♦ زياد أسعد منصور *
نبذة عن البحث:
إن مشكلة البحث تكمن في التحولات الجديدة في الاستراتيجية الروسية، تجاه منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط والتي أثرت فيها العديد من العوامل، هذا التغير في سياسة روسيا السوفييتية تجاه المضائق والمصالح، أثار تساؤلات حول حقيقة الدور الذي تحاول أن تلعبه روسيا في الشرق الأوسط من خلال موقفها من قضية الممرات البحرية في فترة حرجة ظن فيها الكثيرون أنها دولة مهتمة بشأنها الداخلي بعد متغيرات ثوريو كبرى عام 1917 وحرب أهلية مقيتة استمرت سنوات عدة. عمومًا يمكن صياغة الإشكالية التالية:
ما هي طبيعة انعكاس الاستراتيجية الروسية وأهدافها من خلال مؤتمر لوزان؟
وينبثق عنها تساؤلات فرعية:
ماهية الموقف الروسي خلال المؤتمر وبعده؟
خصائص الموقف الروسي والسياسة تجاه الممرات البحرية بين البحرين المتوسط والأسود؟
ما هي الاعتبارات والأهداف التي حاولت روسيا انتزاعها من خلال موقفها في لوزان؟
إلى أي مدى نجحت في سياستها التي اتبعتها خلال المؤتمر؟
من هنا تبرز أهمية هذا البحث، وبالتحديد في توضيح حقيقة الموقف الروسي آنذاك، والنتائج التي أسفر عنها المؤتمر الذي يعاد اليوم الكلام عنه، مع عودة السيادة التركية على المضائق في العام 2023، كما تحاول الدراسة تحليل طبيعة التغير في التفكير الروسي والذي بدوره يفيد الجهات المختصة صانعة القرار كما المؤرخين والباحثين، كما تفتح المجال لتناول الموقف الروسي من قضايا حيوية تجري اليوم وإبراز بعدها التاريخي.
لقد سعى البحث إلى إثبات صحة الفرضيات التالية:
إن روسيا في ظل ثقلها السابق عهد دولتها الناشئة تدرك تمامًا سياسة المصالح والنفوذ، وتدرك تمامًا أنَّ المضائق هي بابها الرئيس نحو دور أكثر فعالية على المستوى الدولي، لذلك كانت مشاركتها وحضورها في المؤتمر مشاركة وازنة واجهت فيها مندوبي الدول المنظمة بما يحمي مصالحها.