♦ كامل فرحان صالح *
- نبذة عن البحث:
تأثر الأدب العربي الحديث والمعاصر بالحداثة الغربية، بدءًا من أواخر القرن التاسع عشر، وبدا هذا التأثر جليًّا في أدب أمين الريحاني (1876 – 1940)، وأعضاء الرابطة القلمية في المهجر، وفي مدرستي "الديوان" و"أبولو" في مصر، وقد ظهر أوئل النصف الأول من القرن العشرين، ما دعي باسم "حركة الشعر الحر" أو "قصيدة التفعيلة" في العراق ممثلة بالشعراء بدر شاكر السياب (1926 – 1964)، ونازك الملائكة (1923 – 2007)، وبلند الحيدري (1926 – 1996)، وعبد الوهاب البياتي (1926 – 1999)، وظهر في لبنان جماعة "مجلة شعر" التي عنيت بالتحديث عبر كتابة هذه القصيدة، و"قصيدة النثر" ونشرها والتنظير لها، وترجمة الأشعار الأجنبية والدراسات النقدية، وضمّت هذه المجلة شعراء لبنانيين وعرب، أبرزهم:
يوسف الخال (1916 – 1987)، وعلي أحمد سعيد اسبر (أدونيس) (1930)، وخليل حاوي (1919 – 1982)، وأنسي الحاج (1937 – 2014)، والسياب، ومحمد الماغوط (1934 – 2006)، وفؤاد رفقة (1930 – 2011)، وشوقي أبي شقرا (1935)...
لم يقتصر التحديث في القصيدة العربية على مستوى التأثير الغربي فحسب، بل جاء ليعبر عن واقع مأزوم في ظل تحولات عمودية وجوهرية شهدها العالم العربي بعد نهاية الحكم العثماني، وسيطرة الغرب مباشرة على مقدرات الدول العربية عبر الانتداب، وقد اشتدت ضبابية المشهد مع نكبة فلسطين في العام 1948، لتترسخ جروح المخيلة عميقًا في القصيدة شكلاً ومضمونًا، فبرزت على السطح موضوعات جديدة لم تكن حاضرة أو مألوفة في تاريخ الشعر العربي من قبل، وبهتت صور التغني بالجمال، والطبيعة وسحرها، وسادت القصيدة لغة شعرية أيقوناتها: الرموز، والأساطير، والشخصيات الدينية والتاريخية والشعبية...
يقارب هذا البحث إذًا، هذا الحراك الشعري الحديث الذي شهده العالم العربي، فيقدم بدايةً مقاربة لأبرز المحطات في هذا الحراك، ثم يلقي الضوء على أبرز قضايا الشعر العربي الحديث ومضامينه من خلال نماذج شعرية مختارة، ثم يطرح في المحصلة والاستنتاج أبرز ما ورد في البحث، مقدمًا في الوقت نفسه، بعض الخلاصات التي يمكن البناء عليها في أبحاث مستقبلية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق