نوافذ: أن تحب مدينة - نصوص

د. كامل فرحان صالح - مجلة الحداثة

كامل فرحان صالح *


· أن تحبّ مدينة


أن تحبّ مدينة
تحبّ كل الناس
أن تحبّ مدينة
يصبح قلبك لغة
تصبح يداك أرصفة
وكل هذه الشوارع
أبطال حكايات
يخرجون من الزمان
ليكونوا أعمدة إنارة
وبقايا ظلال

أن تحبّ مدينة
تكبر كحديقة عامة
يتسع فيك
ضجيج الدهشة
وتنام
كأفق تعب من النهار

أن تحبّ مدينة
تحبّ كل الناس
تصير فتات خبز
ليمام الساحات
وفي ثيابك الملونة
تخبئ نشيدًا حزينًا
لظنك أن المدن
تتعب من الحياة.

*

· القليل من الحياة


لم ينتهِ موتنا بعد
نحن نأخذ استراحة
لتناول القليل من الحياة

لا تخافوا
سنموت ككلّ شيء
لن يبقى منّا أحد
ليبكي في الحكاية

لا تخافوا
حتى الستارة الأخيرة
ستحال إلى رماد
وجبالنا إلى عظام
وكلّ هذا البحر
سيحال إلى أنين عتيق
يومض قليلا في السماء
ثم يختفي
يختفي إلى الأبد.

*

· كصلاة المحبوب


تقف في باب الزمان
بيدين كالمدى
تتأمل قيامة
مدينة القلوب
وقد صارت إنسانًا يحبّ
ترسم إبتسامة تقطر نورًا
وراحة بال
وتحلق
تحلق
كدعاء الأطفال
كصلاة المحبوب على الماء

***

* شاعر وأكاديمي لبناني


الحداثة - صيف 2020 - عدد 209/ 210

al hadatha journal


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ترحب مجلة الحداثة بالتعقيبات أو التصويبات أو التعليقات على ما ينشر فيها من أبحاث ودراسات، وتنشرها بحسب ورودها.
Al-Hadatha Journal welcomes any comments, corrections, or comments on the research and studies published in it, and publishes them as they are received.