♦ ساندرا فيليب الحاج *
نبذة عن البحث:
أدّت عولمة الاقتصاد إلى ازدياد الطلب على الالتحاق بمناهج الترجمة التي تُعلّم اليوم في أكثر من 230 مؤسسة ومركزًا حول العالم. كما ساهمت الجمعية الأوروبية لعلم الترجمة (EST) والجمعية العالمية للترجمة والدراسات الثقافية المتبادلة (IATIS) بشدّة في تطوّر هذا الميدان (بيم Pym ،2003).
وفي العقود الماضية، زادت المنشورات حول الترجمة التحريرية والفورية، وتغيّر طابعها من الفلسفيّ الذي تناول مواضيعَ الامتناع عن الترجمة ومسألة الأمانة، ودور المترجم في الأدب والثقافة إلى حقول أكثر عمليّة وتقنية تتناول المسائل النفسية - اللغوية والمصطلحاتية والمهنية. وشكّل موضوع تعليم الترجمة أحد محاور هذه المنشورات الحديثة؛ إذ أصبح التدريب الأكاديمي ضرورةً حتمية يعلّم أصول الترجمة مبادئها، ويسمح باختبار عمليّاتها، ويزوّد السوق المتنامية بمترجمين محترفين (جيل Gile، 2009، ص.2).
يعني تعليم الترجمة تعليم المهارات التي تكوّن كفاءة المترجم أو ما يسمّى بالكفاءة الترجمية. وعلى الرغم من الاستفاضة في الكتابة والنشر منذ ثمانينيات القرن العشرين حول الكفاءة الترجمية وما تحتويه من كفاءات رئيسة وثانوية، تتباين الأدبيات بين من يختزل المهارة الترجمية إلى الكفاءتين اللغوية والتحويلية أو النقلية أو إلى كفاءة لغوية، وثقافية، وتحويلية، وبين من وَضع لهذه الكفاءة نموذجًا مفصّلاً (باكتي PACTE، 2017) فيه من التفرّعات ما قد يشتّت المترجم. ففي مرحلةٍ ما، ضاع تعريف الكفاءة الترجمية بين مكوّناتها الفعلية والأدوات أو الوسائل المطلوبة لتحقيقها (بيم، 2013).
ويسعى هذا البحث إلى مقاربة طرائق تعليم الترجمة عمومًا، مبرزًا في الوقت نفسه، الأساليب التقليدية والمقاربات الحديثة في آنٍ معًا، من دون الغوص في شرح مفهوم الكفاءة الترجمية ومكوّناتها.
***
· تعدّ أطروحة دكتوراه في الترجمة وعلوم اللغة والتواصل - المعهد العالي للدّكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق