(مقاربة نفس – اجتماعية ما بين الطفل التلميذ والعامل)
♦ يحيى وفيق خفاجة *
نبذة عن البحث:
تشكل الأسرة المحور الأساس في بناء المجتمع، فهي النقطة الجوهرية التي تُخرّج للعالم الخارجي أجيالًا تكمل مسيرة الحياة، وتسير بالمجتمع نحو التقدم والازدهار والعلم. إن هذه الأجيال تُحقق هدفها المُرتقب منها عندما تنشأ ضمن أسرة متعددة الأدوار بحسب وضعية كل فردٍ منها؛ فالأم تقوم بدورها عندما تشكل الملاذ الروحي والعاطفي للطفل وتؤمن له الحب والحنان ومستلزماته كافة، أمّا الأب فيمثل عنصر السلطة والحماية للطفل، والداعم له في مستلزماته وطموحاته، عندها تُنتج هذه الأسرة طفلًا سليمًا عاش ضمن الأجواء الملائمة لنموه العاطفي والنفسي والجسدي.
أما عندما ينمو طفلٌ عاملٌ في أزقة الشوارع، فيُستدل على خللٍ في الأدوار المفروضة على الأهل، وإهمال في أداء واجباتهم حيث أن مكان العمل ليس مناسبًا للطفل، بل يشكل الضرر الأساس له في جوانب حياته كافة، إلاّ أنّه لهذه العمالة أسبابها منها ما يرتبط بوضع الأسرة من الناحية الاجتماعية، ومنها ما يرتبط بالوضع الاقتصادي حيث يشكل الاقتصاد عاملًا أساسيًّا في موضوع العمالة، وذلك يعود إلى الأزمات المعيشية التي تواجهها الأسرة هذه الأيام، وتدني مستوى الدخل لدى شريحة كبيرة من المواطنين مما يدفع الأهل للبحث عن دخل إضافي لتأمين المستلزمات الحياتية عن طريق زجّ أطفالهم في سوق العمل في سن مبكرة، دون الأخذ في الحسبان، العوامل السلبية المترتبة عن ذلك.
***
* دكتوراه في علم اجتماع التنمية - باحث اجتماعي تربوي من لبنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق