♦ حسين قاسم دياب *
نبذة عن البحث
لست بمعرض التأريخ لما يقول فيه الكثيرون مدارس، إنما الاختيار في تسمية حلقات يومىء إلى مقدار المساهمة للحلقة في الانتاج العلمي، إذ لا يمكن فصل تاريخ العلم عن تاريخ المعرفة البشرية التي بدأت تحت إلحاح حاجات الانسان، والحاجة خلقت الخبرة والمعرفة العلمية. فكان التفكير والتطوير والتفلسف، إنه التفكير المنطقي بالذات. فإن إعتبار العلم معرفة موضوعية يتمثّل بتعريف أولي ينتمي إلى الماضي وتعريف ثان مستقبلي إلى ما بعد الثورات العلمية. فدخل العلم حقبة اكتشافات وإنجازات علمية جديدة ذات رباط عقلي وليس مادي، يتّضح ذلك عند اطلاعنا على ما كانت تؤديه الحلقة العلمية البريطانية سنة 1660 برئاسة نيوتن Newton (وان لطرح هذه الحلقة من خارج السياق هدف تبيان طرائق تطور العلم بالنقد على حصائله ومناهجه لجعل استخداماته وضعية تحاكي روح العصر). وهذا ما يدلنا إلى أن للعلم معنيين: الأول هو اتجاه في التفكير (مناهج)، والثاني هو نتائج وحلول (العلم مطبّق).
تحولت اليونان في القرن السادس ق.م، إلى الدولة المدينة، وتمثّلت هذه الفترة بالصراع بين عالم الأسطورة وعالم المنطق، ورافق هذا التحول انكفاء الملكية وظهور مؤسسات ومدارس (أكاديميا والليسة)، مع هذا التغير أو التحول، تغيرت وجهة الفرد وأصبحت علاقته دائمًا بالإبحار، فبدأت الأسئلة غير الأسطورية (إنه علم لما فيه من نقد النتائج العلمية). وفي خوض البحار هناك تعرض للمغامرة والاكتشاف، فكانت بداية التدوين وأخذ الملاحظات ورسم الخرائط، إضافة إلى نشوء حلقات ومؤسسات في القرنين الرابع والخامس ميلادي (أكاديميا الأفلاطونية والليسة الأرسطية). ليشقّ التطور العلمي والمعرفي طريقه من خلال هذه الحلقات التي تعبّر عن آراء واتجاهات وتيارات لوجهات نظر مختلفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق