♦ مشلين بطرس *
تكلّم الرصاص وحفرت ضجة دويه ثقوبًا تركت نيرانها مشتعلة على جداران أبنية بيروت. سألتُ جدارًا تتكئ على حزنه شرفةٌ متصدعةٌ، تتنهدُ ويلاتًا هزتْ شموخ كيانها: آلا تؤلمكَ تلك الثقوب التي لا يسبر أغوارها سوى العنف؟
- إنها عيوني التي لا تنام، تروي قصة حرب حفرت في أحشائي وحشية عدو لا يعرف معنى الإنسانية.
مصباح المنزل يُكسر زجاجه، ظلام يقبع في الزوايا ينشر خوفًا يتسلل بين طياته، رعب يسيطر على القلوب الراجفة اضطرابًا وزئير وحش مسلح يتخلل الأبواب آمرًا أهل المنزل بفتح الباب وإلا.
فُتات الخبز التي فرشت أرض الدار تنتقل من منزل إلى آخر، مداهمات، وسرقات، وهلع حطّ رحاله على أسرّة الساكنين.
يدٌ جريئة تقترب من القناع وتكشف عن صاحبه الذي كان واحدًا من
مشلين بطرس |
نوافذ : الحداثة - ربيع 2019 - عدد 199/ 200
أصلُ إلى منزلي منهكةً، أخلع أعباء عمل أثقلني، يقطع رنين الهاتف حبال الصور والكلمات العالقة في ذاكرتي، ليأتي صوت حياة عبر الهاتف تخبرني عن افتتاح معرض للرسم.تكلّم الرصاص وحفرت ضجة دويه ثقوبًا تركت نيرانها مشتعلة على جداران أبنية بيروت. سألتُ جدارًا تتكئ على حزنه شرفةٌ متصدعةٌ، تتنهدُ ويلاتًا هزتْ شموخ كيانها: آلا تؤلمكَ تلك الثقوب التي لا يسبر أغوارها سوى العنف؟
- إنها عيوني التي لا تنام، تروي قصة حرب حفرت في أحشائي وحشية عدو لا يعرف معنى الإنسانية.
مصباح المنزل يُكسر زجاجه، ظلام يقبع في الزوايا ينشر خوفًا يتسلل بين طياته، رعب يسيطر على القلوب الراجفة اضطرابًا وزئير وحش مسلح يتخلل الأبواب آمرًا أهل المنزل بفتح الباب وإلا.
فُتات الخبز التي فرشت أرض الدار تنتقل من منزل إلى آخر، مداهمات، وسرقات، وهلع حطّ رحاله على أسرّة الساكنين.
يدٌ جريئة تقترب من القناع وتكشف عن صاحبه الذي كان واحدًا من