مجلة الحداثة Al Hadatha: تركيا بين علمنة أتاتورك وإسلام أردوغان

تركيا بين علمنة أتاتورك وإسلام أردوغان

نشأت الحاج علي *

Turkey between Ataturk's secularization and Erdogan's Islam

- Dr. Nashat Al-Haj Ali *

مستخلص - Abstract

تُعدّ مرحلة حكم أتاتورك مرحلة مهمة وانتقالية في تاريخ تركيا، حيث إنها قلبت الأحداث رأسًا على عقب، وحوّلت تاريخ أمة عاشت لأكثر من ستة عقود على نظام إسلامي تربّت عليه أجيال طيلة فترة حكم الخلافة العثمانية، المليئة بالأمجاد والانتصارات أو ما يعرف بالفتوحات الإسلامية، ليدخلها في مرحلة بعيدة من الفترة العثمانية السابقة، بمسمى جديد هو الجمهورية التركية، ونظام جديد هو النظام العلماني، بحيث أصبحت بعيدة من الإسلام شعارًا وممارسة، ساحقًا فترة طويلة من تاريخها السياسي والديني. صحيح أن المجتمع العثماني مرّ بمرحلة من العلمنة والانفتاح على الغرب وهي مرحلة الإصلاحات، إلا أنها بقيت محافظة على خاصية المجتمع العثماني الإسلامية وتاريخه، لكن مرحلة مصطفى كمال كانت مختلفة تمامًا، لأنه أدخل العلمنة إلى جميع مفاصل الدولة، ولم يقتصر على ذلك بل حارب كل ما يمت إلى الإسلام بصلة.

لذلك فالحديث عن أتاتورك يطول بين من عدّه رجل الثورة وباني الدولة التركية، ومخلصها من الاحتلال والدكتاتورية العثمانية، وبين من عدّه رجل الغرب ومرتبط بالصهيونية العالمية. فالتاريخ يخلّد ذكر كثيرًا من الشخصيات التي كان لها الأثر في المشهد العالمي سواء أكان الأثر إيجابيًّا أو سلبيًّا، وقد يكون هذا الأثر موضع جدل أو خلاف بين فئات مختلفة من الناس، ومن بين هذه الشخصيات التي أثارت جدلًا كبيرًا هي شخصية الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك، فنظرة غالبية العرب المسلمين إليه أنه ليس سوى شخصية صنعتها اليد الصهيونية والغربية من أجل تدمير ما تبقى من حضارة المسلمين وعزتهم المتمثلة في الخلافة الإسلامية العثمانية، هذا من منظور إسلامي، أما من منظور قومي تركي فهو بطل لا يشقّ له غبار، أنقذ تركيا من مصير التمزق والتفكيك والتوزيع بين الأرمن واليونانيين والروس والإنجليز.... وبنى الجمهورية التركية الحديثة[i]. فمن هو مصطفى كمال أو أتاتورك؟

- الكلمات المفتاحية: الدولة العثمانية، أتاتورك، العلمانية، أردوغان، تركيا

- Keywords: Ottoman Empire, Ataturk, secularism, Erdogan, Türkiye

***

* باحث. دكتوراه في التاريخ في الجامعة اللبنانية

* Researcher. PhD in history at the Lebanese University

[i]- مقالة وليد شرهان، بعنوان من هو كمال أتاتورك؟... مجلة المجلة، 22 مايو 2013م.

المصادر والمراجع

1. إبراهيم خليل أحمد، الأحزاب السياسية في تركيا، بحث في تركيا المعاصرة، مركز الدراسات التركية جامعة الموصل، 1988.

2. أحمد نوري النعيمي، الحياة السياسية في تركيا الحديثة 1919-1938م، بغداد، 1990م.

3. الأردوجانية نسمة أم عاصفة؟ صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، 11 يونيو 2010م، العدد 11518.

4. إسماعيل نوري حمدي الدوري، حركة التحديث في تركيا 1923-1938، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية، جامعة بغداد، 1989.

5. ألتر توران، رجال أتاتورك العسكريون وإدارة السياسات الداخلية والخارجية في تركيا، ترجمة أحمد عبد الحليم، المركز العربي للدراسات الإستراتيجية، السنة الثالثة، العدد 13، 1998م.

6. الإنتخابات التركية واقع يتشكل، ملفات خاصة 2002م، الجزيرة نت.

7. جلال ورغي، الحركة الإسلامية التركية، معالم التجربة وحدود المنوال في العالم العربي، أوراق الجزيرة 2010م.

8. راغب السرجاني، قصة أردوجان، دار الكتب العربية، ط1، القاهرة، 2011م.

9. صحيفة تقارير، ل. فورين بوليسي، "الأردوغانية.. من إرادة الدولة إلى رجل الدولة"، الخميس 28 يونيو 2016م.

10. طارق عبد الجليل، الجيش والحياة السياسية التركية.. تفكيك القبضة الحديدة، الجزيرة نت، 25 نوفمبر 2009م.

11. ______، العسكر والدستور في تركيا، دار النهضة مصر، ط 2، القاهرة، 2013م.

12. عبد الكريم محمود غرابية، العرب والأتراك، دراسة لتطور العلاقات بين الأمتين من خلال ألف سنة، مطبعة جامعة دمشق، ط1، دمشق 1961.

13. عماد الجواهري، النظام السياسي التركي، بحث في تركيا المعاصرة.

14. فهمي هويدي، أخيرًا أرجنكون في القفص، صحيفة الأهرام الصرية، 28 أكتوبر 2008م، العدد 44521.

15. مجلة الرصيف 22، مقالة كريم شاهين بعنوان "تعديلات الدستور... هل تجعل أردوغان الرجل الأقوى منذ أتاتورك"؟ في 12-2-2017.

16. مجلة الغد، مقالة روز أساني، ترجمة علاء الدين أبو زينة، بعنوان "كيف يأمل الرئيس أردوغان في محو تركي أتاتورك" بتاريخ 24 آب 2016.

17. محسن حمزة حسن العبيدي، التطورات السياسية الداخلية في تركيا 1946-1960، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الآداب، جامعة الموصل، 1986.