♦ عماد أنيس البعقليني *
نبذة عن البحث
يعالج هذا البحث، عبر سبع وثائق تاريخية، أملاك الرهبانيات في بلدة المعلقة البقاعية (لبنان)، مبرزًا أساليب التملك والاستثمار التي اتبعها مسيحيو لبنان في عهد الأمير بشير الشهابي (1767 – 1850م). ويلقي البحث الضوء على أهم الرهبانيات في المعلقة، وكيفية تملكها، موضحًا أساليب الاستثمار المتبعة في إدارة أملاك الرهبانيات وفق القوانين العثمانية وتعديلاتها، وفي الختام صور عن الوثائق السبع.
الكلمات المفاتيح: أملاك الرهبانيات، المعلقة، تملك، وثائق
***
1- مدخل: أسباب اختيار الرهبانيات للمعلقة
يعود تاريخ ظهور بلدة المعلقة إلى مرحلة حكم الشهابيّين، حين بناها الأمير بشير الشهابي في العام 1814م، إذْ شرع بنقل أبنية الكرك إلى محلّتها لتثبيت حكمه في حاضرته الجديدة المعلقة. وقد أصبحت نافذته على البقاع الخصيب ومستودع الغلال، فباشر ببناء السّراي فيها، وعيّن ابنه خليلًا حاكمًا على زحلة والبقاع الجنوبي، وجعل الأخير من المعلقة مقرًّا له([i]).
نمت المعلقة فكريَّا واقتصاديًّا خلال العهد الشهابي، فالأمير بشير وأفراد من عائلته قدموا الهبات للكنائس والأديرة والرهبانيات، وهذا ما أدّى دورًا أساسيًّا في زيادة أعدادها على أراضيها، فعلى سبيل المثال لا الحصر: الهبة المقدمة من الأمير بشير للرهبنة المخلصية في المعلقة.([ii])
2- أهم الرهبانيات في المعلقة
تضمّ المعلقة نموذجًا فريدًا من المذاهب المسيحية والرهبانيات، فقد تمركزت فيها الرهبنة اليسوعية، والرهبنة المخلصية، والرهبنة الشويرية، والرهبنة المارونية، والطائفة الأرثوذكسية، وكان لكلٍّ منها، مراكز وأديرة وكنائس ومدارس، إضافةً إلى تملكها العديد من الأراضي والمغالق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق