♦ هلا رشيد أمون *
نبذة عن البحث:
انطلاقًا من المراجعة التاريخية لنشأة الفكر الحداثي الأنواري، بغية تسليط الضوء على ابرز السمات والقيم والمفاهيم التي بشّر بها ودافع عنها، فإن هذا البحث يهدف - من خلال اعتماده على المنهج النقدي والتحليلي في قراءة بعض النصوص الفلسفية - إلى طرح سؤال فلسفي عن علاقةٍ محتملة بين سقوط المشروع الحداثي - الذي ثار على القوالب التقليدية والمتوارثة، واعتمد العقل كأساس للعلم والمعرفة، وركز على أصالة الإنسان ومحوريته في الكون، وقدم نظرةً للعالم مخالفةً لنظرة القرون الوسطى - وبعض النظريات الفلسفية التي رأت أن مفاهيم معينة مثل: "القوة" و"السلب" و"الحرب" و"العنف الثوري" و"حتمية الصراع" و"السوبرمان" أو "الإنسان الأعلى"، هي شروط ضرورية، إما لتحقيق مقاصد "العقل الكلي" الذي يتجلى عبر التاريخ، ويهيمن على مساره؛ أو لرفع الظلم وتحقيق "العدالة" والمساواة والسعادة الإنسانية، بالقضاء على النظام الطبقي الرجعي؛ أو من أجل "تحرير" الإنسان من قبضة الميتافيزيقا وأوهام الدين وأصنام الفلسفة اليونانية (وفي مقدمتها العقل والمنطق) وأخلاق الضعف والخنوع.
فهل من الصواب الربط بين انتقال هذه المفاهيم من المستوى النظري إلى المستوى التطبيقي، وبين صعود الفكر النازي والفاشي، وانطلاق مرحلة "ما بعد الحداثة" في أعقاب الحرب العالمية الثانية التي كانت تجسيدًا مروّعًا لقيم القوة والعنف والحرب والتحطيم والتقويض؛ وسببًا في تجاوز منطق الحداثة ونقد مرتكزاتها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق