العام 1978، وذلك في صراع بين الأحزاب اللبنانيّة خلال الحرب الأهليّة.
بدأ التويني بنشر إنجازات العهد، وتطرق إلى الفشل الذي صبغه ما أدى إلى الكثير من الاهتمام بما تنشره الصحيفة، فزاد ذلك من مبيعات الصحيفة وتوزيعها في المناطق، وبدأت شركات الإعلان تنشر بشكل مكثّف فيها، وأصبحت الجريدة على كل شفة ولسان، وتحوز على أعلى نسبة من الإعلانات.
من جهة أخرى، يرى الحتّي أنّ كلّ ذلك ساهم في محاربة جريدة النهار، وهذا كان من خلال الضغط على أصحاب وكالات الدّعاية والإعلان عبر الأمن العام (ص127 من الكتاب)، لحجب الإعلانات عن جريدة "النهار". وكان الرئيس فرنجيّة قد عيّن العميد انطوان الدحداح مديرًا عامًا للأمن العام، حيث كان الأخير قريبًا له عن طريق المصاهرة، ومن المعروف مدى تدخل الأمن العام ومتابعته لكلّ شاردة وواردة في الصحف، فكيف بالأحرى الصحّف التي تحمل لواء المعارضة، وتهاجم العهد باستمرار؟
تفيض ذاكرة الحتّي بالأحداث والمواقف، فيذكر دوافع اغتيال النائب معروف سعد التي شكّلت الشرارة الأولى للمشاكل والمصائب التي تلتها في العام 1975، وأدّت إلى اندلاع الحرب الأهلية في 13 نيسان 1975 إثر حادثة بوسطة عين الرمانة الشهيرة والتي سبقها مقتل مرافق الشيخ بيار الجميل جوزف أبو عاصي في اليوم نفسه.
في هذا المضمار، يرى الحتّي أنّ المؤامرة كانت كبيرة على لبنان، وكانت الانقسامات كثيرة، وكان الشارع محتقنًا إثر حصر إنتاج جمعيّة صيادي الأسماك في صيدا لصالح شركة بروتيين التي كان الرّئيس كميل شمعون، رئيسًا فخريًّا لها.
يذكر الحتّي في هذا الخصوص، أنّ النائب معروف سعد حينها، قد قام بقيادة تظاهرة لصيادي الأسماك في صيدا، وخلال التظاهرة أصابته رصاصة مجهولة في أسفل بطنه، نُقل على إثرها إلى المستشفى ثم توفي بعد أسبوع (ص131 من الكتاب). اتُّهم حينها جهاز أمني باغتياله، ورغم محاولات الحتي لتلافي تعقد الأحداث حينها، وذلك عبر الطلب من وسائل الإعلام تأخير إعلان نبأ الوفاة حتى تهدأ النفوس، إلاّ أنّ البلاد وقعت في المحظور، وانجرّت إلى ما لا يُحمد عقباه في حرب استمرّت خمسة عشر عامًا، أكلت الأخضر واليابس، ودمّرت الحجر والبشر.
يشير الحتي في أكثر من موضع من الكتاب، إلى علاقاته العربيّة والدوليّة، من خلال رئاسته لشركة الإعلانات العالميّة، التي كانت تأتي في المراتب الأولى بين شركات الإعلان، بالإضافة إلى أنّه من مؤسسي معهد بيبلوس التربوي كما ذكرنا، فيذكر في الفصل السادس من الكتاب تحت عنوان: "جدليّة العلاقة بين الإعلام والإعلان والسّياسة"، أنّه تبيّن له، بعد زياراته إلى الولايات المتحدة وإلى البرازيل وليبيا ومعظم أرجاء الوطن العربي، مدى ارتباط أجهزة المخابرات على مساحة الكرة الأرضية، من أميركا إلى البرازيل إلى ليبيا إلى لبنان، وكم هي معولمة كقطاعات أخرى عديدة، وذلك من خلال ما جرى معه، وعايشه شخصيًا من أحداث، ذكرها بشكل مفصّل في الكتاب، جعلته يخرج بتلك القناعة الراسخة.
من جهة أخرى، يقول الحتّي: إنّ العقيد القذافي نسج علاقته مع جريدة "السفير"، التي ترأسها الصحافي طلال سلمان منذ بدايات تأسيس الجريدة، وذلك من خلال الإعلامي الليبي "مهدي كاجيجي" (ص163 من الكتاب)، والذي وفّر لسلمان كل المتطلبات اللازمة لتأسيس جريدة السفير، ومطبعتها، للانطلاق بها بخطى ثابتة. فالقذافي كان بحاجة إلى كتّاب ماهرين لتسويق مشروعه، فوجد حاجته بقلم الكاتب المميّز طلال سلمان (ص162 من الكتاب).
من الأحداث الأليمة التي يأتي على ذكرها الحتّي، اغتيال "رياض طه" نقيب الصحافة، واغتيال الصحافي سليم اللوزي في العام 1980. كان اللّوزي حينها صاحب مجلة "الحوادث" اللبنانية التي لطالما كــــان لـــــها التأثير الكبير، والعلاقات الواسعة مــــــع معظم القــــــادة العرب، ورجالات السياسة في العالم العربي، وذلك كان استكمالًا للمؤامرة التي بدأت على لبنان.
فالصحافي سليم اللوزي كان من الذين بدأوا بانتقاد القادة العرب، وخاصة بعد سنة 1967، حيث كتب عن خسارة القدس والنكسة القاتلة، والشعارات الرنّانة الطنّانة الكاذبة التي كان يطلقها الزعماء العرب، وهو الذي انتقد المقولة الشهيرة (نطرناهم من الشرق جاؤونا من الغرب).
طبعًا، علاقات الزعماء العرب مع الصحافة اللبنانية، كانت قديمة وعميقة، منذ انقلابات سوريا، إلى عهد عبد الناصر، وصولًا إلى الأحداث الدوليّة والعربيّة والصراع العربي الإسرائيلي، وهم (أي القادة العرب)، لطالما توجّسوا من الصحافة اللّبنانية، نظرًا إلى الحرية التي كانت تتمتع بها، ويذكر العديد من الكتّاب، أنّ الجرائد اللبنانية كانت أول ما يطّلع عليها القادة العرب في صباحاتهم.
كما من الجدير ذكره هنا، مدى مساهمة اللبنانيّين أيّام السّلطنة العثمانية في الصحافة المصريّة، حيث قام العديد منهم في إنشاء الكثير من الصحف والمجلات في مصر، لما تمتّعت به من حرية ثقافية خصوصًا في أواخر القرن التاسع عشر نظرًا لاستقلالها وبُعدها عن السلطنة العثمانية، نذكر منها: مجلة "روز اليوسف"، وجريدة "الأهرام"، ومجلّة "الهلال".. إلخ.
هـذه بعض من المحطات التاريخيّة التي سردها فيليب الحتّي، والتي قام يوسف مرتضى بإعدادها، وتوثيقها، وترتيبها، وتبويبها، والتي أخرجَت هذا الكتاب الذي لا يختصر سيرة حياة رجل فحسب، بل هـو شاهدٌ على عصرٍ تخلّله أحداث تاريخيّة كثيـرة تعنينا كلبنانيّين، وعرب، لما تحمله من عِبر للأجيال القادمة، حيث نتلمس في كثير مما ذكر، كيف أنّ الأحداث أحيانـًا تكون متشابهة، مع اختلاف الأزمنة والأشخاص، فنرى ألاعيب السّياسة، وتدخل الإعلام بالسّياسة، وحجم الفساد، والمصالح المشتركة بين رجال الأعمال والسياسيين، كما حجم الأحداث الأليمة التي شهدها لبنان وما زال.
في الخلاصة، يصحّ القول في بلدان مثل بلداننا: "ما أشبه اليوم بالبارحة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق