♦ سهجنان حسن الرز *
نبذة عن البحث
تعدّ الآثار عنصرًا أساسيًّا من الهوية الحضارية للأمة أو الجماعة والشعوب، وشاهدًا تراثيًّا على تاريخها، ومدى تطورها وتقدمها، وتنعكس على الهوية الثقافية والمعنوية على الأفراد والجماعة، وتشكل (ترميم الآثار) ربطًا بين الماضي والحاضر، وبناءً للمستقبل للجماعة، ويطبع هويتها الثقافية، ويؤثر على يومياتها على مستوى المشهد الطبيعي العام، وعلى التنظيم المدني والقوانين التي تلتزم واجب الحفاظ على التراث التاريخي العمراني وفق قوانين "اليونسكو" بالتزامن مع أثرها على الحركة السياحية والتجارية والتجمعات البشرية المحيطة التي تتبادل مع الآثار عملية خدمة الناس للآثار مقابل ما تعطيه الآثار من أرباح على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، وعلى الجماعات الإنسانية الحيّة. لذا جاء ترميم الآثار عملاً مركّبًا يتكامل فيه العلم والفن، والاختصاص العمراني في جزئياته وعناصره الرئيسة.
لقد تحوّل ترميم الآثار وحفظها الى عنصر رئيس في اقتصاديات الدول، وقوانين البناء وخطط التنظيم المدني، وجزءًا أساسيًّا كنقطة جذب بصرية وظيفية في المشهد الطبيعي والعمراني للمدن أو الجغرافيا المأهولة أو غير المأهولة. تشكل الآثار دائرة جذب مشتركة بين الثقافة والسياحة، والمشهد الطبيعي، والتخطيط المدني لأي دولة أو حضارة، وكتابًا مفتوحًا تضاف إلى حضارته كل يوم ما ينتجه المبدعون في أي دولة، أو جماعة أو قومية.