♦ لينا أنطوان نحاس *
نبذة عن البحث:
إن التحرك العصري بحقّ المرأة اللبنانية اليوم، تبدل نحو التغيير في ظروفها السائدة (دورها، مكانتها...)، حيث أتاح لها المجتمع أن تخرج من صمتها، وأن تشارك الرجل في ميدان العمل، فدعاها إلى الظهور بعدما قاد حركة تثقيفية تمكنها من النهوض، وسعى إلى إزالة الحواجز الماثلة أمام تقدمها، وقد آمن بضرورة إسهامها بدور فعّال لتحقيق حضورها واستقلاليتها واستقرارها المعنوي والمادي.
لكن بالرغم من أن الطريق انفتح أمام المرأة عمومًا والمرأة اللبنانية خصوصًا، كي تحرر نفسها، وتتخلص من القيود كافة التي تُعيق حركتها، إلا أن التناقض بين التراث الثقافي والحياة العصرية الصاخبة، تطلب منها أن ترتدي أقنعة متنوعة، تتلاءم مع الظروف المتواجدة فيها، لتجعل منها إنسانة تُفتش عن هُويتها، عند استبدال كل قناع. فتقضي عمرها حبيسة أفكارها ورغباتها التي لا تتحقق، ولا تعرف لها مبررًا ولا سببًا، فنظرتها إلى نفسها، وعلاقتها بالرجل وشعورها بالذنب نتيجة شعورها بالتقصير إزاء أسرتها، وعملها، وأطفالها...، أمورٌ ما زالت عائقًا أمام تقدمها وتوازنها النفسي لتحيا صراعًا داخليًا بين الماضي والحاضر، وبين الداخل والخارج، بين التمنُّع والرغبة.
من هنا كان تركيزنا في هذه الدراسة حول المرأة اللبنانية العصرية التي تعلمت وتمردت وأبدعت كي تنزع بكل قواها النقاب عن وجهها، وتكشف هويتها من خلال ممارسة مهن مختلفة (طبيبة، سائقة أجرة، جندية، ممرضة، مدرسة) وصولًا إلى تبوّأ مناصب مهمة ووظائف لا يستهان بها، محاولين في هذا البحث أن نساهم بمكانٍ ما بجزءٍ من المعرفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق