Al-Hadatha Journal: 31 years of communication - Welcome to the site (under construction). Here we publish Abstracts of research

بحث - Search

مجلة الحداثة: 31 عامًا من التواصل - أهلا بكم في الموقع الترويجي (قيد الانشاء) ننشر هنا ملخصات عن الأبحاث

المشاهدات

الافتتاحية: حواء وآدم والتحولات الكبرى

رئيس تحرير مجلة الحداثة فرحان صالح

 ♦  فرحان صالح *


ساهمت حواء التي ولدت البشرية من رحمها، في تدجين آدم كي ينفصل عن أصوله الأولى، وليصبح أليفًا مشاركًا في إدارة شؤون الحياة. في البدء انحصرت حاجات آدم في رغباته الجنسية، لم يتكيف مع المتطلبات التي كانت تقتضي منه القيام بوظيفته الأبوية أو المشاركة مع حواء في رعاية وحماية نسلهما. انفردت حواء في القيام بدور مزدوج. آدم المتشرد، الهارب من مكان إلى مكان، بحثًا عن أود معيشته وعن ملذاته الجنسية، لم يعرف الاستقرار. في حين أن حواء كانت مضطرة للاستقرار في أمكنة قد تطول وقد تقصر، فالإنجاب كان قد حدد وظيفتها ومصير حركتها، والأمكنة التي ستستقر فيها، وهي باستقرارها أعطت معنى لعلاقة الزمان بالمكان، خاصة أن أطفالها أصبحوا مع الزمن ينتمون للأمكنة التي ولدوا فيها. 

- حواء تدجن آدم

حاكت حواء لغة الطبيعة في تنوعات فصولها، تعايشت مع التحولات والتبدلات الطبيعية المتمثلة في توالي الفصول تلك التي أدت لانتظام دورة الحياة الأرضية. لقد راكمت معرفتها بالتعلم من التجارب الحياتية المتنوعة التي تحيط بأمكنة استقرت فيها. 
حواء ومن دون دراية منها، كانت تساهم في التأسيس للمناخات الأولى في نشوء اللغة. لقد حملت حواء في ذاكرتها الاشارات الرمزية وغير الرمزية التي كانت تستعملها الفصائل الحيوانية المتنوعة، تعلمت من أصوات الحيوانات، كما تعلمت من لغة الطبيعة. وبهذا فقد اختصرت حواء في ذاكرتها كل ما اختزنته من تجارب، ليصبح ما اختزنته قاموسًا من المفردات والإشارات التي كانت تحاكي فيها أطفالها حين ينامون، وحين ينمون ويكبرون. 
لقد كانت البيئة بشقيها الحيواني والطبيعي، وعلى اختلاف الفصول، المعلم الأول لأمنا حواء. لقد انفصلت حواء التي يختصر اسمها الجنس الأنثوي برمته، عن فصيلها الحيواني، وبالتالي عن بيئتها الأولى. كان لتراكم تجاربها في بيئتها الأولى، أن ساعدها للانتقال إلى مرحلة جديدة أرقى في حياتها، وبالتالي للجنس البشري برمته. لقد تعلمت الأوقات التي تأكل فيها، وكيف ترضع أطفالها وتتعامل معهم في مختلف تبدل أعمارهم، وهي التي كانت ترى الاختلاف بين نمو أطفالها، وبين سرعة نمو ما تنجبه الفصائل الحيوانية الأخرى. 
هي حواء من اكتشفت ما يحيط بالأمكنة التي استقرت فيها، بدءًا تعرفت على الأعشاب، المفيد منها والضار، تعرفت كيف تصغي، وكيف تصرخ حين يداهمها خطر ما، وكيف تستعمل أيديها لحماية نفسها ونسلها، تعرفت على لغة الطبيعة في تعددية صورها وأوقاتها، وعلى لغة الحيوانات. تعرفت على لغة الطيور وموسيقاها، وعلى حفيف الأشجار ونوعية ما تعطيه من ثمار. في تدرجات معرفتها هذه اكتشفت حواء ذاتها، وموقعها. في حين لم يكن آدم في عالمه الأول، قادرًا على التكيف والاستقرار في مكان محدد، وهو الذي كان مهددًا سواءً من جنسه، أو من أجناس أخرى، في حين أن حواء التي كانت مضطرة للاستقرار، هي من كانت تسعى إلى تدجين البعض، ومنهم آدم، وإلى الاستقرار في أمكنة أكثر أمانًا. 
استمر آدم الأول مطولًا، وبسبب تعددية المخاطر المحيطة به، في مواجهة المخاطر وملاحقة نزواته الجنسية. استمرت رواسب النزعة الحيوانية طويلًا عند آدم، في حين أن نزعة الأمومة كانت الطاغية في تصرفات أمنا حواء، فحواء ليست من دجّن فصائل حيوانية معينة فحسب، بل هي أول من اكتشف الزراعة، فاستقرارها كان حافزًا لها لمعرفة التربة المحيطة بالأمكنة التي كانت تستقر فيها. 
لقد استوعبت حواء الفعل الجنسي لآدم، الفعل الذي حولته من فعل إلى متعة، إلى فعل للمشاركة والتعاون بينهما في بناء الأسرة الأولى المتعاونة حياتيًّا والذي يسميها البعض القطيع الأول. لقد رأت في نسلها مستقبل ديمومة وجودها، وبالتالي مصيرها. 
لقد استطاعت حواء أن تؤسس لقابلية من الاستقرار مع شريكها آدم. لم يعد شريكًا تُختصر العلاقة معه بالفعل الجنسي فقط، بل أصبح شريكًا لها في الأمكنة التي تستقر فيها، مساعدًا لها في تهيئة تلك الأمكنة للاستقرار، ومساعدًا وشريكًا لها في كل ما يتعلق بشؤون الأسرة. 
من هذه التجارب الفردية والثنائية مع شريكها في المكان، تعرفت حواء على ذاتها كأم، وعلى ذاتها كشريكة لآدم في إدارة شؤون الحياة. مقارنة ذاتها المتصلة ومن ثم المنفصلة مع ما كانت عليه في بيئتها الحيوانية التي كان لها الدور الأكبر في تجاوزها والانتقال إلى مرحلة جديدة. 
لقد انتقلت من عالمها الأول، إلى عالم تشارك في بنائه، لعالم كان قد اكتمل بكليهما أي بآدم وحواء، وبالتالي بالذكر والأنثى كقائدين وبنات لهذا العالم. 
عملت حواء للانفصال عن بيئتها الأولى، تلك البيئة الذي تأخر آدم من الانفصال عنها. لكن مع انفصال حواء عن عالمها القديم، كانت قد انتهت الشراكة الأولى بينهما وبين حيوات الطبيعة في شكلها الأولى، لتبدأ شراكة جديدة بين أمنا حواء وأبونا آدم مع عوالم أصبحا هما سادتها. لقد دجنت حواء آدم الذي انفصل عن الفصائل التي لم تجد وظيفة لحياتها، إلا بالقتال بين بعضها البعض. 

- الروح الممتدة في الطبيعة

لقد دشنت حواء مع آدم مسارًا جديدًا لحياتهما، مسارًا فيه فسحة واسعة من الاستقرار والتآلف والحوار والتعاون الأسري. وبالرغم من هذا فقد رأت حواء أن روحها ممتدة في كل حيوات الطبيعة، هي ليست في ذاتها، هي واحدة من حيوات الطبيعة المتعددة، هي شريكة وإن كانت مضطرة للدفاع عن نفسها في مواجهة من يهدد مصيرها ومصير أسرتها. وهي من دجّنت العديد من الحيوانات التي استفادت من حليبها ولحومها، كذلك من جلودها التي استعملتها كسَاء لأولادها. لقد أصبح القط والكلب والماعز والأغنام والأبقار والحمير بعضًا من عائلتها الممتدة في الطبيعة. تعرفت على سلوكيات من انفصلت عنها، تعرفت عن كيفية علاقاتها بين بعضها، كيف تتزوج وتنجب وتنمو وتحمي نسلها. تلك حواء التي كانت قد نقلت معها الكثير من العادات والتقاليد القديمة. 
ساهم آدم وحواء من خلال تدجينهما بعض الفصائل الحيوانية، بحمايتها والاستفادة الغذائية منها، كما ساهما في حماية هذه الفصائل من الاندثار، والحمير كما الأبقار، كانت المساعدة الأقرب للإنسان في مجمل نشاطاته الزراعية أو في نقل الأثقال. 
لقد أصبح آدم بعد تدجينه، مرآةً لحواء ووجهها التي ترى فيه صورتها. كليهما أصبحا القوة التي سيبنى عليها هذا الكون الذي أصبح له آباء يستطيع الثقة بهم، والبناء انطلاقًا من فعلهما المشترك. من دون وجودهما هناك حياة عبثية، وبتعاونهما ينتظم مدار الكون الأرضي. لقد تخلصت حواء من الحياة التي لم تر فيها ذاتها الواعية، فقررت أن تساهم مع شريكها آدم في العمل من أجل صنع نظام جديد لعالم من صنعهما. 
طويلًا الزمن الذي تعلمت فيه حواء تجارب حيوات عصرها، ما شكل زخمًا وزادًا لتجربتها سواءً الفردية منها أم المشتركة، خاصة مع وجهها ورفيقها آدم. تعلمت، راكمت خبرات من جيران مسالمين. تعرفت على الفصائل المفترسة، تعددت الأماكن التي استقرت فيها، فمن الكهوف إلى المنازل الحديثة، استغرق ذلك زمنًا طويلًا. 
كانت حواء وهي تبني، قد تعايشت سلمًا مع آدم، سواءً في لحظات شهواته الجنسية، أم في حالات القبول المشترك للفعل الجنسي.. وحواء كما آدم كانا قد استفادا من تقاليد الفصائل الحيوانية الأخرى، لقد أصبحت تلك التقاليد مشتركة بين الجميع. لقد طالت الفترة التي تأقلم فيها أبونا آدم مع أمنا حواء. فآدم أينما وضعته، كان يستمر طويلًا في ظله الأول، لجهة انحسار تعامله مع خصوصياته الجنسية. بقي يعيش ماضيه وكأن لا زمن له، أو لا زمن يتغير. 
لذا فالنظام الذي تجاوزته حواء، لا تزال أيام آدم مستمرة فيه، وكأنه ظله. 

- من الأمومي إلى الأبوي

حالة التحول من عالم الحيوان الأول، إلى حالة الانفصال عنه امتدت، وأخذت زمنًا لم يستطع العلماء تحديده. حواء التي قادت المرحلة الأولى في تسيير وبناء المداميك الأولى للعالم الجديد، كانت قد استتبعت آدم تحت جناحيها، كالطفل المدلل؛ ففي العصر الأمومي (Matriarchy) أو المشاعية الأولى، رسمت حواء صورة العالم الذي تريده، حيث تساوت البشرية فيه؛ كان مجتمعًا تعاونت الأسر المكونة له. قادت حواء قطعان هذا العالم بجدارة، ووضعت تراتيبه من دون استغلال، بل الجميع مدعوون لبناء عالمهم. تعاليم حواء تجسدت في قيم خالية من الطبقية، الكل مدعوون لاستثمار الطبيعة، تعرف الإنسان على شكل راق من الحرية، حيث حواء وآدم وإن كانا قد انفصلا عن أصلهما، إلا أنهما قاما سويًّا باستتباع حيوات عالمهما القديم وقيادته. 
عالم القطعان (البشري الأول) التي قادته حواء وساوت فيه بين الجميع، موظفة الجهود لاستغلال الطبيعة، هو ما تميزت فيه في تجربتها في العصر الأمومي. العصر الذي نظمته وقادته. لكن المجتمع الذكوري بدأ في منافسة حواء على القيادة والصلاحيات التي اكتسبتها حواء بجهدها المتواصل. شكل هذا الصراع إيذانًا بتفسخ المجتمع التعاوني الأول وانهياره. لقد انهزم المجتمع الأمومي. هزمت حواء، وانتصر المجتمع البطريركي (Patriarchy) الذي استتبع حواء، وتنكر لصيغ التعاون والعمل المشترك لاستغلال الطبيعة. تلك الطبيعة التي اكتشفتها حواء واعتبرتها الرأسمال الأبدي للجنس البشري، وعملت انطلاقًا منها لرسم صورة عالمها الأول. 
لم يأخذ آدم بأي من الأساليب التي اتبعتها حواء. بانتهاء العصر الأمومي كانت قد انتهت ثقافة الحرية التي صاغت أسسها حواء. فحواء حصلت على حاجاتها من استغلالها للطبيعة، ففي الطبيعة وجدت كل ما تحتاج إليه، واعتبرت أن الإنسان ثمرة من ثمرات أمنا الأرض. لكن آدم رسم صورة لتراتبية لا تزال مستمرة، تراتبية كان قد استحضرها من العصر ما قبل المشاعي، لقد استعبد النظام الجديد من خلال البعض القليل من البشر/السادة، الملايين من الناس. شكل العصر العبودي البطريركي الذكوري المستمر في النظام الرأسمالي، صورة فيها الكثير من التشابه عن التراتبية التي قادت فيها الفصائل الحيوانية شؤون حياتها. 

- نظرية داروين: البقاء للأقوى

لا يزال العصر العبودية مستمرًا، وإن كان بأشكال وطرق مختلفة، وقد تكون آليات الضبط من خلال المؤسسات والمنظمات الدولية التي تُمارس من خلال المناهج والبرامج التربوية، كذلك الإعلام الحديث ومن ثم من خلال المؤسسات الدولية، خاصة منظمة الأمم المتحدة منها، ومن ثم البنك الدولي. هذه المؤسسات - المنظمات، التي تُختصر مهمتها في ضبط آليات استمرارية عبودية الشعوب، وقوننة تطورهم، وبالتالي طرق حياتهم ووضعياتهم الاجتماعية والسياسية. لقد استحضر من يديرون النظام العالمي، التراتبيات ذاتها التي كانت تسود في العصور التي سبقت التحولات الكبيرة التي أشار إليها داروين (Charles Robert Darwin/ 1809 – 1882) في كتابه "النشوء والارتقاء" (اسم الكتاب بالانكليزية: On the Origin of Species by Means of Natural Selection, or the Preservation of Favoured Races in the Struggle for Life)، ولاسيما في تنوعات التعابير التي وردت عنده، من مثل "الانتقاء الطبيعي" أو "تنازع البقاء". إن التحولات التي أدت إلى انحدار الإنسان الحديث من فصيلة القرود، وإلى انحدار الكلاب من فصيلة الذئاب، هي البرهان على صحة ما توصل إليه من صراع الأفراد والجماعات الذين يتوالدون ويتنازعون على البقاء، وهم من صنف واحد، ومن الكائنات الحيّة التي تتشابه ظروفها الحياتية الطبيعية. ورأى أن هناك أجناسًا من ناحية جسدية أقوى من غيرها، أو أسرع جريًا، أو أعظم ذكاءً، أو أكثر مناعة في مواجهة الأمراض، وأقدر على احتمال قسوة الطقس، هؤلاء تختلف قدراتهم، يبقون أحياء ويتكاثرون، بينما يُهلك الضُعَفاء. إن الجنس البشري غير منفصل عن تاريخ تطوره، حيث يبقى الأقوى ويزول الأدنى والأضعف.. 
لقد رأى منتقدو داروين أن نظريته لا تعدو من أنها ساهمت في قلب الأوضاع، فداروين لم يعلم بعدم كفاية العقل البشري لفهم الوحي، وبالتالي بوجود قوى خارقة وغير بشرية تسيِّر هذا الكون. 
لكن بالمقابل، يمكن القول إن داروين كان قد أسس لنظرية علمية لا تزال مرجعية للعلوم الحديثة، وتحظى بقبول عام من قبل من يتطرقون لنشوء الكون، وبالتالي لتطور كائناته الحية. 
لقد عارض داروين النظريات التقليدية التي تقول «كل جنس خلق كاملًا وانحدر خلال الصعود دون تغير». فرأى أن هناك أجناسًا صالحة للاحتفاظ بطبيعتها، بينما هناك أجناس تندثر، ما يؤدي إلى تكوين أجناس حديثة. وهذا هو وضع الجنس البشري المستمر بشكله القديم والجديد. 
فالمعرفة التي قدمها داروين وغيره من العلماء، تبيّن أن مركز الإنسان في حضارتنا الحالية في تطور حقيقي. إن وراء الإنسان تاريخًا طويلًا من التطور والصعود، كما أن في هذا التاريخ جانبًا آخر من التقهقر والهبوط، خصوصًا في ما يتعلق بموقف "النظام الرأسمالي" الذي يتعامل مع المرأة "بدونية"، مستعينًا بالموروثات الدينية كمرجعية له. 
لقد فصل داروين بين الرؤية الدينية التي قدمت للحضارة أفضل ما عندها، سواء ايجابًا أو سلبًا، وبين الرؤية العلمية التي أعادت الاعتبار للإنسان المؤسس لهذه الحضارة الأرضية. لقد رأى بعض العلماء أن البقاء بلا عقيدة خير من الاعتقاد بأكاذيب لا تخدم الإنسان والمعرفة. 

