♦ وليد سليمان مشيك *
♦ سرية شاهين شاهين **
♦ علي فؤاد حمزة ***
نبذة عن البحث
تشهد العلوم الإنسانيّة تطوّرًا في مناهجها وطرائق تدريسها والإستراتيجيات المعتمدة، لتواكب قدرات المتعلمين ورغباتهم من جهة، وتطوّر المفاهيم العلميّة للمادّة ومضامينها من جهة أخرى.
وفيما يتعلق بمادة الجغرافيا، فلا بدّ في البداية من ذكر التطوّر الذي شهدته المادة كمفهوم، فبعد أن كانت الجغرافيا تعني وصف الأرض وهي في الأصل كلمة يونانيّة (géoghraphie) أصبحت اليوم تُعرف بدراسة المجال. وترتبط الجغرافيا ارتباطًا وثيقًا بالعلوم الأخرى، حيث أنها من العلوم التي لا يمكن دراستها بمعزلٍ عن العلوم الأخرى، ما يعطيها قوةّ علميّة، وتنوّع ثقافي تجعل من الجغرافي إنسانًا يتمتع بشخصيّة واضحة.
إنّ المناهج التربويّة بمختلف مضامينها ومراحلها تتطلّب تطويرًا مستمرًا تفرضه ظروف الحداثة، وتتعلق بشكلٍ أساسي بكل من البيئة والمجتمع، من هنا لا يمكننا نسخ بعض المناهج التربويّة الناجحة واعتمادها كما هي في بيئة ومجتمع مختلفين عن البيئات المعتمدة فيها. لذلك إنّ تطوير المناهج يجب أن يقارب حاجة المجتمع، ورغبات المتعلمين وقدراتهم، ومواجهة تحديّات الحياة خصوصًا في ظل التطوّر التكنولوجي السريع على مختلف المستويات. وقد مرّ تطوّر المناهج بعدّة مراحل
***
* رئيس قسم الجغرافيا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية (الفرع الخامس) - الجامعة اللبنانية
** دكتورة في الجغرافيا - محاضرة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية - الجامعة اللبنانية
*** دكتور في الجغرافيا - أستاذ محاضر في كلية الآداب والعلوم الإنسانية (الفرع الأول) - الجامعة اللبنانية