♦ راشد عبد العزيز الحاج علي * ♦ محمَّد رضا رمَّال **
أصدرت وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان بتاريخ 23/9/2012 قرارًا حمل الرقم 324/2012 قضى بـ: "إعادة النظر في المناهج والمضامين التعليميّة وإعادة توزيعها على الفصول الدراسيّة المكوّنة للسنتين الدراسيّتين الّلازمتين لنيل شهادة الإمتياز الفنّي TS"، وكانت المدّة الّلازمة لنيل الشهادة نفسها قبل القرار هي ثلاث سنوات. وعليه قمنا بهذا البحث لدراسة أثر هذا التّعديل على مناهج التّعليم المهني والتّقني في لبنان، وانعكاسه على احتياجات سوق العمل، حيث طرحنا مسألة تتعلّق بجمود مناهج التعليم المهني منذ العام 2000 من جهة، وسرعة تطوّر القطاع الصناعي واحتياجات سوق العمل لليد الماهرة المتخصّصة من جهة أخرى. ولأنّ اختصاصات التّعليم المهني كثيرة، اختارنا اختصاص ميكانيك السيّارات أنموذجًا، حيث تكوّن مجتمع الدراسة من جميع معاهد التّعليم المهني والتّقني الرسميّة في لبنان الّتي لديها فروع لهذا الإختصاص، وتألّفت عينيّة الدّراسة من 15.68% من أساتذة الإختصاص للشّهادة المذكورة، ومن 24.21% من المتخرّجين الّذين درسوا وفق المناهج القديمة، والمتخرّجين الّذين درسوا وفق المناهج الجديدة بين عامي 2011 و2015.
اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي، وتم تطبيق استمارتين؛ توجهت الأولى للمعلمين الّذين درّسوا وفق المنهجين القديم والجديد حيث تم استطلاع آرائهم حول أثر التعديل الذي أصاب مناهج التعليم المهني والتقني، وتوجهت الثانية للخريجين الذين درسوا وفق المنهجين (القديم والجديد)، وتوصل البحث إلى أنّ مناهج التّعليم المهني والتّقني في لبنان غير مواكبة لحاجات سوق العمل، وأنها لم تُبنَ وفق حاجات هذا السوق. وأن عملية تطبيق المناهج الجديدة لم تُوَاكَب مع تدريب للمعلّمين، ولم يؤمّن التجهيز الّلازم لتحقيق أهداف المناهج، كما توصل البحث إلى أنه ليس هناك علاقة بين تطبيق المناهج الجديدة وتوفير التجهيزات اللّازمة لتحقيق أهداف المناهج. وإلى أن هناك علاقة ارتباطيّة بين الغاية من تعديل مناهج شهادة الامتياز الفنّي وتخفيض سنوات الدِّراسة من ثلاث سنوات إلى سنتين من وجهة نظر المعلّمين.
- الكلمات المفتاحية: المناهج - التعليم المهني والتقني- شهادة الامتياز الفني- سوق العمل.
***
** أستاذ محاضر في جامعة القديس يوسف - لبنان