♦ Fady Antoine Nassar *
- نبذة عن البحث باللغة العربية:
الطريق الطويل إلى الديمقراطية
إن فكرة الديموقراطية لها باع طويل ومسار متعرج ونماذج متنوعة. وتتناول هذه الدراسة بدايةً ضرورة وجود سلطة تنظم شؤون المجتمع، والأسس التي تضفي شرعية لهذه السلطة، وتنتقل الى رصد بدايات هذا النوع من الأنظمة السياسية في مدن سومر وفينيقيا، ثم أثينا في القرن الخامس ق.م.، حيث برزت في شكل خاص في عصر "بيريكليس". لكن هذه الديموقراطية المباشرة ظلت محدودة المدى، حيث لم تكن تشمل النساء، والغرباء عن المدينة، والعبيد. كذلك تأثرت الأمبراطورية الرومانية بالأفكار المسيحية التي ترفض التفريق بين البشر وتُعدّهم سواسية أمام أعين الرب.
عرفت الديموقراطية بعد ذلك، شبه غياب في القرون الوسطى، لتظهر من جديد إبتداء من القرن الخامس عشر، مع انتشار الطباعة وعصر الأنوار. وجاءت الثورتان الأميركية والفرنسية لتطلق هذه الأفكار عمليًا وإن بشكل بقي مجتزءًا، وخلال الثورة الصناعية، انتشرت الأفكار الشيوعية التي كانت تعد بمحو الفروقات بين الفئات الاجتماعية وتحقيق المساواة وحرية الفرد. وبعد الحرب العالمية الثانية، قام صراع مرير بين الكتلتين الشرقية التي تبنت ما سمًي بالديموقراطية الشعبية، والكتلة الغربية التي تبنت ما سمًي بالديموقراطية الليبرالية. وانتهى الصراع بفوز الغرب بعد سقوط حائط برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي.
بعدها، اعتقد الكثيرون أن شكل الديموقراطية الغربية سيسود في أصقاع الأرض، خصوصًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وربط المجتمعات والبشر بعضهم ببعض. لكن في المقابل، ظهرت تيارات مضادة للديموقراطية تمثلت بمنظمات متطرفة وأنظمة تسلطية خيّرت المجتمعات بين الحرية المصحوبة بالفوضى (كما طرحتها)، وبين سلطة تحمي المجتمع ولو على حساب الحرية. ويبرز اليوم النموذج الصيني الذي زاوج بين سلطة قامعة إنما مع تحقيق نمو اقتصادي مذهل.
واليوم، يبدو جليًا أن الانتقال من أنظمة ديكتاتورية الى أخرى ديموقراطية ليس بالأمر السهل. كذلك يصعب على الديموقراطية معالجة المشاكل الناتجة من الهويات المتضاربة داخل المجتمع الواحد. كذلك، باتت تركيبة المجتمعات الحديثة معقدة، ويصعب إيجاد الميزان المناسب لإرضاء جميع فئات المجتمع. ويبقى الأمل في أن تعيد الديموقراطية زخمها وتجدد نفسها لينحو العالم نحو المزيد من الحرية والمساواة.
***
L’idée de démocratie telle que nous la connaissons aujourd’hui a une très longue histoire, et a pris beaucoup de temps pour consolider ses fondements, sachant qu’elle s’est heurtée à de grandes difficultés et a connu de nombreuses formes et variantes qui ont souvent dénaturé ses principes de base.
La société humaine est constituée d’individus ayant des capacités physiques et mentales forts différentes, des caractères et des aspirations variées, ne serait-ce qu’à cause de la naissance, de l’âge, de l’expérience personnelle et de l’environnement social de l’individu.