♦ صفاء يوسف سرور
نبذة عن البحث:
استهدف البحث العلاقة بين التوافق الزوجي وفقدان الأبناء لقياس مستوى التوافق الزوجي التي تعرضت إلى فقدان أحد الأبناء:
- الموت المفاجئ
- الموت جراء المرض
- الاستشهاد
- الحوادث المسببة للموت
وللكشف عن دلالة الفروق في التوافق الزوجي للوالدين وفقًا لنوع الفقدان، كما يضم مجتمع البحث عائلات تعرضت إلى فقدان أحد الأبناء في بلدتي بيت ليف وعيتا الشعب (جنوب لبنان)، وقد بلغ عدد هذه العائلات 50 عائلة. وتم اختيار العينات من العائلات في بلدتي بيت ليف وعيتا الشعب الجنوبيتين اللتين تعرض أبناؤهما للموت المفاجئ أو جراء المرض أو الحوادث أو الاستشهاد، وتراوحت الأعمار بين 28 و50 سنة، وتمثل مجتمع البحث الأصلي وعينته في الوقت نفسه، ولتحقيق هذا المطلب اُعتمد مقياسًا جاهزًا وهو مقياس التوافق الزوجي الذي أعده (فرج وعبد الله 1999).
واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي الارتباطي وهو يتناول دراسة أحداث وظواهر وممارسات قائمة موجودة متاحة للدراسة والقياس، ويستطيع الباحث أن يتفاعل معها فيصفها ويحللها. وتم التأكد من صدق مقياس التوافق الزوجي عبر صدق المحكمين حيث عرض معدو المقياس فرج وعبد الله (1999م) على مجموعة من المحكمين في تخصص علم النفس من أجل التأكد من صلاحية قياس العبارات للمضمون وفق حدود الأبعاد التي جاءت في المقياس. كما تم التأكد من صدق الاتساق الداخلي حيث استخدم هذا المقياس في كثير من الدراسات وثبت صدقه الخارجي، إذ استخدمه فرج وعبدالله (1999م)، وتأكدا من صدقه عن طريق الاتساق الداخلي، كذلك تحققت الباحثة في هذا البحث، من صدق الاتساق الداخلي لمقياس التوافق الزوجي وذلك بإيجاد معاملات صدق الاتساق الداخلي لكل بعد مع الدرجة الكلية باستخدام معامل الارتباط لـ"بيرسون"، كما تم التأكد من ثبات مقياس التوافق الزوجي حيث قام معدو المقياس فرج وعبدالله (1999م) بحساب معامل الثبات عن طريق التطبيق وإعادة التطبيق، كما استخرجت الباحثة معامل ثبات مقياس التوافق الزوجي بطريقة "الفا كرونباخ" وطريقة التجزئة النصفية، كما تعدّ جميع معاملات الثبات لمقياس التوافق الزوجي وأبعاده مرتفعة، ومناسبة لأغراض البحث، حيث تم حساب معامل ثبات كل بعد من أبعاده في البحث الحالي.
أبرز نتائج الدراسة:
ليس هناك من تأثير سلبي بعد فقدان الأبناء على التوافق الزوجي، كما أظهرت الدراسة من خلال إجراء مقارنة لمتوسط نتائج الأفراد بشكل عام تبين من أن العينة المختبرة التي فقدت أحد الأبناء بطريقة مفاجئة أو عبر حادث أو مرض أو استشهاد لم يكن لديها تأثير سلبي على التوافق الزوجي، وقد جاء ضمن التوصيات تعزيز الثقافة الدينية من خلال ممارسة الشعائر الدينية وتوطيد العلاقة بالله والتسليم بقضائه وقدره من باب الصبر وكسب الأجر والثواب، كما تنصّ عليه مختلف الديانات السماوية، ممّا يُساعد على تقبّل المصائب لا سيّما فقد الأحبّة.
وقد اقترحت الباحثة مقارنة بين التوافق الزوجي في المجتمعات الإسلامية والتوافق الزوجي في المجتمعات المسيحية وعلاقته بفقدان الأبناء، كما اقترحت أثر التمسك بالعقائد الدينية على التوافق الزوجي عند التعرض لفقد الأبناء. ولتحقيق أهداف البحث تم اختيار الوسائل الإحصائية المناسبة كالمتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، والاختبار التائي لعينة واحدة لقياس معامل التمييز لكل فقرة من فقرات المقياس كما استخدم اختبار (ت) لحساب دلالة الفروق لمجموعتين مستقلتين بين متوسطي المجموعتين العليا والدنيا من أفراد العينة بالإضافة إلى معامل ارتباط بيرسون (Pearson) لإيجاد معامل الصدق بطريقة العلاقة بين الدرجة على الفقرة والدرجة الكلية للمقياس، ومعامل الثبات بطريقة التجزئة النصفية.