♦ كامل فرحان صالح *
نبذة عن البحث
· الكلاسيكي: ويمكن تعريفه بالكلام المقيّد بالوزن والقافية والذي يقصد به الجمال الفني، وشكله ثابت.
· الحديث (التفعيلة وقصيدة النثر): كل شعر لا يلتزم الوزن والقافية، وشكله يتغير مع تغير كل نصّ.
· النظم: هو الكلام المقيد بالوزن والقافية، لكنه قد يخلو من الجمال الفني.
لكن، هذه التعريفات وإن بدت بسيطة، وواضحة هنا، فقد أخذت مسارًا طويلاً من الوقت، إن كان على مستوى تعريف الشعر العربي شكلاً، أم مضمونًا. وإن كان المسار الطبيعي لسياق أي شيء في العموم، يلحظ محطات متسلسلة، ومتباينة في كثير من الأحيان، إلا أن اللافت في "الشعر"، أن المقاربة القديمة، لا تزال مستقرة، بل يلحظ المتابع أن هذه المقاربة، قد قفزت قفزات أفقية على مقاربات سجلها التراث النقدي العربي، كان يمكن لها أن تشكل مسارًا يغني مفهوم الشعر ونظرياته حديثًا، لو جرى النظر إليها نظرة فاحصة، وفي العمق، بهدف طرحها ضمن سياق تاريخ الشعر العربي وفاعليته.
لكن، قد بدا واضحًا، أن مرحلة الانقطاع عن الفعل الحضاري في ما يسمّى "عصر الانحطاط"، قد فعلت فعلها في عرقلة سياق مفهوم متقدم للشعر العربي، إذ كان البارز في ذاك العصر، هو التركيز على العمل الموسوعي، بهدف حفظ الذاكرة العربية من الضياع، وليس العمل الإبداعي الجديد. وهذا ما أدى لاحقًا، إلى أن يُربط مفهوم الشعر العربي الحديث، بسياقات أجنبية، تلحظ فاعلية التجدد في المقاربة الشعرية.
يقارب البحث في ما يأتي، إذًا، حركية مفهوم الإبداع الشعري العربي قديمًا وحديثًا (أي إلى حدود ما يسمّى "عصر النهضة")، فيختار نماذج نقدية تعدّ الأبرز على مستوى تناول هذا المفهوم وأبرز خصائصه وسماته.
ويهدف البحث من ذلك، إلى أن يضع هذه المقاربات للمفهوم الشعري، ضمن سياق زمني تصاعدي، بهدف تبيان المسارات العربية المؤسٍّسة التي كان يمكن لها أن تستمر وتشكل تغيرًا في النظرة إلى بنية الشعر العربي وخصائصه، بمعزل عن أهمية تأثير الإبداع الأجنبي اللاحق في التجارب الإبداعية العربية، والتأثير الفاعل لدرسه النقدي في هذا الخصوص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق