Reviews: An Analytical Reading of Muhammad Ahmad Ghunaim's Book "Carving the Axe" - An Ethnographic Study of the Egyptian Village
أكنّ لمؤلّف هذه الدراسة الباحث والأكاديمي المصري د. محمد أحمد غنيم الكثير من التقدير والمودّة منذ سنوات عدّة. فقد تشرّفت، برفقة الصديق الأمين العام لـ"حلقة الحوار الثقافي"، ورئيس تحرير "مجلة الحداثة" فرحان صالح، بالتعرّف إلى شخصه المميّز بأخلاقياته ومقامه الأكاديمي والبحثي والإداري، أثناء الإعداد لمؤتمرات الثقافية الشعبية في كلية الآداب لجامعة المنصورة التي أصبحت بفضل جهوده محور انعقاد هذه المؤتمرات. وحلّ بيننا منذ ذلك الوقت خير صديق، وأفضل شريك للتعاون في إعداد العديد من الأنشطة الثقافية في هذا المجال.
كان من حسن حظّي أنّي اطّلعت على الانتاج الفكري لهذا العالم الذي ارتبط اسمه بأسماء الباحثين المجلّين في ميدان الإثنوجرافيا والأنتروبولوجيا والثقافة الشعبية. وكان هذا الاطّلاع، بالنسبة لي مصدرًا للاستنارة في إعداد مؤلّفاتي التي تتمحور حول الثقافة الشعبية اللبنانية. لذلك تراني، بعد قراءة كتابه "نحت الفاس، دراسة إثنوجرافية للقرية المصرية" الذي أثار إعجابي، من حيث مضمونه ومنهجيته وأهدافه، مندفعًا لتقديم هذه القراءة التحليلية حول ما ينطوي عليه من إسهام للتعرّف، على نحو مكثف ودقيق وشامل، إلى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والغذائية للقرية المصرية، ويعدّ هذا الاسهام إنجازًا حضاريًّا وتراثيًّا ووطنيًّا رائدًا، يأخذ في الحسبان أنّ الثقافة والتراث والهوية هي ظواهر إنسانية متداخلة ومتلازمة.
من أبرز معالم هذه الدراسة لتحقيق هذا الانجاز، من حيث علاقة الباحث بموضوعه، أنّ المؤلّف يجمع في صياغتها بين استخدامه المنهج الإثنوجرافي وتعاطفه العميق والحميمي مع البيئة القروية التي شكّلت معايشته لروح أمكنتها وزمانها ومخزونها التراثي، حيّزًا مهمًا من كيانه السيكولوجي والاجتماعي، فهو "ريفي الهوى والمنشأ"، ومعجون، حسب قوله في مقدّمة الكتاب: "بحياة الفلاحين"، "عاش فيهم ومعهم"، ويتمسّك "بحبّ قراهم"، ولهذا كان السعي من قبله، لمدّة تجاوزت العشرين عامًا، لإعداد هذه الدراسة من هواجسه، ومبتغاه، ومحطّ أمانيه البحثية. لذلك جاء هذا الاعداد من الأعمال الأقدر على فهم واقع الحياة القروية في محافظة الدقهلية، والأجدر لإعطاء صورة حيّة ووفيّة عن أنماط عيش الفلاحين في أرجائها، والإحاطة "بعناصر ثقافتهم المادية وتراثهم الحضاري".
يخشى المؤلّف أن يندثر هذا التراث مع الأيام، ويزول من الأذهان، وتنطفئ تلك العلاقة الجدلية بين أولئك الفلاحين وأرضهم وزرعهم، وتُطمس صورة قريتهم وخبراتهم المتوارثة، تحت تأثير التطوّر التقني والاجتماعي والثقافي الذي سيطر على العقول، وغيّر معالم كثيرة من وجوه الحياة القروية التقليدية.
لذلك يشكّل تسجيل هذا الموروث القروي على حقيقته من قبل المؤلّف، للحفاظ على قِدره الحضاري، وحمايته من الاندثار والضياع، الهدف الأساسي لهذه الدراسة، وذلك استنادًا إلى "ما هو موجود الآن بقايا منه"، "وقبل رحيل ما تبقّى من أربابه والقيّمين عليه".
جاءت هذه الدراسة الإثنوجرافية لتحقيق هذا الهدف الأصيل، على نحو شامل ودقيق، على هيئة الأعمال الموسوعية التي تتجاوز، من حيث إعداد محتواها، قدرة الفرد تنقيبًا واستقصاءً، وتحليلًا، وتوضيحًا، وتركيزًا، وتوليفًا. ومن المؤكّد أنّ المؤلّف احتاج لإنجاز هذه الخطوات البحثية المترابطة والمتكاملة، إلى بذل الكثير من الجهد، والتحلّي بفضائل الصبر والمثابرة. وكان لا بدّ له، في هذا السياق من عرض مضامين دراسته، من مقاربة الألفاظ والمقولات الشعبية القادرة على الإيحاء واستعادة الماضي، والاهتمام، بكلّ عناية، في استخدام المصطلحات المناسبة لهذا العرض، بحسبانها من أهمّ الركائز لتدعيم المنهج الإثنوجرافي ونجاحه، وأداة للتعبير عن المفاهيم ضمن منظومة التواصل الاجتماعي القروي.
على وجه متمّم لهذا الاهتمام استعان المؤلّف في دراسته، لتوسيع مساحة التوثيق، والحصول على أكبر قدر ممكن من البيانات النابضة بزخم الواقع، بسرديات المخبرين، وأصحاب الخبرة من أبناء القرى الذين عايشوا هذا الواقع، وقدّم كلّ واحد منهم، حسب حرفته، وباللهجة العامية، وعفو الخاطر، خلاصة تجاربه. وغالبًا ما أثرى هذا التوثيق بأمثال شعبية يردّدها القرويون، نابعة من صميم واقعهم، وحاضرة في جميع أعمالهم ومناسباتهم.
في وسعنا القول إنه يحاكي في تأليفه لهذه الدراسة "نحت الفاس"، فهو يحفر، على نحو مبدع، مادة موضوعاتها، ويقوم بتشكيلها وعجنها وخبزها على نهج مبتكر.
من الأمور المثيرة للاهتمام هو حسن اختيار المؤلّف لرسم الفلاّح حاملًا فاسه بلباسه التقليدي ليعجن أرضه، ليتصدّر غلاف كتابه، لأنّ هذا الرسم، كصورة تمثيلية معبّرة، يختصر فحوى الدراسة، ويخدم أهدافها، ويحمل مقاصد غنيّة بالدلالات التراثية؛ فالفاس هو من الأدوات الزراعية الأساسية، والأكثر دهشة بين كلّ الأدوات التي ابتكرها المصري منذ عهد قديم، كوسيلة متعدّدة المهام، في أعماله الزراعية، وقامت مقام "يده الثالثة" التي لا يستغني عنها في هذه الأعمال، وكانت السبب، كما يقال، في نسبة مصر كلّها لاسمها "كأرض الفاس". وما زالت إلى الآن رمزًا للفلاح الكادح المرتبط بأرضه، وشعارًا ساطعًا لقريته، ومن أبرز معالم ذاكرته لتفعيل خصوبة أرضه، والوعد بخيرات لا تنضب.
اللافت أنّ المؤلّف اختار عمدًا كذلك، كعنوان لدراسته، صيغة "نحت الفاس"، فأعطى بهذا العنوان، لاستخدام الفلاح لفأسه، طابع تقنيات النحت وعلامات الابتكار، أي صفة تشكيل التربة ونقشها وصياغتها على نحو إبداعي، وتحويل مادتها الخام إلى مساحة زاخرة بالحياة والخصب، ومصدرًا للرزق والعيش الكريم.
تنتظم الدراسة في أربعة فصول:
يتناول الفصل الأوّل بالبحث موضوع الأرض، كمساحة للقروي، للقيام بأعماله الزراعية، وكمجال حيوي للعيش فيه، واستمرارية حياته النامية، والشعور بالثبات والاستقرار، والانتماء إلى المكان في قلب السيولة الزمنية. ولهذا تعطي الدراسة لهذا الموضوع أهميّة علائية، وتبيّن أنّ القروي ينظر إلى الأرض نظرة مفعمة بالتمجيد والتقديس كهبة من الله، ويرتبط بها ارتباطًا وجوديًّا وعاطفيًّا، وتأخذ في وجدانه، بشكل دائم، مقام الأمومة الجوهرية. فعمله في أرجائها هو نشاطه الأوّل والعمود الفقري لحياته الاقتصادية، وغالبًا ما يرى فيها "بستانًا جزيل العطاء"، و"سياج كرامته وعزّته"، ومصدر أمل أساسي في كثير من الوجوه.
تقدّم لنا الدراسة، في إطار مقاربتها المنهجية للبحث التنقيبي عن الحياة القروية، توصيفًا شاملًا ودقيقًا عن منظومتها الثقافية والاجرائية للوضعية الزراعية التي تشغل صميم هذه الحياة، وتحرّك أنشطتها.
ويعمد المؤلّف للحصول على معطيات استقصائية متكاملة، إلى إلقاء الضوء على كافة جوانب وسياقات هذه المنظومة الواسعة الآفاق، المتشعبة المجالات. فيقوم بتعريف معالمها وتصنيفها، وتحليلها، وتحديد تسمياتها ومصطلحاتها، وبنائها الدلالي. ويقدّم كشفًا عن أصول نظام ملكية الأراضي المزروعة، والمساحات المرويّة، وطرق الريّ، وأحوال التربة وطبقاتها وأنواعها، وأزمنة حراثتها، والحيوانات المستخدمة في أعمالها، والطقس المناسب لاستثمارها، وأساليب زراعتها التي تنسجم مع طبيعة مكوّناتها، والأسمدة الضرورية لتخصيبها، وعن أنساق التجدّد الدورية لمواعيد زرعها، وحصاد محاصيلها، وقطاف غلّتها. ولدى القروي الفلاّح خبرة عريقة بالنسبة إلى مقاربة مجمل هذه الأعمال التي تشكّل مسار الدورة الزراعية، تعلّمها بالوراثة، أو عن طريق الملاحظة والاختبار، أو جرّاء الممارسة العمليّة. فالفلّاحون، كما يقال: "يُنتَجون ثقافيًّا وهم يُنتِجون مواعينهم وأرزاقهم".
على وجه متمّم لهذا الكشف عن أعمال الحياة الزراعية، تخصّص الدراسة، لدوافع إثنوجرافية، مجالًا واسعًا لتوصيف الأدوات اليدوية، والآلية المستخدمة في ممارسة هذه الأعمال وإنجاحها، وزيادة عائداتها الاقتصادية، والتخفيف من المجهود البشري في إنجازها. فهي أساسية وضرورية، ولا غنى عنها، وتعدّ، كما يقال "امتدادًا لجسد الفلاح"، والدعامة لتفعيل سيادته الثابتة على الأرض، ويشكّل تصنيعها واستخدامها لعجن هذه الأرض، مظهران متساويان للعمل والخصب والاسترزاق.
يعطي المؤلّف، في هذا السياق، عن استثمار الأرض، الكثير من الاهتمام للبنية الاجتماعية للحياة القروية الزراعية وخصائصها التمييزية. ويبيّن أنّ أهمّ ما تتّسم به تجانسها عبر العصور، وتمتّعها بقسط وافر من الحضارة الخيّرة والتبادلية في العطاء، وتمسّكها بمبادئ الحياة النامية والمنتجة، لأنّ العائلة بأكملها من الأب إلى الأم والأولاد، يتوزّعون العمل ويتقاسمونه، وهي بفضل فلّاحيها الأشداء ميسورة الحال، موفورة الغلال، متساوية الظروف ونمط المعيشة.
تعيش القرية، على العموم، حياة هادئة بسيطة، وفي حالة تناغم مع البيئة الزراعية، وتتمحور حول سدّ الحاجيات والاكتفاء الذاتي، وممارسة العادات والتقاليد السائدة، مما يضفي على أجوائها مسحة من الرضا والقناعة، والطمأنينة الزمنية. وتشكّل "روح الجماعة" إحدى قيمها الأساسية، وعلامة فارقة في ثقافتها، ونظرتها الى الحياة. ومن مظاهر هذه الروح الاحساس بالكرامة، وعزّة النفس، والشرف المهني، وكرم الضيافة، والتعاون البنّاء. ويجد القرويون في ممارسة هذه المظاهر خيرهم وصلاحهم.
يلحظ أنّ كلّ شيء عندهم يجد امتدادًا نحو الكوني والبعد الديني، إذ إنّ أعمال الزراعة عندهم تفترض، بالإضافة إلى جهودهم، "فضلًا من الله"، والانسجام مع المبادئ التي تسير عليها الحياة.
يتبدّى لنا في هذا السياق من الدراسة المخصّص لعالم الزراعة، بأنّ الفلاّح هو نجمه الساطع ورمزه الأصيل، والحارث الأمين لهويته وثقافته. ويمجّد المؤلّف هذه الشخصيّة القروية وتكريسها، ويقدّم عنها توصيفًا علائيًّا، وينسب إليها أسمى المزايا وأنبلها.
تأخذ الدراسة في الحسبان بأنّ تاريخ الحياة الزراعية في الأرياف، حافل بالتغيّرات العميقة، سواء كان من حيث مرور الوقت وازدياد الخبرة، أو بسبب تنوّع طرق الحراثة، وأساليب استثمار الأرض وريّها، واستخدام المبيدات والأسمدة، أو بفضل التقدّم في تصنيع أدوات الانتاج على الصعد كافة.
غير أنّ جوهر الأمر، بالنسبة إلى المؤلّف، يتمثّل في النتائج البالغة الأهمية لصيرورة الأدوات التي شكّلت العمود الفقري للزراعة التقليدية، وكانت تعتمد على القوّة البشرية، وتحتاج إلى مجهود بدني كبير للقيام بمهامها، وأوشكت الآن على الاندثار، وتمّ استبدالها بالآلات الحديثة التي فرضتها مقتضيات التقدّم التقني، لتسهيل العمل الزراعي، وتسريعه، ورفع مقدار إنتاجه. وكان لا بدّ لهذه الدراسة كبحث أنتروبولوجي، من تسجيل أوصاف ومقوّمات تلك الأدوات التقليدية الآيلة للاندثار، وتثبيت ألفاظها وألقابها ومصطلحاتها مع مصطلحات الحرف التي كانت تقوم بتصنيعها، وتزخر بلغة خاصة، بغية الحفاظ على هذا الموروث من الضياع والنسيان. مع الأخذ بعين التقدير أنّ هذا الموروث يشغل موقعًا مميّزًا في الذاكرة الشعبية، مثقلًا بدلالات عاطفية، وبحنين إلى الماضي وأيّامه المجيدة.
تقوم الدراسة، في فصلها الثاني، ببحث تنقيبي عن موضوع المسكن القروي، من حيث تصميمه وهندسته، ومكوّناته وأثاثه وأدواته وأوانيه، وخصائصه التمييزية. وتبيّن أنّ تشييده، كتعبير عن الحاجة الإنسانية إلى ملاذ ومكان للعيش بسلام وأمان يرتبط بالعمق الزمني التطوّري لثقافة البناء. ويتبدّى كحصيلة تراكم من الخبرات في الإرث المعماري والتقاليد المحلية، ومن سماته الأساسية أنّه ينتمي إلى بيئته الزراعية، ويخدم مصالحها، ويمثّل هويّتها، ويتفاعل مع أنشطة إنسانها.
يضع القروي بين أولوياته ومشاغله الرئيسة بناء بيت يأوي إليه، ويستره، ويعتزّ به، ويلبّي حاجياته الحياتية الاقتصادية والاجتماعية والعاطفية، ويؤمّن له الظروف الملائمة للراحة والسكينة، وسعادة الألفة، ويؤسّس فيه عائلته، ويحفظ كيانها، على أن تتناسب كلفة تشييده مع امكاناته المادية، ويرتفع حسب القواعد المشتركة والمتّفق عليها للبناء.
يتبع البيت القروي، استنادًا إلى معطيات الدراسة، فلسفة خاصة، تحمل، من حيث تصميم بنائه وتكوينه، وامتداد وحداته السكنية، مواصفات محدّدة ومشتركة بين منازل القرية، تتّسم بالبساطة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالوظيفة الاقتصادية للعائلة الزراعية كانت أم الرعويّة، أو كليهما معًا، لذلك ضمّت تلك المنازل، بالإضافة إلى غرف المعيشة والمطبخ، مخزنًا للمحاصيل الزراعية، ومساحة لحفظ الأدوات الزراعية، ومكانًا لتربية المواشي والدواجن.
من العوامل المهمّة التي أدّت إلى هذا التصميم المعماري، على هذا النحو، من توزيع الأماكن، أنّ البيت القروي يرتبط بجدلية تأليفية مع محيطه الجغرافي الحافل بالمزارع والمراعي، ويشكّل عالمه الداخلي امتدادًا لعالمه الخارجي، أيّ أنّه، كما يقول المؤلّف: "حاصل تفاعل الثقافة والمكان"، "وانعكاس تفاعل صادق بين أنشطة القروي الزراعية ووضعيته السكنيّة"، "ويحمل هندسة شعب وليس هندسة حكّام".
تقدّم الدراسة في إطار الشرح والتفسير عن أعمال بناء هيكل البيت من الخارج، ورفع أجزائه الداخلية، توصيفًا دقيقًا للأدوات والصناعات التي تقوم بتشغيل هذه الأعمال. وتركّز، على نحو خاص، على تحديد طبيعة المواد التي تستخدم في ورشة تعمير البيت القروي، وتفاصيل استخراجها، وتصنيعها، وكيفية البناء بها، وتبيّن أنّ أكثر هذه المواد، يأتي من البيئة المحلّية، ومردّها التربة المصرية من الأنواع المتعدّدة للطين والطوب اللبن. وكان استعمال هذه الأنواع علامة مميّزة لمنازل الريف المصري، ونهجًا يتوافق مع بيئتها الطبيعية، وانعكاسًا للحياة قديمًا.
من عادات القرويين التي تتّسم بالحسّ الاجتماعي وتسير بوحي العرف التعاضدي، الوقوف إلى جانب بعضهم البعض للمشاركة في أعمال بناء منازلهم. ومن بركات هذه المشاركة الحميدة الشعور بكيل أعظم من المودّة والتعاطف والتقارب.
من الطبيعي أنّ يلجأ القروي، بعد بناء مسكنه، إلى تجهيزه بالأثاث وبالأدوات التي تغطّي احتياجاته الأساسية. ومن الأولويات مَدّه بالمفروشات المصنوعة عادة من أنواع الأخشاب الطبيعية، والمنسوجات المصنوعة من القطن والكتّان والصوف، وبعض الأغراض المصنوعة من الحديد والنحاس، أو الفخّار أو الخزف.
أمّا من حيث تصنيع هذا الأثاث، وما يضمّه من مفروشات وأدوات وأواني، فتقدّم الدراسة عنه شرحًا مفصلًا، ومن المهمّ، بالنسبة إلى القروي أن يكون هذا التصنيع متقنًا ومتينًا، ويلبّي حاجيات أسرته التي يعمل أفرادها في ميدان الزراعة، ويحملون ثقافة الفلاحة ومتطلّباتها ومشاعرها.
يمتاز ديكور بيت القروي، على العموم، بأنّه عملي وبسيط، وذو كلفة بسيطة كذلك. ويعطي انطباعًا، من حيث خاصياته الفنيّة، بأنّه يندمج مع وضعية المسكن وتصميمه، ويحمل ألوانًا دافئة توحي بالهدوء والسكينة، ويتلاءم مع أجواء البيئة المحليّة، ويتوافق مع عاداتها وتقاليدها الموروثة وقيمها السائدة.
المنزل القروي ليس مساحة داخلية وأثاث وأدوات للمعيشة فحسب، بل هو عالم حافل بالعلاقات الاجتماعية الطيّبة، ويتّسم، على نحو خاص، بكرم الضيافة والترحيب بالزائرين، والاحتفال بالمناسبات والأعياد. وهي عادات درج عليها المصريون بشكل عام، وأهل القرى بشكل خاص باعتبارها من الواجبات الأصيلة.
تتبّع الدراسة، في هذا الفصل، بالتحليل السوسيولوجي ما يشهده الريف المصري، في الحقبة المعاصرة من تغيّرات بنيوية ومتلاحقة، على صعيد معيشة القرويين وسلوكياتهم. وطالت هذه التغيّرات وضعية بناء منازلهم وأثاثها وأدواتها وأوانيها، وتبدّت، أكثر ما يكون، بالعزوف تدريجيًّا عن العمارة القروية التقليدية، واستبدالها بالمسكن الحديث. فبيوت الطين، العلامة المميّزة للريف المصري، وما تحمله من دلالات زراعية، وقيم جماليّة، يهدّدها الانقراض، والتخلّي عن هويّتها التراثية التي تعدّ من أهمّ عوامل الشعور بالانتماء، وارتباط الإنسان ببيئته. كما تمّ التخلّي تدريجيًّا عن المجودات التقليدية لتلك البيوت، وحلّ محلّها الطرز الغربية، واستخدام الأدوات والأجهزة الكهربائية الحديثة. وهكذا تحوّل المسكن القروي من منزل منتج، إلى منزل مستهلك، ومتهافت على الأشياء الجديدة.
يخصّص المؤلّف دراسته في الفصل الثالث لموضوع الطعام القروي، ويعطي لتوصيف معالم هذا الموضوع وتحليله، بأبعاده المادية والبيولوجية والثقافيّة، اهتمامًا استقصائيًّا وأنتروبولوجيًّا مكثّفًا، بغية الكشف عن خصوصية منظومته الغذائية، كناقل حقيقي للهويّة الاجتماعية أو الاتنولوجية، إذ غالبًا مــا يشكّل الطعام "الجسر الواصل بين الطبيعة والثقافة".
نجد في هذه الدراسة وصفًا مفصّلًا عن العمليات المتعلّقة بالحصول على المكوّنات الأساسية والإضافيّة التي تدخل في إعداد أصناف الطعام القروي، ومصادرها وكميّاتها، وعناصرها الغذائية المتنوّعة، والخطوات المترابطة والمتكاملة لطهيها، وتقديمها وتناولها، والأدوات والأواني المستخدمة في مراحل تحضيرها كافة، والصيغ والأساليب لتطييبها. وتفيدنا الدراسة كذلك عن عدد وجبات القروي اليومية، ومواعيدها ونظامها، وأسماء أطباقها وحلوياتها المختلفة، وكيفية جلوس أفراد العائلة على موائدها.
كان هناك دائمًا، بالنسبة إلى القروي، أكلات دارجة مشهورة ومفضّلة، وأكلات عاديّة، منها ما هو سهل التحضير، ومنها ما يحتاج لساعات لإعداده. وهناك فرق كبير من حيث هذا الإعداد بين المسلوق والمشوي والمقلي والمحمّر والمطبوخ، أو من حيث الفروقات في مهارات الطبخ والخبرة في التعامل مع الأدوات والوصفات وتقنيات الطّهي، والمؤثرات الذوقية. وتؤدّي المرأة، كسيّدة للبيت، دورًا كبيرًا في التعامل مع هذه الفروقات، وفي تحويل مواد الطعام إلى منتج صالح لتناوله والاستمتاع بتذوّق أطباقه لتغذية أفراد أسرتها، والعناية بصحتهم البدنية والنفسية، ومن أقوالهم في هذه العناية: "الحبّ هو أساس الطعام الشّهي".
تتبدّى المأكولات في القرية كمرآة تعكس، من حيث مكوّناتها، ما تقدّمه بيئتها من منتجات زراعيّة ورعوية وتربية المواشي والدواجن. ولهذا فإن هذه المأكولات، من الناحية الزراعية، تحفل بالخضروات والبقول والحبوب والفاكهة.
ومن المستحب أن تُستهلك هذه المواد في مواسمها، وقد تؤكل طازجة أو مطهية أو مجفّفة. ويحرص القروي أنّ يجهّز بيته بها أثناء فترة الحصاد أو قطف الغلال. أمّا، من الناحية الرعوية وتربية المواشي والدواجن، فإنّ هذه المأكولات تزخر كذلك باللحوم ومنتجات الألبان والأجبان والبيض.
يعدّ الخبز، في كلّ الأحوال، "سيّد الطعام"، والمكوّن الرئيس لوجبات القروييّن، ومن دونه لا يشعرون بالشّبع، لهذا يرتبط اسمه عندهم باسم "العيش"، أو البركة أو "النعمة"، ويحيطونه بهالة من التقديس وعلامات التكريس.
هكذا يظهر المطبخ القروي، بفضل تعدّد مصادره ومكوّناته، حافلًا بالتنوّع، وقابلًا لتشكيل أطباق مختلفة، لكنّه من حيث الصنعة فهو بسيط، وليس فيه الكثير من الفنّ والابداع والتفرّد، يقتصر على الشائع والمألوف بين القرويين. ويتّسم، على العموم، بالمحافظة على أساليبه الشعبية التقليدية.
يتوقّف اختيار القروي لطعامه على جملة من الدوافع التي تعدّ الكلفة والوفرة وسهولة الحصول عليه، وسرعة تحضيره من أهمّها. وكلّ واحد، حسب قول المؤلّف: "بياكل على حسب صحّته وعافيته وقوّة جسمه".
المأكولات، بالنسبة إلى القرويين، مليئة بالقيمة الغذائية، ولا بدّ من تناولها للحفاظ على البقاء، والعناية بصحّة الجسد وعافيته، لكنّها، من منظور طبّهم الشعبي، فإنّها تحتوي على فوائد تصلح لمعالجة بعض الأمراض. واللافت أن تلك المعالجة اتّخذت أحيانًا في ممارساتهم طابع المزاعم وتوجهات اعتقادية خرافية موروثة.
يفضّل القروي الأكل مع الجماعة، ويحترم قواعد الآداب المستخدمة في تناوله. ويتمسّك أكثر ما يكون بتناول وجبات طعامه بحضور أفراد أسرته، وفي مواعيد معيّنة، حيث إنّ هذا الحضور يؤدّي دورًا أهمّ من التغذية، فهو يُسهم في تعزيز الرباط العائلي، والشعور بالانتماء إلى البيت، ويرسم لقيم المشاركة والمساواة والمودّة.
الطهو، في الدراسة، ليس مجرّد وسيلة لتحضير الطعام، بل شكل من التعبير الاجتماعي، ويحمل العديد من الدلالات الرمزية، فهو يعكس، من حيث مكوّناته ونوعيته وكميّته، مكانة العائلة في البناء الاجتماعي، ويتبدّى كمؤشّر طبقي واقتصادي وثقافي.
يتمسّك القرويّون في هذا السياق من الاعتبارات المعنوية للطعام، بكرم الضيافة وآدابها وواجباتها، وهي صفات موروثة جيلًا بعد جيل مستدمجة في سلوكيّاتهم. وأفضل ما يكرّم به الضيف عندهم هو دعوته، مع وافر عبارات الترحيب، إلى تناول المأكولات الفاخرة في منازلهم. ومن شأن هذه الدعوة أنّها تسهم في تعزيز روابط المعايشة بينهم، أو ما يسمّى "قرابة الملح" أو "الممالحة"، وهي من أشدّ الروابط الاجتماعية متانة وديمومة.
من المظاهر الساطعة لمكانة الطعام، في الدراسة، أنّ تقديمه واستهلاكه يُلازم المناسبات القروية المشحونة بالمعاني والعواطف والقيم الاجتماعية والاعتقادية: كالأعياد الدينية، والأفراح، والأتراح، والولائم العائلية، والمواعيد الموسمية. ويخصصون لكلّ من هذه المناسبات أكلات خاصة كأنّها توأم لها، يتماهى أهل القرية معها، ويعدّونها، من حيث خصوصية موادها وطهيها ورمزيتها، جزءًا من هويتهم وعنوانًا لتراثهم والتزامهم بتقاليدهم ومعتقداتهم. ومن سمات هذه الاحتفالات، الحافلة بفرحة المأكولات، أنّها توحّد مشاعرهم، وتدعم عوامل التكاتف والمشاركة والتعاضد فيما بينهم.
على وجه متمم لهذا التوصيف الشامل والدقيق للمنظومة الغذائية في القرية، ترصد الدراسة التغيّرات التي طرأت على هذه المنظومة التقليدية في الحقبة المعاصرة. وتبيّن أنّ هناك محاولات من التطبيع التكيّفي بينها وبين المآكل الحديثة الدخيلة عليها. وهكذا فإن طبخات قديمة كانت شائعة أصبحت أقلّ انتشارًا، وأنواع أخرى في طريقها إلى الزوال، وظهور أصناف جديدة من الأطعمة المشهورة مصريًّا أو عربيًّا أو عالميًّا.
تتطرّق الدراسة، في فصلها الرابع، إلى موضوع الأسواق الشعبية التي تنتشر في محافظة الدقهلية، وتشكّل نموذجًا لعمليات البيع والشراء في الأرياف المصرية. ويتبدّى لنا أن المؤلّف يعطي لهذه الظاهرة المتشعّبة المجالات والعلاقات المتشابكة اهتمامًا كبيرًا. ويعدّها، على ضوء علم الأنتروبولوجيا الاقتصادي، حدثًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا بالغ الأهمية، ومكوّنًا محوريًّا من مكوّنات البيئة القروية يمكن التوصّل، عن طريق دراسته، إلى التعرّف على فعاليات أنشطتها التجارية والتسويقية وبنائها الاجتماعي.
أهمّ ما تكشف عنه الدراسة أنّ أجواء الأسواق الشعبية، بوجهيها الاقتصادي والاجتماعي، تزخر بنكهة الموروث الشعبي، وتتّسم، على العموم، بالبساطة والعفوية في عملياتها التجارية، وتعكس في هذا السياق وجهًا من وجوه العادات والتقاليد والثقافة القروية. وتؤدي دورًا في الحفاظ على بعض معالم التراث المحلّي، وتعزز ديمومته. ولا بدّ، بالنسبة إلى المؤلّف، من تسجيل أصالة هذا الدور كمعلم من معالم الحفاظ على ذاكرة المكان ومآثر سكانه الحياتية.
تعرّف الدراسة السوق الشعبي بأنّه عبارة عن مكان محدّد يلتقي فيه البائعون والمشترون لتبادل السلع والخدمات، ويتيح لعامة الناس الحصول على حاجياتهم بأسعار رخيصة. ويصح القول كذلك إنّ هذا المكان هو "ميدان استعراض القوى المنتجة"، أو "منصّة للمزارعين والحرفين والتجّار المحليين لعرض منتجاتهم وبيعها بشكل مباشر للمستهلكين".
يتمّ التركيز في هذا المجال على الدور الوظيفي الذي يمثّله هذا النوع من الأسواق على صعيد التفاعل الاقتصادي المناطقي، فهو ينمّ عن حركة زراعية ناشطة، وعن صناعة حرفية أو تقنية مزدهرة، وعن تواصل تجاري مباشر ودينامي متجدّد، وعن قوّة جذب للمنتجين والمستهلكين على السواء.
لذلك فهو يشهد غالبًا رواجًا كبيرًا من قبل أهالي القرى المجاورة لموقعه، ومن ذوي الدخول المتباينة. ومن الأهمية بمكان أنّ هذه الأسواق تسهم في إنعاش اقتصاد المجتمع المحلي، وتسويق منتجاته الزراعية والرعوية والحرفية، وتعزّز إمكانات تنميته واستدامته. وكلّ ذلك محفوز بالصور الدينامية للواقع المعيشي.
تقدّم الدراسة، للكشف عن فعاليات هذا الدور الوظيفي للأسواق الشعبية، صورة تفصيلية دقيقة عن خصائصها التمييزية في محافظة الدقهلية. وتشير إلى جغرافيتها، والأمكنة المناسبة لانعقادها، ومساحتها، وأحجامها، وأنواع البيع فيها، وأقسامها، وخدماتها، وتأجير منصّاتها، وهيكلها التنظيمي، ومواعيد إقامتها، وتصنيفها الزمني، وتشكل مجالها العام، وآليات عملها، وطرق عرض البضائع لتسويقها، وكيفية تحديد الأوزان المستخدمة، وأسعار السلع على أنواعها، ومشهد سلوكيات الناس وسردياتهم في أرجائها. ويتم كلّ ذلك وفق قواعد وأعراف محلّية متواترة من أحكام وضوابط موروثة.
أمّا بالنسبة إلى معروضات الأسواق الشعبية وتقديماتها، فإنّها تتضمّن، على العموم "كل ما يخطر على البال" من احتياجات الزائر اللاّزمة لمعيشته، وتلبّي رغباته. وغالبًا ما تكون المنتجات الزراعية والحيوانية في تلك الأسواق من مصادر محلّية.
من بين أهمّ الدوافع التي تشدّ سكان القرى إلى أسواقها الشعبية أنّها توفّر، للفئات الفقيرة منهم والمتوسطة الحال، منتجات وسلع متنوّعة، ذات أسعار مدروسة تناسب قدرتهم الشرائية، وعاداتهم الإنفاقيّة. ويتمّ عادة تحديد تلك الأسعار تلقائيًّا بناءً على العرض والطلب، أو بناءً على جودة المنتجات، مما يساعد السوق على العمل بشكل صحيح.
قد تتعرّض منصّات السوق لبعض التقلّبات في الأسعار، وذلك إمّا بسبب التفاعل المباشر مع الباعة، ممّا يعطي فرصة للمشترين للمساومة والتفاوض معهم على قدر تلك الأسعار، أو بفضل المنافسة ومناورات المضاربين والوسطاء والرغبة بتصريف السلع.
أهمّ ما تلاحظه الدراسة في هذا المسار من العمليات التجارية، أنّ الاسواق الشعبية ليست مجرّد مكان يقصده أهالي القرى للبيع والشراء فحسب، بل هو شبكة من العلاقات الاجتماعية المتداخلة بين المشترين والبائعين، والمنتجين، ولا تقلّ أهميّتها عن تفاعلهم الاقتصادي، وتفسح في المجال أمامهم "لتماذج قلوبهم، وتقارب عقولهم"، والتعرّف على عادات وتقاليد وأعراف بعضهم البعض، وإمكان بناء روابط اجتماعية ودّية وائتلافية.
تبيّن الدراسة كذلك أنّ الأسواق الشعبية، في الحقبة المعاصرة، قدّ تغيّر الكثير من معالمها، واتّخذت صورة متجدّدة، وتشهد، بفضل حيويّتها ومرونتها، حالة من التطوّر والتكيّف مع ظروف التنمية الاقتصادية، وتقدّم التكنولوجيا، وتحوّل الأذواق والرغبات، وتبدّل التوجّهات الاستهلاكية والتسويقية لدى أهالي القرى.
في الخلاصة، إنّ هذا الكتاب "نحت الفاس" هو أكثر من دراسة، وأبعد من استقصاء، أو استطلاع، أو بحث تنقيبي، أنّه يحمل في خلفيته الأساسية، بالإضافة إلى قدره العلمي كدراسة إثنوجرافية إبداعية تلقي الضوء على كيان القرية المصرية، ماضيًا وحاضرًا وتوقّعات للمستقبل، أكثر من رسالة للقارئ تدعم عوامل الاستنارة والاستفادة من مضمونه، وتتوخّى العديد من الغايات الوطنية والحضارية والتراثية، إنّه يأتي كاستجابة لقلق عميق لدى المؤلّف "بوجود أزمة عالمية تهدّد بقاء الريف كما نعرفه، وبقاء الفلاحين كما نعرفهم كعنصر خلاّق لمفهوم الريف". لهذا فإنّ هذه الدراسة، بدافع الأمانة للموروث القروي المجيد، تتولى مهام تسجيله بحرص شديد، "للحفاظ عليه"، قبل فوات الأوان، من اندثاره وضياعه، وتقديمه للناس كتراث وطني بالغ الأهمية والحق بالتقدير.
تنطوي فصول الكتاب كلّها مجتمعة توجّهًا لرفع عظيم الشكر والتكريم وعرفان الجميل إلى حاملي الفأس لنحت التربة وإخصابها، إلى أولئك الفلاحين الطيّبين الأشدّاء، الوجه المشرق لمصر، الذين عايشوا تراث القرية، وكانوا مصدر خير وعطاء، وعنوان إبداع وابتكار، وعملوا على صيانة هوية بيئتهم وحفظ مقوّماتها الانتاجية والجمالية.
يشكّل الكتاب من حيث منهجيته وقدرته التفسيرية والوصفية، وسعة اطلاّعه، وأمانته العلمية، خير نموذج ومرجع يهتدي به الباحثون في مجال الاثنوجرافيا والأنتروبولوجيا والمأثورات الشعبية. والمغزى الأهم أنّه يوجّه دعوة إلى الأجيال الطالعة التي لم تنهل من التراث القروي، للتّعرّف إلى جذور هذا التراث، وأصالته، ومعالمه، وَقِدره، لتعزيز ثقافة انتمائهم إلى الأرض والوطن.
شكرًا د. محمد غنيم على هذه الدراسة التي تحمل مجمل هذه المحاسن والرسائل والغايات الارتقائية، فالأقلام خُلقت للكبار، وهم الذين يصنعون أمجاد أوطانهم.
***
* باحث وأكاديمي لبناني. بروفسور في الجامعة اللبنانية، له أبحاث ومؤلفات منشورة في مجال اختصاصه الاجتماعي والفلسفي. كذلك فاز بجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عن كتابه: "أمثالنا العامية - مدخل إلى دراسة الذهنية الشعبية» في العام 1998.
* A Lebanese researcher and academic. A professor at the Lebanese University, he has published research and books in his fields of social and philosophical specialization. He also won the Kuwait Foundation for the Advancement of Sciences Award for his book: "Our Colloquial Proverbs - An Introduction to the Study of the Popular Mentality" in 1998.
***
الحداثة (Al Hadatha)
ربيع 2025 Spring
العدد: 235 ISSUE
مجلد: 32 .Vol
ISSN: 2790-1785
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق