♦ عبد الملك مرتاض *
♦ الحداثة صيف 2018
وتكُرُّ الأيّامُ سراعًا، وتمُرّ السنونُ عِجالًا... ومجلّة الحداثة ماضيةٌ في جادّتها الثقافيّة، غيرَ قافيَةٍ البُنَيّاتِ والتُّرَّهاتِ، ولا سالكةٍ الشّعابَ والثنايا، ثابتة الخُطَى، مرفوعة الرأس... فكم سِنِينٍ سلختْ وهي تشعّ بنور المعرفة من الشرق نحو الغرب؛ من بيروتَ، حسناءِ المدن العربيّة، في كلّ الْمَناكِب والأرجاء!...
لقد رفعت مجلّة الحداثة شعار «حوار المشرق والمغرب» الذي نحن ما أشدَّ حاجتَنا إليه، بعد شيوع القطيعة في هذا العهد الْمَشين الذي نعيشه فلا يكاد عربيّ يتحاور مع عربيّ آخرَ إلاّ بالسّلاح الذي أمسى، بنعمة الله، وعلى حين بغتةٍ من الدهر الناعس، اللغةَ المفضَّلة في التعامل بين العرب، فإذا دماوُهم تتفجّر أنهارًا، وإذا الأطفالُ العرب، في بعض الأقطار، يقْضون جوعًا وظمأ ولا من رحيم، ولا مِن مُغيث... فبأيّ ذنْب يموت هؤلاء الصبيةُ مرَضًا وغَرَثًا؟ وماذا يجري بين هؤلاء العرب، عربِ المشرق خِصِّيصَى؟ وما هذا الانقلاب الذي أمسَى يسِم حياتَهم بالحقد، ويملؤها بالْقِلَى، ويطبعها بالشَّنآن؛ فإذا لا شيءَ أحبُّ إلى العربيّ مِن أن يحمل سلاحًا ويقتل به عربيًّا آخرَ تحت ذرائع تافهة، وأسباب واهيَة؟ وهل لهذا