♦ وليد سليمان مشيك *
ملف : لبنان في دراسات أكاديمية
نبذة عن البحث
تُؤلّف الأعماق البحريّة عدّة وحدات مختلفة من جهتي المورفولوجيا والطّبيعة، أي أنها تختلف شكلاً وتركيبًا. تشمل الأعماق البحريّة مجالين اثنين: قارّي ومحيطي، ويشمل المجال القارّيّ الرفارف القاريّة، والمنحدرات القاريّة والمخاريط القاريّة، بينما يشمل المجال المحيطي الأحواض العميقة، والوهدات العميقة والأخاديد وسط محيطيّة.
إنَّ التاريخ الجيولوجي للمجال القارّيّ قريبٌ جدًّا من التاريخ الجيولوجي للقارّات المجاورة، إذ تتألّف بمعظمها من الغرانيت، وتدّل بوضوح على خطوط الشواطئ القديمة وعلى المجاري القديمة للأنهار التي كانت تجري فوق الرفارف القاريّة عندما كانت غير مغمورة بالمياه خلال العصور الجليديّة.
ويتمتّع المجال القارّيّ والرفارف القاريّة خصوصًا بغنىً بيولوجيٍ كبير، إذ ينتشر الصيد التجاري (الأسماك...)، وتتوافر فيها الموارد المعدنيّة ومصادر الطاقة (النفط، الغاز الطبيعي)، لذلك فإنّ الدّول التي تمتلك مساحات كبيرة من الأرصفة القاريّة تتمتّع بموارد بحريّة كبيرة، بينما الدّول التي تعاني من ضيق مساحة الأرصفة القاريّة لا تتمتع بقدرٍ كافٍ من الموارد البحريّة ضمن المجال المذكور.
***
* دكتور في قسم الجغرافيا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية (5) – الجامعة اللبنانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق