مجلة الحداثة Al Hadatha: علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي وأثرها في التنمية المحلية

علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي وأثرها في التنمية المحلية

رائد عصام محسن *

The school’s relationship with the local community and its impact on local development

- Dr. Raed Essam Mohsen

مستخلص - Abstract

يعالج هذا البحث علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي وأثرها في التنمية المحلية، فيتطرق بداية إلى نشأة المدرسة وتطورها، ثم يقدم تعريفًا بوظيفة المدرسة وأهدفها، ويتوسع بمفهوم هذه العلاقة مبرزًا أهميتها. ويقدم البحث طرائق مشاركة المدرسة في خدمة المجتمع المحلي، وكيفية تنمية هذه العلاقة. فالمدرسة تُعدُّ من أهم أُسس البناء الاجتماعيّ، وإحدى أهم مقوّمات الحضارة الإنسانيّة، أوجدها المجتمع كمؤسّسة تقوم على تنشئة أبنائه، في إطار منظّم ووفق مبادىء وقيم اجتماعيّة محليّة، لها خصائص تتميّز بها عن المؤسّسات التربويّة والاجتماعيّة الأُخرى، وتقع مسؤوليّتها الأولى في إعداد الأجيالِ، وتنمية مهاراتهم، واكتشاف قدراتهم، وتمكينهم من مواجهة المواقف الاجتماعيّة الصعبة التي قد تُعترّضهم في الحياة.

وقد حدَّد علماء الاجتماع والتربية مفهوم المدرسة كموسّسة إجتماعيّة وتربويّة وتعليميّة بتعاريف متعدّدة، نذكر منها الآتي:

عرّف إميل دوركاييم (Emile Durkheim/ 1858- 1917) المدرسة، بأنّها "تعبير امتيازيّ للمجتمع الذي يكلّفها أنْ تنقل إلى المتعلّمين قيمًا ثقافيّة وأخلاقيّة واجتماعيّة، يعدّها ضرورةً لإعداد الفرد واندماجه في بيئته ووسطه. وعُرَّفها البعض، بأنّها تلك المؤسّسة التربويّة المقصودة والعامّة لتنفيذ أهداف النظام التربوي في المجتمع[i]".

كما عُرّفت المدرسة، "بأنّها مؤسّسة تُنفذ الأهداف التي يتبنّاها المجتمع، ويرسمها وفقًا لخطط ومناهج محدّدة وعمليّات تفاعل، وأنشطة متنوعة داخل الغرف التدريسيّة وخارجها"[ii].

وعُرّفت، "أنّها مؤسّسة اجتماعيّة أنشأها المجتمع لتتولى تنشئة الأجيال الجديدة بما يجعلهم أعضاء صالحين في المجتمع، وتعمل على تنمية قدرات المتعلّمين ليصبحوا أفرادًا إيجابيين في المجتمع"[iii].

من خلال التعريفات المذكورة يمكننا أنْ نستخلص، أنَّ المدرسة هي المؤسّسة التي تهتم بعمليتيّ التربية والتعليم، وتحمي الأجيال من غزو الثقافات، وتعمل على ترسيخ القيم الاجتماعيّة والوطنيّة لدى المتعلّمين، وتُعدّ مسؤولة عن نقل التراث الوطني والتاريخي من جيلٍ إلى جيل.

وعليه، تؤدّي المدارس وظيفة اجتماعيّة إلى جانب دورها الأساس في التربية والتعليم، وتعمل على تحقيق رسالتها وأهدافها في المجتمع، وغرس القيم الوطنيّة والإنسانيّة لدى المتعلّمين، وتعزيز قدراتهم الذاتيّة، وإعدادهم إعدادًا سليمًا لخدمة المجتمع والمصلحة العامّة، وتُساعدهم على تحمّل الضغوطات الحياتيّة والأعباء الاقتصاديّة والاجتماعيّة التي قد تواجههم في الحياة.

- الكلمات المفتاحية: مفهوم المدرسة، التربية والتعليم، القيم، المجتمع المحلي، التنمية

- Keywords: school concept, education, values, local community, development

***

* باحث لبناني في الإدارة التربويّة. حائز شهادة دكتوراه في العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف - بيروت (USJ). ومحاضر في جامعة الجنان - طرابس لبنان

* Lebanese researcher in educational administration. PhD in Educational Sciences at Saint Joseph University - Beirut (USJ). He is a lecturer at Jinan University - Tripoli, Lebanon

[i]- منى زعيميّة، الأسرة، المدرسة ومسارات التعلّم، ص60 .

[ii]- محمد عابدين، الإدارة المدرسيّة، ص 41.

[iii]- إبراهيم ناصر، أسس التربية، ص 170.

المصادر والمراجع

أولًا: المصادر والمراجع بالعربيّة

1- آدم (عصام الدين بربر). التخطيط التربوي والتنميّة البشريّة. ط1. الإمارات العربيّة المتحدة: دار الكتاب الجامعي، 2006.

2- عابدين (محمد). الإدارة المدرسيّة الحديثة. ط1. عمّان: دار الشروق، 2001.

3- عبد الدائم (عبدالله). التخطيط التربوي، أصوله وأساليبه الفنيّة وتطبيقاته في البلاد العربيّة. بيروت: دار العلم للملايين، 1972

4- فريّحة (جورج)، المرّ (جورج). مسارات التربية في لبنان. ط1. بيروت: مكتبة مودرن، 2009.

5- المركز التربوي للبحوث والإنماء. إدارة علاقة المدرسة مع الأهل والمجتمع المحلي. بيروت: منشورات المركز التربوي للبحوث والإنماء، 2000

6- ناصر )إبراهيم(. التربية وثقافة المجتمع. لاط. عمّان: دار الفرقان للنشر والتوزيع، 1983.

7- ناصر (إبراهيم). أسس التربية. ط2. عمّان: دار عمّار للنشر والتوزيع، 1989.