مجلة الحداثة Al Hadatha: مصطلحات الرفض للتراكيب النحوية في "البحر المحيط" لأبي حيان الأندلسي

مصطلحات الرفض للتراكيب النحوية في "البحر المحيط" لأبي حيان الأندلسي

♦ زاهد حميد عبيد *

نبذة عن البحث

يعالج البحث كيفية استعمال أبي حيّان الأندلسي (أو: الغرناطي/ 654 - 745هـ/1256 – 1344م) لمصطلحات: "القلّة – الضّرورة – الشّاذ – غير الجيد – الضّعيف – لا يجوز – لا يقاس عليه – ليس بشيء، وغيرها من المصطلحات"، في كتابه "البحر المحيط". ويلحظ البحث ما في هذه المصطلحات من توجيهات من الجانبين: السّلبي والايجابي.

وقد سعى الباحث في التعليق عليها، وبيان مقدار[i] الضّعف الحاصل بها، وسعة إطلاقها على النّصوص القرآنية، مع اكتشاف تراكيب قرآنيّة تولّدت منها قواعد نحويّة، رفضها جمهور النّحويين وأيدهم فيها أبو حيّان الأندلسي، وسعى إلى اثباتها، على الرّغم من وجود النّص القرآني المثبت لها، وهذا يعني توسّع القاعدة النّحوية، وإضافة جديدة لما تمّ تقعيده.

- الكلمات المفاتيح: علم النّحو، أبو حيّان الأندلسي، المصطلح، البحر المحيط، التّراكيب

***

سار العلّامة أبو حيّان الأندلسي في رفض التّراكيب النّحويّة وفق مصطلحات، كانت تميّزه عن غيره، ولا يخفى وجود التّشابه مع غيره من النّحويين، إذ عبّر عن رفضه للقاعدة النّحويّة الواردة في التّراكيب القرآنية بهذه المصطلحات؛ لذلك سعى الباحث في إبراز هذه المصطلحات، وبيان الشّواهد النّحويّة عليها، مع الاستشهاد بالنّحويين والمفسّرين الذين قبلوا القاعدة النّحويّة في مقابل رفض أبي حيّان لها.

إنّ شخصية أبي حيّان غنيّة عن التّعريف، فلم يُخفَ اسمه ونتاجه العلمي عن السّاحة اللغوية، وخلّف العديد من الكتب اللغويّة التي لا تزال تحتاج إلى دراسات متعددة، ويتصدرها تفسيره "البحر المحيط" الذي يُعدّ بحقّ اسمًا على مسمّى، فهو بحر بحقيقته، محيط بكلّ المواد اللغويّة وغير اللغويّة، سواء في المجال الصّرفي أو الصّوتي أو النّحوي أو المعجمي، زيادةً على الجوانب البلاغية التي تفوح من بين النّصوص القرآنيّة التي يتناولها.

وقد اتبع أبو حيان الأندلسي لتفسير "البحر المحيط"، طريقًا ومنهجًا في كتابة هذا الكتاب، فرصدنا تلك الجوانب التي سيطرت على كتابه، بأسلوب غني في كلّ مسائله لا بعضها، لذلك ارتأى الباحث أن يسردها بالدّقة مستشهدًا على تلك الجوانب بالأدلة من داخل كتابه.