♦ جاكلين إلياس أيوب *
نبذة عن البحث
يشهد عالمنا تقدمًا علميًّا وتطورًا تكنولوجيًّا، فلم يعد دور الجامعات يقتصر على تزويد الطلاب بالثقافة والعلوم الأساسية فحسب، بل تعدتها لإعداد المواطن وتدريبه على تحمل المسؤولية والتفاعل مع الآخرين والتأثير بالمجتمع أيضًا. ولعل النشاطات اللاصفية أحد أهم ركائز التعليم الحديث الذي يسهم في بناء شخصية الطالب، ويساعده على اكتشاف قدراته وميوله، وتوسيع خبراته في المجالات كافة، كما تنمي لديهم المهارات والاتجاهات السلوكية السليمة، ويكسبهم القدرة على الملاحظة والعمل والدقة (Azwaini, 2013).
على هذا دراستنا الحالية تسلط الضوء على أثر النشاطات اللاصفية على الطلاب الجامعيين لا سيما أننا في عصر يتمثل بالضغوط النفسية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتجاذبات السياسية التي من شأنها الحدّ من التفاؤل والطموح لدى هذه الفئة التي تشكل النبض الأساسي والحيوي للمجتمعات كافة وللمجتمع اللبناني بصورة خاصة.
كما تكمن أهمية الدراسة كونها من الدراسات الميدانية الأولى التي تطبق مع طلاب جامعيين، وتنقسم هذه الأهمية إلى قسمين:
الأهمية النظرية: تتميز هذه الدراسة بتناولها موضوعًا حيويًّا وأساسيًّا لا سيما أنها تعالج تأثير النشاطات اللاصفية على مشاعر الطموح وإثبات الذات عند طلاب الجامعة، وتحديدًا طلاب الجامعة اللبنانية، ممّا يزيد من أهميتها كونها تتناول موضوعًا من شأنه تعزيز ارتباط الطلاب بجامعتهم ورفع حسّ الانتماء لديهم. كما أن هذه الدراسة لها أهميتها كونها تتناول فئة أساسية من الشباب، وإظهار السمات الإبداعية الكامنة لدى طلاب الجامعة، وتحديدًا في كليات الآداب. وتكمن الأهمية أيضًا بأنها تتناول مرحلة مهمة من مراحل الدراسة لدى الطلاب التي بإمكانها إبراز السمات القيادية لديهم ورفع مستوى طموحاتهم، وتوظيف طاقاتهم في مجالات تزيد من تفاعل طلاب الجامعات مع البيئات المختلفة من خلال هذه النشاطات.
الأهمية التطبيقية: وتتجلى في النقاط التالية:
· تسليط الضوء على تأثير النشاطات اللاصفية الجامعية على مستوى الطموح وإثبات الذات عند الطلاب.
· قد تساهم هذه الدراسة في إعداد برامج سنوية للنشاطات اللاصفية في الجامعة اللبنانية من شأنها تفعيل العمل الجماعي والتواصل الإيجابي بين الطلاب.
· قد تسهم أيضًا هذه الدراسة بعملية التشبيك بين طلاب الجامعة والمجتمع المحلي، لما لذلك من أهمية في إعداد الطالب للتعاطي الإيجابي مع المجتمع وخلق فرص عمل له.
· قد تسهم هذه الدراسة في إظهار دور النشاطات اللاصفية باعتبارها رافدًا أساسيًّا من روافد المنهجيات التربوية الحديثة التي تستهدف تزويد الطالب بالجوانب المعرفية والتعليمية لتوجيهه نحو السلوك الإيجابي.
· قد توفّر هذه الدراسة إمكانية استفادة الجهات كافة، لا سيما المعنية بالتعليم العالي لجهة اعتماد النشاطات اللاصفية كعامل تفاعلي مهم جدًا، والتخطيط لها بغية إشراك الطلاب وتحفيزهم على ابتكار كل الوسائل التي تنمي لديهم مشاعر إثبات الذات وزيادة الطموح، وإظهار المواهب القيادية.
· قد تساهم هذه الدراسة في إبراز الأهمية العملانية والتطبيقية للنشاطات اللاصفية باعتبارها وسيلة تعليمية تربوية ناجحة لكسر الجمود في المناهج، وبالتالي فإن نتائجها تثري الجانب النظري والعملي الذي قد يستفيد منه تربويون وعاملون في حقول السيسيولوجيا وعلم النفس والعلاقات العامة.
***