جنان جميل بلوط *
The significance of the artistic image and the structure of rhythm in the modern poetic text - a study in the poetry of Muhammad Abu Ali
- Professor Jinan Ballout
مستخلص - Abstract
تُعدّ الصورة الشعريّة، بمفهومها الحديث، ركنًا أساسيًّا في النصّ الشعريّ، يتجاوز المفهوم التقليديّ للصورة في الشعر العربيّ، القائم على علاقة المعنى الحقيقيّ بالمعنى المجازيّ، إلى "صلات وترابطات تضيف إلى التجربة الإنسانيّة المطلقة وعيًا جديدًا"[1].
فالصورة الفنيّة مصطلحٌ حديث صيغ من مصطلحات النقد الغربيّ صياغةً حديثةً لا تجدها في التراث البلاغيّ والنقديّ عند العرب، ولكنّ القضايا التي يثيرها المصطلح الحديث موجودة في التراث، وإن اختلفت طريقة العرض والتناول"[ii]. وما خرج إليه هذا الرأي لا يقلّل من شأن البلاغة العربيّة التي "تحمل منذ نشأتها بذور العبقريّة العربيّة في قدرتها على كشف أسرار بنية الخطاب وأثره في المتلقيّ، وفي قدرة الكلمة على التأثير والتعبير، وعلى تشكّيل جماليّة الفضاء في الخطاب، وعلى استكشاف مواطن النفس الإنسانيّة حين تقول فتجيد، وحين تكتب فتبدع وتحسن الإبداع باعتبار أنّ البلاغة هي إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ على حدّ وصف الرمّانيّ في رسائله في إعجاز القرآن"[iii]. ويعني هذا أسلوبيّة التحليل البلاغي العربيّ.
ومهما يكن من أمر، فإنّ الصورة في الشعر هي "الشكل الفنيّ الذي تتخذه الألفاظ والعبارات بعد أن ينظمها الشاعر في سياق بيانيّ خاصّ، ليعبّر عن جانب من جوانب التجربة الشعريّة الكاملة في القصيدة، مستخدمًا طاقات اللغة وإمكاناتها في الدلالة والتركيب والإيقاع، والحقيقة والمجاز، والترادف والتضاد، وغيرها من وسائل التعبير الفنيّ[iv].
أمّا الإيقاع عند الشعراء المحدثين، فهو "الفاعليّة التي تنتقل إلى المتلقّي ذي الحساسيّة المرهفة الشعور بوجود حركة داخليّة ذات حيويّة متنامية تمنح التتابع الحركيّ وحدة نغميّة عميقة عن طريق إضفاء خصائص معيّنة على عناصر الكتلة الحركيّة"[v]. ويعني هذا أنّ الصورة هي "إحدى الطاقات الجماليّة في عمليّة الخلق الشعريّ، وأنّها روح الشعر وأنفاسه المتلاحقة التي يبوح بها الشاعر من خلال نصّه، ويخلق بها التجديد والتفرّد"[vi]، ويرسم كلماته المشحونة بالإحساس والعاطفة وفاق ما يراه الشاعر والناقد الإنكليزي سي داي لويس (Cecil Day-Lewis/ 1904 – 1972). وأنّ الصورة الفنيّة ترتبط بالإيقاع الداخليّ للبيت الشعريّ. والإيقاع الداخليّ هو أصوات نغميّة تعتمد على حسن التراكيب وجودة الألفاظ وانسيابيّة الجمل الشعريّة التي تكتسب ترنيمها من الإيقاع فتشعر المتلقي بالاستمتاع والراحة.
وأحاول في هذا البحث، الكشف عن ماهية الصورة الشعريّة وجماليّة الإيقاع في شعر الشاعر والأكاديمي اللبناني محمد توفيق أبو علي** من خلال قصيدة "للجراحات"، وهي قصيدة مطوّلة – تجاوزت مئة سطر- من مجموعته "ضوع الياسمين" التي صدرت العام 2016 عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، في بيروت.
- الكلمات المفتاحية: ضوع الياسمين؛ الشعر الحديث؛ الصورة الشعرية؛ بنية الإيقاع
- Keywords: "dawe alyasmin"; Modern poetry; poetic image; Rhythm structure
***
* باحثة لبنانية. أستاذة دكتورة في كليّة التربية (الاختصاص: لغة عربية) - الجامعة اللبنانيّة
* Lebanese researcher. Professor at the Faculty of Pedagogy (specialization: Arabic language) - Lebanese University
** أ. د. محمد توفيق أبو علي: عميد سابق لكليّة الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية. له جمهرة من المؤلّفات في الأمثال العربية وعلم العروض ومواضيع مختلفة، من بينها "صورة العادات والتقاليد والقيم الجاهلية في كتب الأمثال العربية"، و"ضوع الياسمين".
[1] بشرى موسى صالح، الصورة الشعريّة في النقد الحديث، المركز الثقافي العربيّ، بيروت 1994، ص 2
[ii] جابر عصفور، الصورة الفنيّة في التراث النقديّ البلاغيّ، دار المعارف، مصر 1974، ص291
[iii] محمد بلوحي، الأسلوب بين التراث البلاغي العربيّ والأسلوبيّة الحداثية، مجلة التراث العربيّ، ع95، دمشق 2004، ص 82.
[iv] عبد القادر القط، الاتجاه الوجدانيّ في الشعر العربي المعاصر، وكتبة الشباب، مصر 1992، ص 291.
[v] كمال أبو ديب، في البنية الإيقاعيّة للشعر العربي الحديث، دار العلم للملايين، ط2، بيروت 1981، ص 230.
[vi] بشرى موسى صالح، م.ن..
مكتبة البحث
- المصدر:
- محمد توفيق أبو علي: ضوع الياسمين"، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، بيروت 2016.
- المراجع العربيّة:
1. ابراهيم السامرائيّ، في لغة الشعر، عمان – الأردن، دار الفكر للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1973.
2. أحمد الشايب، الأسلوب (دراسة نقديّة تحليلية لأصول الأساليب الأدبيّة، مكتبة النهضة المصريّة، القاهرة، الطبعة التاسعة، 1995.
3. بشرى موسى صالح، الصورة الشعريّة في النقد الحديث، المركز الثقافيّ العربيّ، بيروت 1994.
4. جابر عصفور، الصورة الفنيّة في التراث النقديّ البلاغي، دار المعارف، مصر 1974.
5. خليل الموسى، قراءات في الشعر العربيّ الحديث والمعاصر، اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 2000.
6. رائد وليد جرادات، بنية الصورة الفنيّة في النصّ الشعريّ الحديث، نازك الملائكة نموذجًا، مجلّة جامعة دمشق، المجلد 129، العدد 1و2، 2013.
7. رومان جاكوبسون، قضايا الشعريّة، ترجمة محمد الولي ومبارك حنون، الدار البيضاء – المغرب، دار توبقال للنشر، الطبعة الأولى، 1981.
8. رينيه ويليك وأوستن وارين، نظريّة الأدب، ترجمة محي الدين صبحي، الكويت 1972.
9. عبد القادر حسين، أثر النحاة في البحث البلاغيّ، مطبعة النهضة، مصر 1975.
10. عبد القادر القط، الاتجاه الوجدانيّ في الشعر العربيّ المعاصر، مكتبة الشباب، مصر 1990.
11. كمال أبو ديب، في البنية الإيقاعيّة للشعر العربي الحديث، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الثانية، 1981.
12. كمال أبو ديب، جدليّة الخفاء والتجلي، بيروت، دار العلم للملايين، الطبعة الرابعة، 1995.
13. لطفي عبد البديع، التركيب اللغوي للأدب، مكتبة النهضة المصرية، 1970.
14. محمد بلاسي، مكانة اللّغة العربيّة بين اللغات، مجلة التاريخ العربيّ، العدد 52، 2010 .
15. محمد بلوحي، الأسلوب بين التراث البلاغي العربي والأسلوبيّة الحداثية، مجلة التراث العربيّ، دمشق، 2004.
16. محمد جابر عبيد، القصيدة العربيّة بين البنية الدلاليّة والبنية الإيقاعية، اتحاد الكتّاب العرب، دمشق 2001.
17. محمد مندور، في الأدب والنقد، دار نهضة مصر للطباعة والنشر، 1988.
18. يمنى العيد، مجلة الكرمل، العدد 2، 1981.
- المراجع الأجنبيّة:
1. Eliot, The Waste Land, London, Marcmillan, 1968.
2. Mikhail Bakhtine: esthétique et théorie dermon,ed. Gillmard.
الحداثة عدد 195/196 - خريف 2018
ISSN: 2790-1785
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق