Al-Hadatha Journal: 31 years of communication - Welcome to the site (under construction). Here we publish Abstracts of research

بحث - Search

مجلة الحداثة: 31 عامًا من التواصل - أهلا بكم في الموقع الترويجي (قيد الانشاء) ننشر هنا ملخصات عن الأبحاث

المشاهدات

واقع أصحاب العاهات في القرن الأول الهجري (1 - 132 هـ./ 622 – 750 م.)

Deutsch: Blinder Bettler (vermutlich in Kairo), signiert, datiert Leopold Carl Müller 1878, Öl auf Leinwand, 80 x 60 cm - wikimedia

سامي محمد جلول *


- نبذة عن البحث


يعالج البحث واقع أصحاب العاهات في القرن الهجري الأول حتى نهاية العصر الأموي (1 – 132 ه./ 622 – 750 م.)، فيبحث في واقعهم الاجتماعي سواء أكان ذلك داخل أسرهم، أم على صعيد محيطهم الخارجي. وينقل البحث دور هؤلاء في العلم والعمل، معرجًا على أهم إنجازاتهم في ذلك العصر.
ويبقي البحث على التسمية التي كان المسلمون في ذلك العصر، ينادون بها هذه الفئة، وهي (أصحاب العاهات)، هذا مع العلم، بأنّ البحث يظهر تطور هذا المصطلح من "أصحاب عاهات" إلى "الأشخاص ذوي الإعاقة".
أما إشكالية الموضوع فيمكن أن ألخصها على النحو الآتي:
إلى أي مدى كان أصحاب العاهات في تلك العصور مندمجين في المجتمع؟
وماذا كان موقف الحكام والمجتمع منهم؟
وهل كان لهم شأن في تطور العلم والثقافة في ذلك الوقت؟

- مصطلح أصحاب العاهات وتطوره عبر العصور

تطوّر مصطلح العاهة من عصر إلى آخر، وتغيّر من جيل إلى جيل؛ ففي العصور الوسطى، أطلق المسلمون لقب عاهة على كلّ من وجدوا لديه امتيازًا خلقيًا. فالبخر والبرص والطوال والقصار وسواهم هم من أصحاب العاهات. وتطوّر هذا المفهوم في ما بعد واقتصر على المكفوفين والمقعدين والصم والبكم والمرضى عقليًا، وسمّوا بالمعوّقين، وسميت الآفة التي تصيبهم بالإعاقة.
والإعاقة مصطلح إنكليزي الأصل، (handicap) استعمل هذا المصطلح لأول مرة في ميدان سباق الخيول في إنكلترا إذ سمح للخيول من الدرجتين الثانية والثالثة بالمشاركة في السباق على قدم المساواة مع الخيول التي هي من الدرجة الأولى، وذلك بعد إجراء الـ(handicap) على الخيول الجيدة. والـ(handicap) عبارة عن عملية خارجية يقوم بها حكّام السباق ومنظموه على الخيول القوية بعد تقدير قوّة كلّ منها من أجل عرقلتها بعض الشيء وبشكل مؤقت. والهدف من ذلك إتاحة الفرصة للخيول الضعيفة والمتوسطة للمشاركة في السباق على قدم المساواة مع الخيول الممتازة المعروفة بقدراتها البدنية ومهاراتها العالية، والسماح لها بالتغلب عليها، وذلك يكون إمّا بتأخير الخيول الممتازة بضع دقائق أو بتأخيرها بضعة أمتار، أو بإثقال ظهورها بحمولات زائدة. وعلى هذا الأساس، فمعنى الـ"handicap" هو عرقلة أو إعاقة قوّة الخيول القوية وليس معناها على الإطلاق بتر أي عضو من أعضائها أو تشويه أي منها أو خلخلة إحدى وظائفها الطبيعية. وفي ما بعد، انتقل هذا المعنى إلى البشر إذ سمح لكلّ مواطن مصاب بعاهة بالمشاركة في السباق على قدم المساواة مع المواطنين الآخرين بعد إجراء الـ"handicap" على المواطنين غير مصابين بأية إعاقة.
وظلّت المعاجم الفرنسية تستخدم الإعاقة بمعناها الإنكليزي حتّى العشرينيات من القرن العشرين، وتحديدًا سنة 1924 حين اعترفت فرنسا بحقوق المعوّقين. ويعود الفضل للكتب الأدبية بنقل هذا المصطلح من معناه الحرفي إلى معناه المجازي.(2)
أمّا الإعاقة بمعناها العربي فإنّها تختلف اختلافًا كلّيًا عن معناها الأجنبي، فالإعاقة في المعاجم العربية من عاق. جاء في المعجم الوسيط: "عاقه عن الشيء عوقًا أي منعه منه، وشغله عنه، فهو عائق، والجمع عوق للعاقل، ولغيره عوائق، وهي عائقة. وعوائق الدهر: شواغله وأحداثه. وتعوق أي امتنع وتثبط".(3)
وجاء في القاموس المحيط: "العوق أي الحبس والصرف والتثبيط كالتعويق والاعتياق، والرجل الذي لا خير عنده يعوق الناس عن الخير، عاقني عائق، وعوائق الدهر: الشواغل من أحداثه، ورجل عيق ذو تعويق وترييث، يثبط الناس عن أمورهم".(4)
إنّ كلّ هذه التعريفات وغيرها في المعاجم العربية تظهر أنّ معنى الإعاقة هو المنع والتثبيط والحبس والتأخير. وقد ورد ذكر للمعوقين في القرآن الكريم إذ ذكر سبحانه وتعالى في الآية 18 من سورة الأحزاب: ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ﴾. ويقصد في الآية الكريمة الأشخاص الذين تأخّروا عن فعل الخير.
من هنا يظهر الفرق بين المعنى العربي والمعنى الأجنبي للإعاقة؛ فالإعاقة بمعناها العربي ليست مرادفة لتعبير "handicap" وإنّما الكلمة المرادفة لها هي أهل الزمانة، والزمانة تدلّ على عاهة جسدية ظاهرة. والعاهة لغةً من عوه أو عيه. جاء في القاموس المحيط: "العاهة: الآفة أو المرض يصيب الإنسان أو الحيوان أو الزرع".(5)
أمّا الإعاقة بمعناها الحديث فهي الأقرب لمضمون الـ"handicap" وأصبح المصابون بعاهة يعرفون بالمعوّقين. وظلّ المعوقون يناضلون من خلال جمعياتهم الأهلية حتّى أطلقوا على أنفسهم لقب "ذوي الاحتياجات الخاصة"، وأطلق البعض لقب "ذوي الاحتياجات الإضافية". وقد اعتمدت الأمم المتحدة تسمية الأشخاص ذوي الإعاقة، موضحة ذلك في الاتفاقية التي صدرت عنها في العام 2007م(6)
إلّا أنّ التعبير لكلّ هذه التعريفات والذي كان مستخدمًا في القرن الهجري الأول هو العاهة.

***

(1) أطروحة دكتوراه في التاريخ - المعهد العالي للدكتوراه - الجامعة اللبنانية. مذيع في إذاعة لبنان، ومراسل لقناة الميادين


(2) Emily. The Interesting Origin of the Word Handicap. 

http://www.todayifoundout.com/index.php/origin-word-handicap

(3): مجموعة من المؤلفين (مجمع اللغة العربية بالقاهرة). المعجم الوسيط. اسطنبول: دار الدعوة، 1989 م، ط 1. ج 2، ص 637.

(4) الفيروز آبادي، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب. القاموس المحيط. بيروت: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، 1426 هـ – 2005 م، ط 8. ص 913

(5) م.ن.، ص 1250

(6) الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة عن الأمم المتحدة 2007

https://www.ohchr.org/ar/HRBodies/CRPD/Pages/ConventionRightspersonsWithDisabilities.aspx


ليست هناك تعليقات:

اقرأ أيضًا

تعليقات القرّاء

راسلنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تصنيفات وأعداد

Al Hadatha (975) أبحاث في الأدب واللغة (349) أبحاث في الثقافة الشعبية (245) أبحاث في العلوم الاجتماعية (179) أبحاث في الفنون (167) أبحاث في التاريخ (123) أبحاث في التربية والتعليم (108) أبحاث في العلوم السياسية والاقتصادية (77) أبحاث في علم النفس (61) مراجعات (59) أبحاث في الفلسفة (55) صيف 2019 (42) شتاء 2020 (38) محتويات الأعداد (38) خريف 2020 (37) ربيع 2020 (37) افتتاحية الأعداد (36) خريف 2019 (35) صيف 2020 (35) خريف 2023 (34) ربيع 2024 (34) شتاء 2024 (33) أبحاث في الآثار (32) الحداثة : أعلام (32) أبحاث في الإعلام (31) شتاء 2021 (31) خريف 2016 (26) شتاء 2017 (25) الحداثة في الإعلام (23) ربيع 2021 (23) صيف 2018 (23) صيف 2023 (23) نوافذ (23) خريف 2018 (22) ربيع 2022 (22) صيف 2017 (22) شتاء 2022 (21) خريف 2021 (20) ربيع 2017 (20) ربيع 2023 (20) صيف 2021 (20) أبحاث في القانون (19) شتاء 2019 (19) خريف 1994 (18) أبحاث في كورونا (covid-19) (17) صيف 2022 (17) خريف 2001 (16) خريف 2022 (16) شتاء 2023 (16) أبحاث في العلوم والصحة (15) ملف الحداثة (15) ربيع 2019 (12) شتاء 2000 (12) شتاء 1996 (11) شتاء 2018 (11) خريف 1995 (10) ربيع 2015 (10) أبحاث في الجغرافيا (9) خريف 2004 (9) صيف 1997 (9) خريف 2017 (8) ربيع 1999 (8) ربيع 2016 (8) ربيع وصيف 2007 (8) شتاء 1998 (8) شتاء 2004 (8) صيف 1994 (8) صيف 1995 (8) صيف 1999 (8) أبحاث في الإدارة (7) شتاء 1999 (7) شتاء 2016 (7) خريف 1996 (6) خريف 1997 (6) خريف 2013 (6) ربيع 2001 (6) شتاء 1995 (6) شتاء 2013 (6) صيف 2000 (6) صيف 2001 (6) صيف 2002 (6) خريف 1998 (5) خريف 2000 (5) خريف وشتاء 2003 (5) ربيع 1996 (5) شتاء 1997 (5) صيف 2003 (5) صيف 2009 (5) ربيع 2002 (4) شتاء 2011 (4) صيف 1996 (4) صيف 2008 (4) خريف 2003 (3) خريف 2009 (3) خريف 2010 (3) خريف 2015 (3) خريف شتاء 2008 (3) ربيع 1995 (3) ربيع 1998 (3) ربيع 2000 (3) ربيع 2003 (3) ربيع 2012 (3) ربيع 2018 (3) شتاء 2001 (3) شتاء 2010 (3) صيف 1998 (3) صيف 2005 (3) صيف 2010 (3) صيف 2014 (3) صيف خريف 2012 (3) العدد الأول 1994 (2) خريف 1999 (2) خريف 2005 (2) خريف 2014 (2) ربيع 2006 (2) ربيع 2011 (2) ربيع 2013 (2) ربيع 2014، (2) شتاء 2005 (2) شتاء 2012 (2) شتاء 2014 (2) شتاء 2015 (2) صيف 2006 (2) صيف 2011 (2) صيف 2013 (2) صيف 2015 (2) الهيئة الاستشارية وقواعد النشر (1) خريف 2011 (1) ربيع 2004 (1) ربيع 2005 (1) ربيع 2009 (1) ربيع 2010 (1) ربيع 2014 (1) شتاء 2007 (1) صيف 2004 (1) صيف 2016 (1) فهرس (1994 - 2014) (1) مجلدات الحداثة (1)

الأكثر مشاهدة