♦ هلا رشيد أمون *
نبذة عن البحث:
يهدف هذا البحث إلى تحليل وتفكيك الإشكاليات التي تعتري النموذج المعرفي والسلوكي المتشدد الذي تتبناه جماعات الإسلام السياسي الحركي، التي تحمل حنينًا مَرَضيًا إلى اللحظة الذهبية لظهور الإسلام (الفردوس المفقود) والتي نجحت في تحويل الإيمان الديني إلى أيديولوجيا طوباوية إنكفائية، وأداةٍ تجييشيّة وتحريضيّة تتلاعب بمشاعر المستضعفين في الأرض، وتنشر في صفوفهم غواية التطرف والاستعلاء الإيماني، وممارسة القتل والعنف، وذلك تأسيسًا على آيات قرآنية وأحاديث نبوية وخلفيات ومرجعيات دينية، ومقولات ومدونات فقهية، وسرديات وقصص تاريخية، وتصورات متأصلة في التكوين الثقافي حول الأنا والآخر المغاير؛ وعلى أوهام تصل إلى حدود الأسطورة، تمّ غرسها في الضمير الجمعي، عن "نموذج سياسي" يُقال إنه كان كاملًا وقائمًا على قيم الحق والعدل والاستقامة.
من رحم هذا الخطاب الأيديولوجي التعبوي، تغذت أزمة الهُويّة/ الخصوصية/ الأصالة/ الماضوية التي تمظهرت في الدعوة إلى أن يعيش المرء على حكاية الجماعة الأولى التي لا يُتصور الحق والخير إلا في كنفها؛ وانبثق كل ذلك التمجيد للموت (الشهادة) والقتل (الجهاد) والانقتال (التضحية) والعمليات الانتحارية والانغماسية (تطهير المجتمع مـــــن المشركـــــين والكفّار والمرتدين)، وغيرها من الأفعال العنفية التي عُدّت ممرًا إلزاميًّا يوصل إلى "الجنة"، وإلى "النعيم الأخروي" الذي لا يمكن التمتع بكل أطايبه، وملذاته، إلا عبر الانسياق وراء أحكام "فقه الدماء"، واتّباع "إستراتيجية التوّحش".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق