♦ فاطمة علي حمود *
نبذة عن البحث
بدأت طلائع التغيير الجيوسياسي في المنطقة العربية وبالأخص في فلسطين، بوعد أطلقه وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور (Arthur Balfour) في 2 تشرين الثاني العام 1917، ضمن حق الشعب اليهودي بوطن قومي لهم في فلسطين. بدأ هذا المشروع فعليًّا في التنفيذ، بانتهاء الخلافة الإسلامية للسلطنة العثمانية العام 1918م، وبالتعهد الدولي الفرنسي- البريطاني، باتفاقية سان ريمون 1920م، التي عدلت الاتفاقية السابقة وأصبحت كامل فلسطين والقدس تحت الانتداب البريطاني.
باختلاف موازين القوى بعد الحرب العالمية الثانية، قامت حكومة الكيان اليهودي الغاصب العام 1948م، بإعلان الدولة و"اتخاذ القدس عاصمة للكيان، وفرضت الأمر الواقع بتقسيم المدينة، بينها وبين الأردن ورفضت تدويل المدينة، ودعت إلى تدويل الأماكن المقدسة في شرق المدينة والتي كانت خارج سيطرتها واستمر وضع القدس مقسمًا إلى أن تم للكيان الصهيوني احتلال بقية أجزاء القدس عام 1967 واعلانها مدينة موحدة عبر ضم شرق المدينة وتطبيق القانون الصهيوني عليها".(1) بقيت القضية الفلسطينية والقدس في محورية الصراع الأيديولوجي والدولي ضمن انقسام العرب تحت القطبين الأميركي والسوفياتي، في مرحلة الحرب الباردة.
العام 1985م، بدأ الاتحاد السوفياتي تغييرًا جوهريًّا في نظامه السياسي والاستراتيجي تبعًا لمرحلة الاصلاحات التي تولاها ميخائيل غورباتشوف (Mikhail Gorbachev)، وقبل تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991م، تولى القطبان مشروع السلام لانهاء الصراع العربي- الإسرائيلي ولايجاد حلول لقضية القدس وفق مفهوم الدولتين، لكن انتهاء الاتحاد السوفياتي، جعل الطرف الأميركي يسعى إلى فرض سياسته الخارجية بالمنطقة وفق أولوية العدو الإسرائيلي.
يهدف البحث إلى اعادة تشكيل وتنشيط الوعي عن القدس وأهميتها ومكانتها التاريخية، في زمن كي الوعي الذي تتولاه المنصات الصهيونية والأنظمة العربية، والتي بدأت تسخف هذه المكانة والأهمية لموقعها الديني الإسلامي، من تصريح العديد منهم بعنوان باحث أو محاضر بمسمّى الدراسات لتزييف تاريخها واسقاطها من موقعها الديني السماوي وتحويلها لعقار أرضي. حتى وصل الأمر لاستفراد شخص بتحديد تاريخها ومستقبلها ضمن مشروع القرن الذي تولاه رئيس الولايات المتحدة الأميركية ترامب (Trump) باعلانه القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وفرض رؤيته لحل قضيتها وقضية الفلسطينيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق