استراح الشاعر اللبناني محمد علي شمس الدين (1942 – 2022) بعدما طاف في عوالم الشعر لسنوات واكبها نزوح مستمر في الوطن بحثًا عن الوطن.
شمس الدين الشاعر الذي غاص في التراث ليطلقه في عوالم الحداثة، ورحل في كشوفات الصوفية ليجعل منها صوفية تنتمي إلى جنوبه اللبناني الذي أحب حتى الرمق الأخير. بولادته الشعرية في بدايات السبعينيات من القرن العشرين، رسم شمس الدين صورة جديدة للذاكرة، وللذوق الأدبي ليس في لبنان فحسب، بل في الذاكرة الأدبية العربية أيضًا.
نذكر في مجلة الحداثة ودارها وحلقة الحوار الثقافي تلك اللقاءات الممتعة والغنية معه وهو يقدم زبدة ما عنده من أشعار وأفكار تمسّ جوهر أوجاع الناس لتطال أحلامهم المجهضة بوعود وأوهام تعبر عن الانفصال الكامل بين السياسة اللبنانية وحاجات الناس وهمومهم. كذلك نذكر كتاباته غير مرة في مجلة الحداثة ومنها تقديمه مختارات من الشعر اللبناني والعربي المعاصر في عدد ربيع 1998، كذلك نشرت دار الحداثة أول كتاب له يحمل سيرته وهو بعنوان كتاب الطواف (1987).
محمد علي شمس الدين الذي ترك أثرًا لا يمحى في الثفافة والوجدان العربيين، لن نقول وداعًا بل نلتقي معك كل صباح، ونحن نقرأ أعمالك الشعرية والنثرية التي ستبقي خالدة بخلودك في الذاكرة الأدبية اللبنانية والعربية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق