♦ زينه إبراهيم حبلي *
نبذة عن البحث:
أضحت الدولة العثمانية بعد سيطرتـها باسم الإسلام ورفع رايته، على أجزاء من آسيا وافريقيا وصولًا إلى داخل أوروبا حتى أسوار فيينا، القوة الدولية العظمى. إذ قدر لـها أن تؤدي دورًا خطيرًا في التاريخ العالمي، وأخذ العالم كله ينظم حساباته السياسية حسب اتجاه هذه الدولة الكبرى ([i]). وقد عُدّ عصر السلطان سليمان الأول الملقب بالقانوني، العصر الذهبي لقوة الدولة العثمانية ومكانتها، لكن بذور الإنحطاط بدأت تنمو حينها، لأسباب داخلية وخارجية، في الوقت الذي أخذت أوروبا تزداد قوة سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا باضطراد ([ii]). وأصيب البلاط العثماني والدوائر الحاكمة في الدولة بفساد أخذ يزداد على مدى السنوات التالية. نظر العثمانيون إلى حالـهم بحثًا عن الاسباب، فوجدوا أنه لا بدّ من البحث عن وسائل للنهضة، وضرورة القيام بإصلاحات في شتى نواحي دولتهم. لكن الدول الأوروبية وبالأخص بريطانيا، سعت لتأمين مصالحها وعملت على تفتيت الدولة العثمانية.
فما هي الأسباب التي ساهمت في تفتيت الدولة العثمانية؟
وما هو الدور الذي لعبه البريطانيون؟
لقد اشتغلت المؤامرة لتمزيق الدولة العثمانية عن طريق الغزو السياسي والعسكري والثقافي، وتدمير الدولة من الداخل بيد أبنائها من خلال إحياء القوميات وإثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، ومن خلال تشجيع قوى المعارضة بإقامة التنظيمات السّريّة لقلب نظام الخلافة بأيدي أبنائها ([iii])، ومن خلال البعثات الثقافية والتبشيرية.
(...)