جاكلين فرنند سعد *
- نبذة عن البحث
تتصدر مشكلة الاعتداءات الجنسية، وما يصيب الأطفال منها بخاصة، اهتمام المؤسسات كافة التي تعمل في مجال حقوق الطفل في جميع أنحاء العالم. ويتّفق الجميع على ضرورة التصدي للانتهاكات ومحاربة جميع أشكال الاعتداءات على الأطفال.
مشكلة الاعتداءات الجنسية على القاصرين هي من أخطر المشكلات التي طغت على السطح في مجتمعنا في الآونة الأخيرة. وهي بمثابة قضية خطيرة يجب الوقوف عندها، والعمل جِديًّا على معالجتها من قبل كل شخص مسؤول عن سلامة الأطفال. فالمخاطر لا تختص بطبقة اجتماعية من دون أخرى، ولا طائفة من دون غيرها، ولا منطقة وحيدة، بل هي موجودة في كل مكان.
ما يساهم في تفاقم هذه الظاهرة هو محاولة المجتمع والأهل التكتم على الإعتداءات، خصوصًا في المجتمع الفلسطيني.
من هنا فإن تناول موضوع الثقافة الجنسية وطرحه للنقاش علانيةً، ممنوع، على اعتقاد مفاده أنه يمسّ شرف الأسرة (هو من المحرمات). لهذا ازدادت الأمور سوءًا يومًا بعد يوم مع ارتفاع مستمر لعدد حالات الإعتداء الجنسي حسب ما يتوافر لدينا من معلومات، رغم تستر المجتمع على هذه القضية والتكتم عليها خلف أبواب مغلقة.
حقوق الطفل يجب الحفاظ عليها بالسبل كافة، وينبغي أن تبقى مكفولة بحماية القانون. فقد يعود الازدياد إلى عدم تطبيق القانون بحق المعتدين في ظل شلل تعانيه المؤسسات الفلسطينية لغياب آليات الحماية الذاتية. هذا الشلل يُفسح مجالاً واسعاً للانتهاكات خصوصًا بحقّ الأطفال الذين يشكلون الفئة الأقل قدرة على الدفاع عن نفسها.
***
* دكتورة في قسم علم النفس - كلية الأداب والعلوم الإنسانية (الفرع الأول) الجامعه اللبنانية