♦ فيوليت أبو الجلد *
-1-
تعود من موتك بقارب صغير
أنت البحّار الذي أرهق السفن بالماء،
الذي أثقل الهجران بالأغاني.
أن تحبّ من جديد
تجازف بما تبقى من دمك،
تشدّ قوس الدمع بابتسامة طويلة،
تنفق قلبك
أنت السارق الهارب من لص الى سارق،
وأنت اليد التي تمتد
اليد التي تأخذ
واليد التي تعيد.
أن تحب،
تشتعل في آخر هذا الليل
لتكتب،
تكتب من جديد.
-2-
سنرحل الى حيث يذهب الناس في الأغاني،هناك في الموسيقى
ستدمع امرأة تشبهني
يطفئ رجل قلبه،
ستشتعل البيوت والمقاهي والأزقة بنا،
نلمع على شفاه المغني،
نطرب السكارى في الحانات،
ربما ترقص عاشقة
ربما تنوح.
سنغادر كما يغادر الجمهور حفلة ناجحة
بالتصفيق والورد.
سينتهي كل شيء بوردة ذابلة،
بيد وحيدة، لا تكفي،
يد تلوح في أغنية،
في هذه الأغنية.
-3-
ها إن يدي تسقط أخيرًاالوريد تلو الوريد تلو الوريد،
ها إن لساني يذوب في مرار الصوت،
شَعري سقط دفعة واحدة
أكنسه سريعًا خوفًا على الأرض ودورانها.
هذا فمي الذي ابتسمت به طويلا
يبدو جميلا في صور مزيفة.
هذه أحضاني تشققت،
أنا الصخرة العنيدة في حقل مهجور.
ها القدمان تتحللان بطيئا
في قصائد الحب القصيرة.
ظهري يتفكك ولم يتعلم يوما
كيف يدور بخفة ويمضي.
هذي عيناي تذرفان الدمع
على كل ما تناثر مني،
بينما يضع الله رجلا فوق رجِل
منتظرًا ليمنّ عليّ برحمته،
حين لا يدان لي لتمتدا نحوه
ولا قدمان تعيداني إليّ.
-4-
لا تلمسني حين أبكي،أنا بكيت لأن أحدهم لمسني.
لأني خلف الأعين السرية لأبواب الجحيم ترددت طويلا،
وحين مسني الحب تداعيت وانهمرت.
لأني في صدأ الكلمات تواريت كثيرا،
ورحت اشيخ
حتى ابيضّت يداي،
ورحت أموت
حتى اخضرّ دمعي.