♦ فاطمة كاظم عثمان *
نبذة عن البحث
يرى نقاد تشكيليون أن الفن، في مختلف جوانبه وأشكاله، محصورٌ بصورة الجمال، لأن الفن برأيهم، تعبير وتجسيد لهذا المفهوم. مما يطرح الاشكالية الآتية: هل يمكن للفن أن يقدّم القبيح كموضوع فنّي، ويحقق للمتلقّي متعة جماليّة؟
إذا افترضنا أن "الجميل" و"القبيح" ضدان في المفهوم الشائع، فهما ليسا كذلك في الطرح الإستطيقي والفني. إذ فيما يعدُّ بعض النقّاد الجميـل (Beauty) والقبيح (Ugliness) قيمتـين اسـتطيقيتين متـضادتين، لا يرى آخرون هذا التضاد فيهما تمامًا، حيث يتـداخل مفهوم القبح مع مفاهيم ومشاعر عديدة.
لربما يكون تقديم الموضوع القبيح فنيًّا يحمل قصدية الفنان على إشعار المتلقي بوظيفة الفن، إذ ليس بلازم أن يأتي العمل الفني موافقًا للطبيعة من حيث الجمال والقبح. فالفن كما أكد امانويل كانط (Immanuel Kant) "ليس تصويرًا لشيء جميل وإنما تصويرٌ جميل لشيء ما، كيفما كان هذا الشيء"، أي في الفن يمكن تصوير أي شيء ولو كان قبيحًا مثلًا في الطبيعة كدمار الحروب. لذلك فإن مفهوم القبيح يحمل دلالات مختلفة عندما يكون مرتبطًا بالفن. والفن الجميل كما يُعرّفه ويليام جوزيف نايتر: "هو ذاك الذي ينجح في تصوير أشدّ إنفعالات الفنان المتوخاة عمقًا. سواءً كانت جذابة ومشرقة، أم مظلمة ومنفرة". وقد صوّر الفنانون على مر التاريخ، العديد من الصور التي تحمل انفعالات تتوهج بالرعب والقبح والألم. وإن ما يجعل من العمل الفني جميلًا هو الصدق، والمهارة والقدرة الفريدة على التعبير عن الشيء الذي يصوره الفنان، سواء كان هذا الشيء جميلًا أم قبيحًا في حد ذاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق