العيد بين " شغل محابيس " و" يا ريت علّيت السّما شي شوي "
روزيت إبراهيم يوطيخباريان *
- نبذة عن البحث :
يختلف الشّعراء في إحساسهم بأنفسهم وبالكون وبكلّ ما يدور حولهم، اختلافًا مبعثه العمق في الوعي والإدراك والنّفوذ إلى مكنوناتهم وبواطن ما يصوّرونه. فتارة نرى تجربتهم تفيض شعرًا مكلّلا باللّذة والفرح، وطورًا يفيض شعرهم بالحزن والألم.
مع "شغل محابيس" و"يا ريت علّيت السّما شي شوي" تشكّلت رؤية الشاعر حبيب يونس الشّعريّة (مواليد 1959) إلى الحياة. هو دخل السّجن لتهمة لم يرتكبها وهي التّعامل مع العدوّ الّتي تفرض على المتعامل عقوبة الإعدام وليس سنة وثلاثة أشهر فقط، مُجتازًا قيوده إلى سجن أكبر، ممثّلًا بحياة العبوديّة والعادات والتّقاليد البالية. فالشّاعر الحبيب عانى مصاعب، وأضحى الشّعر صلاته الوحيدة للخلاص، وعاش الواقع الّذي هو فيه بطلٌ مشاركٌ حمل همومه اليوميّة، وهمومه الوطنيّة والمصيريّة، وسار على درب الجلجلة حاملًا صليب الألم، والجرح والحزن.