♦ ميساء أنيس طربيه *
نبذة عن البحث
الأدب الرقمي - كما عرّفه الباحث جميل حمداوي- هو الأدب الّذي يعتمد على الوسيط الرقمي من أجل قراءته، ومن عناصره: الصورة، والصوت، والحركة، والنّصّ، والعلاقات التفاعلية المختلفة، وقد يكون هذا الأدب شعرًا أو رواية أو أيّ جنس أدبيّ آخر [1]. والقصيدة الرقمية هي جزءٌ من هذا الأدب وتتمتع بخصائصه ومقوماته.
والقصيدة الرقمية هي الّتي تعتمدُ على الوسيط الرقمي لإنتاجها، وتتكون من الصورة، الصوت، النّصّ والعلاقات التفاعلية بينهم، فيشكل بذلك الوسيط فضاء القصيدة. وتُعدّ النظرية النسبية لآينشتاين (Einstein) أن الزّمن عبارة عن انتقال مكاني أو حركة أرض دون توقف، ويُحتسب بحسب المكان الّذي يقاس فيه، بذلك يكون قد أضاف على الأرض حسب النظرية الإقليدية (الطول، العرض، الارتفاع) بعدًا رابعًا لقياس المسافات البعيدة للنجوم، والكواكب، والمجرات في الفضاء، وشكله منحنٍ بسبب قوة الجاذبية (الشمس أو الأرض)، ووحدة قياسه السنة الضوئية، وأطلق عليه اسم الزمكان [2]، فيشكل بذلك فضاء/الأرض. ويتمثل الإبداع الرقمي في تجلي الزّمان (الخارجيّ والداخليّ) والمكان (الخارجيّ والداخلي) في فضاء القصيدة.
فما هو المنهج المتبع في قراءة القصيدة الرقمية؟
المقاربة الوسائطية أو الميديولوجيا [3] (Médiologie) وهي عبارة عن نظرية علمية تجمع بين الثقافة والتقنيّة، وتحيل "الكلمة" على علم الوسائط، وتضم هذه النظرية ثلاثة عشر مستوىً وهي: التوريق، التشذير، الشكليّ والفنيّ والجماليّ، الموضوعاتيّ، الوسائط، التقنيّ، المرجعيّ، التفاعلي، اللوغاريتمي، الترابطي، التحريك، التناص، الوظيفي[4].
فما هي العلاقة الّتي تجمع بين القصيدة الرقمية والبعد الرابع (الزمن) الّذي استحدثه أينشتاين في نظريته النسبية؟ وتاليًا كيف برزت هذه العلاقة من خلال تحليل قصيدة "الخروج من رقيم البدن" للشاعر المغربي منعم الأزرق [5]؟ وما أثر عمق العلاقة بينهما على الإبداع الرقمي؟
***