- أمومي أم شيوعي - رأسمالي؟

إن حواء التي أسست للنظامالمشاعي الأول، حاول النظام الشيوعي تطوير تجربتها على أسس علمية معاصره، لكن فشل هذه المحاولة إن دل على شيء، فانما يدل على فقدان معنى الحرية في النظام الشيوعي، وعدم القدرة على ضبطها في النظام المشاعي الأول. لقد كان فشل هاتين المحاولتين، لأسباب تاريخية تتعلق بالوعي البشري في المرحلة الأولى، ولأسباب تاريخية وذاتية في المرحلة الثانية. وقد أعاد النظام الرأسمالي الاعتبار للأصول التي انطلق منها داروين، "الصراع على البقاء". وبهذا يمكن القول إن آدم الذي انقلب على حواء والنظام المشاعي الأول، هو ذاته آدم الرأسمالي – الغربي الذي استتبع شعوبًا ورسم حكامًا موظفين يستعبدون شعوبهم ولا يخدمونهم. لقد برزت عند آدم شهوة التسلط والغريزة الحيوانية، تلك الممتدة في مجمل ما رسمه، سواء وهو يضع أسس النظام العبودي الاقطاعي سابقًا، أم النظام الرأسمالي الحديث القائم على تراتبية قد تكون أشد وطأة مما كان سائدًا في العصور الأولى. 
لقد انقلب آدم على تجربة حواء، وها إننا نرى شعوبًا بكاملها تباد، وشعوبًا أخرى تفرض عليها تراتبية فيها من ثقافات العصر الحيواني الأول ما يثير الدهشة. فهذا النظام الذي يحكي عن حقوق الإنسان، سبب فقر المليارات من البشر، وسبب أمراضها وأوضاعها الاقتصادية المدمرة، كذلك سبب البطالة والأمية المنتشرة في العالم. 
إن التراتبية المدمرة الذي صاغ أسسها النظام الرأسمالي، كان من أهدافها منع الشعوب الضعيفة من أن تتعرف على ذاتها وتعرف موقعها في هذا العالم، أيضًا أن تتعلم كيف تواجه مشاكلها من الفقر إلى الأمية إلى انتشار الأمراض والبطالة والشيخوخة. 
لكن قادة هذا العالم، هل يدرون (من أن الجائع لا يؤتمن)؟ إن النظام الرأسمالي الذي حوّل الإنسان خاصة العربي - الإسلامي ضد نفسه، هو من يحاصر أحلام هذه الشعوب. هو من يستعمرها، يبقى آلهتها القديمة، كي يفرض ألوهيته منفردًا. فالإله الرأسمالي بتعدديه رؤوسه، هو من يستغل كل شيء، هو من جعل هذه الأرض مرتعًا للضباع والوحوش الكاسرة. إن الشعوب مجيِّرة لخدمة نزوات هذا الرأسمالي الذي جعل منها دون تاريخ، دون هوية، أيضًا دون ذاكرة إلا ذاكرة الطائفة والحارة التي لا تقاوم الزمن ورياحه. 
لقد تحولت هذه الشعوب، ولاسيما العربية، إلى مجرد صور من ورق، وإلى جسم دون روح. 
يستغل "الإله الأعلى" حاكم هذا الكون الأرضي، تنوع المشارب الدينية العقائدية، ليحارب فيها. هو من يسلح عقائد هذا ليحارب عقائد ذاك، وليحرض إله هذا ضد ذاك. هو من يخطط لمحاربة الآلهة بين بعضها البعض. هو من يصنع الآلهة. إن التعاليم الذي يفرضها هذا النظام اللاديني هي التعاليم المطلوب تقديسها. 
«لقد بقيت الشعوب (الاسلامو ــ عربية) حتى في عزّ تدفق النفط والمال والبورصات التي صنعت أوراقًا وأموالًا، متخلفة؛ لم تصنع وطنًا واحدًا جديرًا بالاحترام. لقد بقيت الدويلات التي أسسها سايكس ــ بيكو دولًا غامضة في علاقاتها مع نفسها، قبل أن يكون مع الآخرين، بل أنها تزداد مرضًا وخوفًا وقلقًا. هي دول تقود شعوبًا دون أمل، إلا ما كتبه الله لها، هذا إذا كان قد كتب شيئًا. لقد أصبحت هذه الشعوب تحت رحمة، الآلهة الجدد، والغريب أن كل من يحاول أن يرى "النور"، فإما عليه أن يجبر على الرضوخ أو يهاجر أو يقتل (بتصرف- التعابير للروائي الجزائري واسيني الأعرج). 
إن هذه الشعوب لا تزال تدور من دون توقف حول نفسها سواءً أكانت مجبرة، أو لأسباب ذاتية. إنها الشعوب، بتنوع أماكنها وقومياتها، من منع عنها فهم هذا العالم أو المشاركة فيه، والمساهمة في تغيير نفسها وتحديد موقع لها. 
لقد صنعوا لهذه الشعوب تاريخًا من وهم، وواقعًا صوروه على أنه كان لها قبل ما يزيد على الألف عام. بهذه السياسة سجنوا هذه الشعوب التي لم يسمح لها إلا بالتعرف على ثقافة الموت. لقد منع عن هذه الشعوب أن تسلك الطرق التي سلكتها الشعوب الأخرى، التي رأت أن الجهود العقلية، هي التي تساعد في تصويب نظرة الإنسان إلى حياته. بهذه السياسية يمكن أن تشارك هذه الشعوب الآخرين في فهم العصر الذي تعيش فيه. 

- الجذور الحضارية المؤسسة

حواء – آدم بهما بدأت رحلة التاريخ البشري الأول، بهما يختصر التاريخ البشري، الأنثوي منه والذكوري. تعددت الأمكنة التي وجد فيها جدودنا. بتعدد الأمكنة تلك، تعددت الهويات التي وسمت بالحضارية سواء منها الهيروغليفية أم السومرية. هذه وتلك ليستا لغة فقط، هما جذور مؤسسة للحضارة الإنسانية، هما خلاصة حضارتي آسيا وأفريقيا وعلاقتهما بالعالم القديم. من خلالهما وعبر الجهد الفينيقي (الفينيقيون هم أبناء هاتين الحضارتين)، بدأ الحوار بين الشرق والغرب وقد يكون الفينيقي ذاته هو من رسم المعالم الأولى لما نسميه "الشرق - الغرب"، وهو من ساهم في التأسيس للعلاقات التي تنامت بين الشرق والغرب بين عامي 1500- 310 قبل الميلاد، حيث لم يكن قد عرف هذا المصطلح. لكن في ذاك الزمن بدأ التاريخ، وبدأ المصطلح يأخذ حيزه في التداول. كما بدأت حضارات أخرى تتمدد لتتحاور ولتتنافس. 
كانت الحضارة الصينية فالهندية فالفارسية من الأمهات البكر، ولم تكن الحضارة اليونانية أو الرومانية ذا شأن دون أن يسبقهما ويعرّف بهما الفينيقيون الذين نقلوا إليهما تلك المنجزات التي حققتها حضارتا مصر والعراق. فالفينيقيون لم يكونوا واسطة العقد بين الحضارتين فحسب، بل كانوا واسطة العقد بين الشرق والغرب، بدءًا من المدخل اليوناني. 
لقد ولدت الأديان بتنوعاتها في أحشاء هاتين الحضارتين، كذلك اللغات، ومنها العربية التي ليست لغة مكتملة في ذاتها، وهكذا واقع جميع اللغات من دون استثناء. اللغات تغذّت من روافد عديدة، دون توقف. لم يكن من رافد أمومي واحد لتلك اللغات، كانت لكل لغة، أمهات وخالات وعمّات وجيرة قريبة وبعيدة. كل منها ساهم في التلاقح بين جينات هذه اللغات ــ الثقافات. لذا، فقد تغذّت اللغات من تعددية لا حصر لها من الروافد والأجناس اللغوية البشرية. 
الأديان جميعها صنعتها، بل ساهمت في تكوينها، مئات التجارب التي عرفتها البشرية. وفي كلام ينسب إلى فرنسيس بابا الفاتيكان (Pope Francis)، جاء فيه إن الله هو فكرة ليست ثابتة، بل متغيرة ومتطورة، ويبقى وجود الجنة والنار، ونظرية أصل الإنسان، خرافة، فآدم وحواء مجرد أساطير. ويرفض الاعتقاد بالجحيم، فوجود الجحيم يتعارض مع الحبّ اللامتناهي لله. بهذا يمكننا القول إن روح الإنسان متحدة وممتدة بالطبيعة، تمامًا كما اعتقدت بذلك حواء الأولى. لكن بوجود الأديان، بدأ الصراع بين الغريزة والعقل كان ذلك حين انفصال حواء وآدم عن أصولهما الأولى. 

- ديانة حواء

العلاقات التي تغلّب فيها القوي على الضعيف، وتغلبت فيها الشهوات على العقل. لقد استهدف هذا الانقلاب الذكوري، النظام المشاعي التي رسمت معالمه أُمنا حواء، حيث لم يكن من تمييز بين (قطيع وقطيع)، فجميع القطعان من البشر - هذه الصفة كانت قد أطلقت على مجتمع العصر المشاعي الأول- معنيون باستثمار الأرض والعمل لتأمين معاشهم منها، لكن آدم لم يطور هذا النظام التعاوني الأول. 
لقد كانت ديانة حواء الديانة الطبيعية الأرضية، فحواء من صاغت الأسس الأولى لها، وهي من تعلمت لغة الأرض، وحثّت جنسها أيضًا على العمل في الأرض. لم تنعزل حواء، تعاملت مع معظم الكائنات بأمومة وحنو، وكأن الجميع أولاد لها ومن صلبها، رأت في الأرض على أنها الأم التي ولد الجميع من رحمها. ورأت ذاتها على أنها واحدة من الجميع. 
هذه الأُسس - التعاليم هي من انقلب عليها آدم، ليؤسس نظامًا نقيضًا، نظامًا استعان فيه بالسماء كـــــي يحمي ظلمه واستبداده وجبروته، وفي النهاية جرائمه سواء التي بدت في العصور الغابرة الممتدة التي استبعد فيها كل مشاركة مع حواء. 
لكن علينا هنا، الاعتراف بأن النظام العبودي كانت له منجزاته أيضًا، كذلك الأمر مع العصرين الاقطاعي والرأسمالي، حيث تطورت خلالهما المجتمعات وأنجزت الكثير مما يمكن القول إنه لمصلحة الإنسان ولرفاهيته. لكن الأسس التي قامت عليها الأنظمة البطريركية (الذكورية)، هي سيطرة أقلية صغيرة منها على الأكثرية المجتمعية الساحقة؛ لقد رسخت العصور البطريركية في حقبتيها الإقطاعية ومن ثم الرأسمالية، وبوعي من المسيرين لهذين النظامين، مركزة القوة الأقلية، والهدف استعباد الأكثرية من البشر وارضاخهم، إذ في هذين العصرين المستمرين كشكل ومضمون، لم تعد الأرض أمًا للجميع، لقد استعان المسيّرون بالسماء لمحاربة فقراء الأرض. لم يعد من مساواة بين البشر... استبعد آدم حواء أمنا الحنون. 
أصبح الإله في العصر البطريركي - الرأسمالي هو الدولار، وأصبحت المرأة سريرًا ليليًّا للمتعة. لقد أخذت تعاليم هذا الإله الرأسمالي المادي فعاليتها حين تم قتل قابيل من قبل أخيه هابيل، ثم استتبع ذلك بانحيازه لصناعة القنابل النووية، على تعاليم أمهاتنا. والإله الجديد قبلته الدولار وليست التعاليم التي تميز بين الخير والشر! التعاليم تلك التي تعيد الاعتبار للفقراء أمهات وآباء الأرض الحقيقيين، العاملين من أجل تعميم الخير للبشرية كلها. 
لقد بقيت حواء الأم الرؤوم للفقراء المستبعدين من الجنة الأرضية، ناهيك عن الجنة السماوية. لقد قُتل هابيل الشهيد الأول الذي كان يقدّس الأرض، وهو الفلاح الذي مسخ العصر البطريركي بأساطيره، صورته لمصلحة القاتل... كما مُسخت صورة جدتنا حواء التي عدّت "ناقصة عقل". 

- التفاحة واكتشاف المجهول

حواء التي أكلت التفاحة (المحرمة) كانت تريد اكتشاف المجهول. لذا هي وبعملها هذا فتحت أبواب العلم على مصراعيه. نعم إن حواء هي الشهيدة التي رفضت القيود التي تمنع معرفة أن نعرف ما لا نعرفه. 
وفي كلام ينسب لبابا روما والمرجع الأول للمسيحية في العالم، جاء فيه أن الحقيقة الدينية تتغير وتتبدل وتتطور، الإنجيل كتاب مقدس جميل، لكن هناك بعض الأجزاء منه مضى عليها الزمن وتحتاج إلى تحسين. 
يتبين مما سبق أن الهدف من الكلام المنسوب إلى البابا (رأس الكنيسة الكاثوليكية)، احترام العقل كمرجعية، وأيضًا احترام قيم الحياة كمجال للفعل الإنساني. والهدف أن تحيا البشرية بكرامة، لا أن تستعبد لهذا الإله أو ذاك. 
إن وقوف الإنسان المعاصر عند ما جاءت به تعاليم الأديان، يبين أن بعض الشعوب لا تزال في طور المراهقة، ولا تزال مستمرة بمفاهيم وعقلية خاطئة. 
لقد فتح العلم الحديث طرقًا جديدة للإنسان المعاصر، طرقًا أصبحت دونها الطرق التي فتحتها الأديان. لقد تجاوز العقل الحديث التعاليم التي جاءت بها الأديان منذ آلاف السنين. إن البشرية تناضل من أجل صياغة حياة يسود فيها العدل، وهذا لم يتوفر مطلقًا في الأنظمة الرأسمالية أو التي حكمت باسم التعاليم الدينية. 
قد يكون النظام المشاعي الأول التي وضعت أسسه أُمنا حواء، في زمانه، عنوانًا للعدل. لقد التبست النظرة التاريخية إلى هذا النظام، فالمؤرخون الذين تنكروا لوجود هذا النظام، والذين تأثروا سواء بالثقافات الدينية، أو بدفاعهم عن التدرجات التي رسمها جدنا آدم والتي أسماها المؤرخون "النظام الاقطاعي"، ومن ثم "النظام الرأسمالي"، هم من ينكرون وجود النظام الأمومي، نافيين أي دور تاريخي لحواء. 

- الأرض الخضراء وأشجار الخريف

في البدء، انقلب "آدم" على القيم الأرضية السامية التي جسّدتها حواء في نظامها المشاعي الأمومي، محولًا إياها من قيم تقدس العمل إلى قيم مرذولة سفلى... بدأ انقلابه عندما قتل المزارع هابيل - الشهيد الأول - وتمجيد القاتل، حصل هذا بمباركة مقدسة، كما جُرّمت حواء لمخالفتها قوانين "آدم"؛ فأكلت التفاحة التي منع إله آدم أكلها. بهذا وذاك سواءً بإرادة إلهية، أم بإرادة ذكورية، فإن "آدم" كان قد فرض سلطته بأنانية وغباء. 
انقلاب "آدم" كان قد أسس وأعطى معنى للقيم العبودية، وفي ما بعد، لما قام به الاقطاعيون، وأخيرًا لما يقوم به سادة النظام الرأسمالي. 
لقد جعلت الأنظمة الذكورية من عالمي حواء وابنها الفلاح، ابن الأرض، عوالم هامشية صحراوية قاحلة، لا حياة فيها بل رمال. لم تعد "حواء" والفلاحون يملكون حريتهم، فقد أنهى "آدم" صلاحيتهم ووظيفتهم، فحواء الأم التي من أحشائها تولد البشرية، أصبحت المولود الذي خلق من ضلع آدم! 
حواء المعنية بسعادة الجميع، هي من عدّت الجميع أبناء للأرض، بينما "آدم" الرأسمالي هو من يعمل ويفكر، ليس من أجل مكافحة الفقر والأمية والمرض والبطالة ومشاكل المسنين، بل بالإبادة الجماعية للبشر، أي بصناعته القنابل النووية، والحروب والموت والدمار. 
لقد سعت حواء إلى إنهاء المظالم التي يصنعها المستغلون، فوجّهت الجميع إلى استثمار الأرض؛ ففي هذه الأرض، رأت حواء كل ما تحتاجه البشرية، سواء قديمًا أم حديثًا، كانت ولا تزال الأرض توفر كل ما يحتاجه الإنسان من خيرات. وعالم حواء هو عالم الأرض الخضراء، في حين أن العالم الذكوري- الرأسمالي يبدو كأشجار الخريف، حيث لا أوراق أو ألوان خضراء. 
لقد حوّل النظام الذكوري - الرأسمالي - ذاكرة الإنسان إلى ذاكرة تحلل القتل الجماعي والدمار الجماعي، ولم يكن مصير العلماء الذين يحاولون توجيه علومهم لمصلحة الخير العام، إلا القتل والتشرد والنفي. النظام الرأسمالي لا أصدقاء له، ومن يعارضه فهو عدوه. 
أمنا حواء التي عاشت طويلًا في صمت وخوف، ها هي تعود مجددًا لممارسة وظيفتها ودورها، إنها تتحدى عجزها التاريخي، تتحدى العمر الذي هرب منها، إنها تعيد المعنى لحلفها التاريخي مع عبدة الأرض، هم أهلها. حواء تريد إعادة المعنى لصياغة أنظمة جديدة للحياة، أنظمة تواجه منها من يتحدون القيم الأرضية، قيم الحياة، من يصنعون الأمراض والقنابل والرصاص. تريد مشاركة الجميع في صناعة الأدوية لمواجهة أمراض العصر الرأسمالي، أدوية لحماية الطفولة، تريد تعاليم جديدة تعطي قيمة لإنسانية الإنسان. 
لم تعد حواء وعاءً جنسيًّا، إنها تحاول تصويب النظرة إلى تاريخها، هي الشريكة بذاتها لا العالة على المجتمع. حواء الشريكة هي من وضعت الأسس لصياغة العالم الجديد، وهي الشريكة في بنائه. 

***



** مجلة الحداثة - خريف 2018 - عدد 195/196

ISSN: 2790-1785

اقرأ أيضًا

تعليقات القرّاء

راسلنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تصنيفات وأعداد

Al Hadatha (1007) أبحاث في الأدب واللغة (362) أبحاث في الثقافة الشعبية (245) أبحاث في العلوم الاجتماعية (182) أبحاث في الفنون (168) أبحاث في التاريخ (125) أبحاث في التربية والتعليم (114) أبحاث في العلوم السياسية والاقتصادية (80) أبحاث في علم النفس (64) مراجعات (61) أبحاث في الفلسفة (55) صيف 2019 (42) شتاء 2020 (38) محتويات الأعداد (38) افتتاحية الأعداد (37) خريف 2020 (37) ربيع 2020 (37) خريف 2019 (35) صيف 2020 (35) أبحاث في الإعلام (34) خريف 2023 (34) ربيع 2024 (33) شتاء 2024 (33) صيف 2024 (33) أبحاث في الآثار (32) الحداثة : أعلام (32) شتاء 2021 (31) خريف 2016 (26) شتاء 2017 (25) الحداثة في الإعلام (24) نوافذ (24) ربيع 2021 (23) صيف 2018 (23) صيف 2023 (23) خريف 2018 (22) ربيع 2022 (22) صيف 2017 (22) أبحاث في القانون (21) شتاء 2022 (21) خريف 2021 (20) ربيع 2017 (20) ربيع 2023 (20) صيف 2021 (20) شتاء 2019 (19) خريف 1994 (18) أبحاث في العلوم والصحة (17) أبحاث في كورونا (covid-19) (17) صيف 2022 (17) خريف 2001 (16) خريف 2022 (16) شتاء 2023 (16) ملف الحداثة (15) ربيع 2019 (12) شتاء 2000 (12) شتاء 1996 (11) شتاء 2018 (11) خريف 1995 (10) ربيع 2015 (10) أبحاث في الجغرافيا (9) خريف 2004 (9) صيف 1997 (9) خريف 2017 (8) ربيع 1999 (8) ربيع 2016 (8) ربيع وصيف 2007 (8) شتاء 1998 (8) شتاء 2004 (8) صيف 1994 (8) صيف 1995 (8) صيف 1999 (8) أبحاث في الإدارة (7) شتاء 1999 (7) شتاء 2016 (7) خريف 1996 (6) خريف 1997 (6) خريف 2013 (6) ربيع 2001 (6) شتاء 1995 (6) شتاء 2013 (6) صيف 2000 (6) صيف 2001 (6) صيف 2002 (6) خريف 1998 (5) خريف 2000 (5) خريف وشتاء 2003 (5) ربيع 1996 (5) شتاء 1997 (5) صيف 2003 (5) صيف 2009 (5) ربيع 2002 (4) شتاء 2011 (4) صيف 1996 (4) صيف 2008 (4) خريف 2003 (3) خريف 2009 (3) خريف 2010 (3) خريف 2015 (3) خريف شتاء 2008 (3) ربيع 1995 (3) ربيع 1998 (3) ربيع 2000 (3) ربيع 2003 (3) ربيع 2012 (3) ربيع 2018 (3) شتاء 2001 (3) شتاء 2010 (3) صيف 1998 (3) صيف 2005 (3) صيف 2010 (3) صيف 2014 (3) صيف خريف 2012 (3) العدد الأول 1994 (2) خريف 1999 (2) خريف 2005 (2) خريف 2014 (2) ربيع 2006 (2) ربيع 2011 (2) ربيع 2013 (2) ربيع 2014، (2) شتاء 2005 (2) شتاء 2012 (2) شتاء 2014 (2) شتاء 2015 (2) صيف 2006 (2) صيف 2011 (2) صيف 2013 (2) صيف 2015 (2) الهيئة الاستشارية وقواعد النشر (1) خريف 2011 (1) ربيع 2004 (1) ربيع 2005 (1) ربيع 2009 (1) ربيع 2010 (1) ربيع 2014 (1) شتاء 2007 (1) صيف 2004 (1) صيف 2016 (1) فهرس (1994 - 2014) (1) مجلدات الحداثة (1)

الأكثر مشاهدة