ليلى رامز أبو شقرا *
Classical Arabic language on school benches between theory and educational reality (2022-2023)
- Dr. Laila Ramez Abu Chakra
مستخلص - Abstract
انطلق البحث في فكرته من واقع عملي داخل صفوف مادة اللغة العربية في المرحلة الثانوية لسنوات عدّة، في ما يكشف عنه الطلاب في علاقتهم باللغة العربية كتابة وشفاهة، كما على المستوى الأكاديمي والنفسي كما الاجتماعي.
وبالاعتماد على ما تقدّم، وعلى التنظير وواقع التباعد المتعاظم يومًا بعد يوم بين هؤلاء الطلاب واللغة العربية، هدف هذا البحث الإضاءة إلى منطلقات شعور العجز أو الفشل عند الطلاب في مادة اللغة العربية، بارتباط هذا الشعور بمفهومهم لّلغة الأم، والمناهج التي لا تخلو من الحشو، والمجتمع إلى جانب تأثير الأستاذ والسقف الذي يضعه أحيانًا للعلامة، والتقييم الذي يُعدُّ مهمّة مستحيلة للكثيرين منهم لأنهم ولو كانوا جبران خليل جبران لما تمكنوا من نيل علامة كاملة.
البحث يؤكد ضرورة إعادة النظر في التقييم، وفي كثير من المفاهيم التي تؤطر علاقة الطالب بهذه اللغة العربية وتسيئ إليها، وتمكين الطالب من الحصول على أي علامة تناسب أداءه ولو كانت علامة كاملة.
- الكلمات المفاتيح: اللغة العربية الفصحى، اللغة الأم، المناهج، التقييم، جبران
- Keywords: Classical Arabic, mother tongue, curricula, evaluation, Gibran
***
· «لستَ جبران خليل جبران! لا يمكنك أنْ تأخذ علامة كاملة في اللغة العربية!»
نعلّم طلابَنا أنّه على العنوان أنْ يكون جملة اسمية مختصرة، وإلاّ فجملة فعلية مختصرة كذلك. لكنّ طول هذه الجملة أوجبتْهُ مشكلةُ العجزِ الذي يشعر به كلّ طالب في لبنان إذا لم يكن في القول مبالغة.
تبدأ رحلة الطفل مع اللغة العربية الفصحى مع الخطوة الأولى التي يخطوها داخل المدرسة، وهو في الثالثة من عمره في المدارس التي تبدأ بتدريس اللغة العربية الفصحى ابتداءً من صف الروضة الأولى، وإذا كانت المدرسة تؤخر تعليم الفصحى إلى الروضة الثانية أو الثالثة، فإنَّ «عُقدة» الطفل التي ستشكّل ملخّص حالته النفسية المرتبطة باللغة العربية ستتأخّر لسنة أو اثنتين. وللعُقدة هذه روافد عدّة تغذّيها، منها ما يرتبط بالأهل، والمجتمع، والمدرسة، والمادة أي مادة اللغة العربية المجزّأة في المناهج المعتمدة وفق الحلقات الدراسية المختلفة.
فما هي هذه الروافد؟
مع دخول الطفل إلى المدرسة، يجهَدُ الأهل في مخاطبته باللغة الأجنبية التي يريدون منه اتقانها؛ الفرنسية أو الإنكليزية غالبًا، ويتعمّدون إسماع الطفل أغانٍ للأطفال بهذه اللغة الأجنبية، من دون نسيان جعل أطفالهم يشاهدون حصرًا قنوات الأطفال التلفزيونية الناطقة بهذه اللغة.
يمكن القول إن ما يعمد إليه الأهل بالنسبة إلى التعامل مع هذه اللغة الأجنبية، مقبول، لكنّ السؤال: ماذا عن اللغة العربية الفصحى؟ عادة ما يكون الجواب: العربية هي اللغة الأم، سيتعلّمها ابننا/ابنتنا بتلقائية وسهولة!
لكن، السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: ما مفهوم اللغة الأم عند المتعلِّمين وأهاليهم؟
(...)
***
* باحثة لبنانية – حائزة شهادة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها – جامعة بيروت العربية. أستاذة تعليم ثانوي في ثانوية زهية سلمان الرسمية المختلطة (وطى المصيطبة سابقًا).
* Lebanese researcher - PhD in Arabic Language and Literature - Beirut Arab University. Secondary education teacher at Zahia Salman Mixed Public High School (formerly Watta Al-Msaytbeh).
المصادر والمراجع
1- ابن خلدون، عبد الرحمن (لا تاريخ). مقدمة العلاّمة ابن خلدون. كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر من أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر. بيروت: دار نوبليس للطباعة والنشر والتوزيع ودار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
2- روحانا، شربل. هاي، كيفك، سافا؟ موقع اليوتيوب:
3- طعيمة، رشدي أحمد ومناع، ومحمد السيد. (2000م.) تدريس اللغة العربية في التعليم العام، نظريات وتجارب. ط.1. مصر: دار الفكر العربي
4- طعيمه، رشدي أحمد والناقة، ومحمود كامل (2006م.) تدريس اللغة العربية اتصاليًا بين المناهج والاستراتيجيات، الرباط (المغرب): منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة
5- نعيمة، ميخائيل: (1991م.) الغربال، ط15، بيروت – لبنان، دار نوفل.
6- استبيانان استهدفا طلاب المدارس في المرحلة الثانوية لاستطلاع آرائهم في اللغة العربية كمادة تعلمية وعلاقتهم بها، عبر غوغل فورمز (Google forms)
7- Chomsky, Noam, (year 2000): New Horizons in the Study of Language and Mind. First published in this print format 2000. CAMBRIDGE UNIVERSITY PRESS. New York, Melbourne, Madrid, Cape Town, Singapore, São Paulo. www.cambridge.org.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق