Al-Hadatha Journal: 31 years of communication - Welcome to the site (under construction). Here we publish Abstracts of research

بحث - Search

مجلة الحداثة: 31 عامًا من التواصل - أهلا بكم في الموقع الترويجي (قيد الانشاء) ننشر هنا ملخصات عن الأبحاث

المشاهدات

التوازن العروضي - مناقشات وآراء

د. سهام علي طالب - مجلة الحداثة

سهام علي طالب *


نبذة عن البحث


يعالج هذا البحث بدايةً ثغرة العروض "الجوهري وعمله"، تمهيدًا لمناقشة بعض الآراء الخاصة بالعروض، ولا سيما مناقشة آراء المصري إبراهيم أنيس، والعراقية نازك الملائكة.

- ثغرة العروض

لم يحقق العروضيون جميعًا لعبة التوازن الإيقاعيّة العروضيّة، أيّ أنهم زرعوا شرخًا كبيرًا بين الواقع الإيقاعي والافتراضي العروضي، فالخَلِيل بن أحمد الفراهيدي (718 – 786م) أعطى معدّلًا عروضيًّا للحركة (/)، والسكون (0). ومن هنا تبدأ المغالطة الكبرى، والمقاطع بشكل عام تمتاز بمدلول صوتي يختلف عن سواه من مدلولات المقاطع الأخرى، مع أن المعادلة العروضيّة تبقى واحدة لدى جميع هذه المقاطع. هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن الكتابة العروضيّة لا تميّز الحركات بعضها عن بعض، فالنغم الحاصل مع الكسرة لا يعقل أن يكون هو نفسه الحاصل مع الضمّة أو الفتحة، بل لا بدّ من أن يكون هناك فروقات في ما بين هذه الأنغام.
هنا نستطيع القول إنه ليس كل سبب خفيف (متحرك أو ساكن يساوي إيقاعًا) السبب الآخر، أن ليس كل تفعيلة تساوي إيقاعًا شبيهًا في الاسم، أيّ أن تكون كل (فاعلاتن) مساوية (لـ فاعلاتن) الأخرى، وقِس ذلك على كل التفاعيل، ونصل في نهاية المطاف إلى أنّه ليس هناك من "شيء" قائم بالفعل اسمه "تفعيلة" بشكل مطلق.
يلحظ كذلك أنّ الخليل بن أحمد قد ساوى بين كل الحروف في معادلاتها العروضيّة، مع أنّ فقهاء اللغة القدامى- وهو أوّلهم- قسّموا الحروف بحسب مخارج أصواتها([1]). للدلالة على الفرق في الشحنة الصوتيّة بين حرف وآخر، مع ما يترتب على ذلك من فرق في الشحنة الوجدانيّة المعنويّة.
"إن ارتسام الإيقاع النفسي في مرآة الشعر، لا يصح في "الإيقاع العروضي" لأننا ملزمون بترويض التجربة النفسيّة حتى تصبح ملائمة لقياس الشكل العروضي، والإبداع هنا يكون بمدى ترويض أحاسيس الشاعر عبر حقل الأنغام العروضيّة. "إن الثغرة العروضيّة" ستكون مقياسًا أساسيًّا يُحتكم إليه في سياق التعّرض لمحاولات التجديد في علم العروض"([2]).

- الجوهري وعمله

هو أبو النصر اسماعيل (بن نصر) بن حماد الجوهري (940 – 1002م؟)، من تأليفه "عروض الورقة، وهي رسالة في العروض لم ينهج فيها نهج الخليل بن أحمد الفراهيدي، وإنما عرفت هذه الرسالة من قفزات أوردها بعض من كتب في العروض".
بيّن الجوهري الأشياء وأوضحها في اختصار، وإلى مذهبه يذهب حذائق أهل الوقت، وأرباب الصّناعة: فأوّل ما خلف فيه أن جعل الخليل الأجزاء التي يوزن بها الشعر ثمانية: منها اثنان خماسيان وهما: فعولن، وفاعلن، وستة سباعية، وهي: مفاعيلن، وفاعلاتن، ومستفعلن، ومفاعلتن، ومتفاعلن، ومفعولات، فنقص الجوهري منها جزء مفعولات، وأقام الدليل على أنه منقول من (مستفع لن) مفرق الوتد، أي مقدم النون على اللام، لأنه زعم (أنه) لو كان جزءًا صحيحًا لتركب من مفرده بحر كما تركب من سائر الأجزاء. يريد القول إنّه ليس في الأوزان وزن انفرد به مفعولات، ولا تكرّر في قسم منه، وعدّ الخليل أجناس الأوزان فجعلها خمسة عشر جنسًا على أنّه لم يذكر المتدارك، وهي عنده: الطويل والمديد...
وجعل الجوهري هذه الأجناس اثني عشر بابًا، على أن فيها المتدارك سبعة منها مفردات، وخمسة مركبات، قال: فأوّلها المتقارب، ثم الهزج والطّويل بينهما مركب مهم، ثم بعد الهزج الرمل، والمضارع بينهما، ثم بعد الرمل الرجز، والخفيف بينهما، ثم بعد الرجز المتدارك، والبسيط بينهما ثم بعد المتدارك المديد، يركب منه ومن الرمل، قال: ثم الوافر والكامل، لم يتركب بينهما بحر لما فيهما من الفاصلة.
وزعم أنّ الخليل إنما أراد بكثرة الألقاب الشرح والتقريب.... قال: وإلاّ فالسريع هو من البسيط، والمسرح والمقتضب من الرجز والمجتث من الخفيف، لأن كل بيت مركب.... من مستفعلن فاعلن فهو من البسيط طال أو قصر...."([3]).
إن تجربة الجوهري هي المحاولة الأولى بعد الخليل التي "تجرّأت" و"عدّلت في علم العروض"، ونجم عن هذا "التعديل" بعض النتائج التي يستعملها بعضهم دون الإشارة إلى جهود صاحبها في هذا المضمار، منها على سبيل المثال لا الحصر، أن الجوهري أوّل من عدّ التفعيلتين "مستفع لن" و"مستفعلن" تفعيلة واحدة، كذلك الأمر بالنسبة إلى تفعيلتي: "فاع لاتن" و"فاعلاتن"، (مع التحفظ إزاء هذا الأمر لأنني أعتقد أن مستفع لن هي غير مستفعلن خصوصًا إذا ما اعتمدنا النبر).

(...)

***


* باحثة لبنانية - دكتورة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الجامعة اللبنانية


1- ابن خلكان: وفيات الأعيان: 1\173
2- محمد توفيق أبو علي: علم العروض ومحاولات التجديد، ص27.
3- ابن رشيق: العمدة: 1\135-137. وراجع على سبيل المثال: إبراهيم أنيس: موسيقى الشعر.


المصادر والمراجع


1- ابن خلكان، احمد بن محمد، وفيات الاعيان وابناء الزمان، تحقيق محي الدين عبد الحميد، القاهرة، مكتبة النهضة العربية.
2- ابن رشيق، ابو علي الحسن، العمدة، تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد، دار بيروت، دار الجيل، 1972
3- أبو علي، محمد توفيق، علم العروض ومحاولات التجديد، دار النفائس، ط 2، 2001
4- اسماعيل، عز الدين، الشعر العربي المعاصر قضاياه وظواهره الفنية والمعنوية، القاهرة ، دار الكاتب، 1967
5- أنيس، إبراهيم، الموسيقى الشعر، ط 5، القاهرة 1981
6- السمّان، محمود علي، العروض الجديد، أوزان الشعر الحر وقوافيه، دار المعارف بمصر، 1983
7- فاخوري، محمود، موسيقى الشعر العربي، حلب، مديرية الكتب الجامعية، 1981
8- الملائكة، نازك، قضايا الشعر المعاصر، بيروت، دار الآداب، 1962
9- النويهي، محمد، قضية الشعر الحديث، القاهرة، جامعة الدول العربية، 1964


الحداثة - 205/206 - شتاء 2020 AL- HADATHA - Winter


اقرأ أيضًا

تعليقات القرّاء

راسلنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

تصنيفات وأعداد

Al Hadatha (975) أبحاث في الأدب واللغة (349) أبحاث في الثقافة الشعبية (245) أبحاث في العلوم الاجتماعية (179) أبحاث في الفنون (167) أبحاث في التاريخ (123) أبحاث في التربية والتعليم (108) أبحاث في العلوم السياسية والاقتصادية (77) أبحاث في علم النفس (61) مراجعات (59) أبحاث في الفلسفة (55) صيف 2019 (42) شتاء 2020 (38) محتويات الأعداد (38) خريف 2020 (37) ربيع 2020 (37) افتتاحية الأعداد (36) خريف 2019 (35) صيف 2020 (35) خريف 2023 (34) ربيع 2024 (34) شتاء 2024 (33) أبحاث في الآثار (32) الحداثة : أعلام (32) أبحاث في الإعلام (31) شتاء 2021 (31) خريف 2016 (26) شتاء 2017 (25) الحداثة في الإعلام (23) ربيع 2021 (23) صيف 2018 (23) صيف 2023 (23) نوافذ (23) خريف 2018 (22) ربيع 2022 (22) صيف 2017 (22) شتاء 2022 (21) خريف 2021 (20) ربيع 2017 (20) ربيع 2023 (20) صيف 2021 (20) أبحاث في القانون (19) شتاء 2019 (19) خريف 1994 (18) أبحاث في كورونا (covid-19) (17) صيف 2022 (17) خريف 2001 (16) خريف 2022 (16) شتاء 2023 (16) أبحاث في العلوم والصحة (15) ملف الحداثة (15) ربيع 2019 (12) شتاء 2000 (12) شتاء 1996 (11) شتاء 2018 (11) خريف 1995 (10) ربيع 2015 (10) أبحاث في الجغرافيا (9) خريف 2004 (9) صيف 1997 (9) خريف 2017 (8) ربيع 1999 (8) ربيع 2016 (8) ربيع وصيف 2007 (8) شتاء 1998 (8) شتاء 2004 (8) صيف 1994 (8) صيف 1995 (8) صيف 1999 (8) أبحاث في الإدارة (7) شتاء 1999 (7) شتاء 2016 (7) خريف 1996 (6) خريف 1997 (6) خريف 2013 (6) ربيع 2001 (6) شتاء 1995 (6) شتاء 2013 (6) صيف 2000 (6) صيف 2001 (6) صيف 2002 (6) خريف 1998 (5) خريف 2000 (5) خريف وشتاء 2003 (5) ربيع 1996 (5) شتاء 1997 (5) صيف 2003 (5) صيف 2009 (5) ربيع 2002 (4) شتاء 2011 (4) صيف 1996 (4) صيف 2008 (4) خريف 2003 (3) خريف 2009 (3) خريف 2010 (3) خريف 2015 (3) خريف شتاء 2008 (3) ربيع 1995 (3) ربيع 1998 (3) ربيع 2000 (3) ربيع 2003 (3) ربيع 2012 (3) ربيع 2018 (3) شتاء 2001 (3) شتاء 2010 (3) صيف 1998 (3) صيف 2005 (3) صيف 2010 (3) صيف 2014 (3) صيف خريف 2012 (3) العدد الأول 1994 (2) خريف 1999 (2) خريف 2005 (2) خريف 2014 (2) ربيع 2006 (2) ربيع 2011 (2) ربيع 2013 (2) ربيع 2014، (2) شتاء 2005 (2) شتاء 2012 (2) شتاء 2014 (2) شتاء 2015 (2) صيف 2006 (2) صيف 2011 (2) صيف 2013 (2) صيف 2015 (2) الهيئة الاستشارية وقواعد النشر (1) خريف 2011 (1) ربيع 2004 (1) ربيع 2005 (1) ربيع 2009 (1) ربيع 2010 (1) ربيع 2014 (1) شتاء 2007 (1) صيف 2004 (1) صيف 2016 (1) فهرس (1994 - 2014) (1) مجلدات الحداثة (1)

الأكثر مشاهدة