♦ فاديا نعيم حلال *
نبذة عن البحث
يعالج هذا البحث مسألة "السياسة الدفاعية في لبنان"، وفقًا لرؤية الحكومة اللبنانية التي حاولت وضع مخطط لهذه السياسة لأول مرّة في لبنان مع رئيسها صائب سلام (1905 – 2000) العام 1970 الذي أعلن أن محاولة الحكومة هذه قامت على "التخطيط للمستقبل تخطيطًا علميًا، استندت فيه إلى دراسة مستفيضة خلصت بها إلى وضع سياسة دفاعية انبثقت عنها خطة خمسية تتوخى منها تعزيز قدرة الجيش وتأهيله لما يُطلب منه من مهمات فلا تبقى البلاد عرضة لكل طامع". وقد اعتمد البحث في العرض والمعالجة، على محاضر جلسات مجلس النواب بتاريخ 1971 و1972، والبيانات الصادرة عن الحكومة آنذاك.
الكلمات المفاتيح: لبنان، السياسية الدفاعية، التاريخ الحديث، صواريخ الكروتال
***
لطالما أوردت الحكومات اللبنانية المتعاقبة في بياناتها الوزارية، عزمها على تقوية الجيش ووضع سياسة دفاعية؛ أولى هذه المحاولات كانت مع حكومة الرئيس صائب سلام، كونه سابقًا كانت السياسة الدفاعية في عهدة القيادة العربية الموّحدة التي كانت تتولى ميثاق الدفاع المشترك، بالإشتراك مع القيادة العسكرية اللبنانية.(1) تشكلت حكومة سلام بتاريخ 13/10/1970 واستقالت في 10/5/1972، وتولى فيها حقيبة وزارة الدفاع إدوار صوما، ثم إلياس سابا بالتكليف. وأُعيد تكليف سلام لتشكيل حكومة جديدة بتاريخ 27/5/1972، تولّى فيها وزارة الدفاع الأمير مجيد أرسلان.(2) غير أن هذه المحاولة لم ترق إلى مستوى "سياسة دفاعية"، بل هي أقرب إلى "خطة دفاعية" لا أكثر. ولا يزال الخلاف بين اللبنانيين قائمًا حتى يومنا الحاضر حول مفهوم "السياسة الدفاعية" وأية سياسة دفاعية نريد؟ ناقش مجلس النواب اللبناني في جلسته المنعقدة بتاريخ 26 آب 1971 من العقد الاستثنائي الأول، مشروع القانون المحال إليه بالمرسوم رقم 1358 من قبل الحكومة، والمتعلق بالإجازة لوزارة الدفاع الوطني – قيادة الجيش العليا – بأن تعقد الصفقات اللازمة لتحقيق خطة التسلّح الخمسية، تمكينًا للجيش للقيام بواجباته في صدّ أي عدوان يتعرض له لبنان وحدوده، وذلك ضمن حدود مالية هي 200 مليون ليرة لبنانية، على أن ترصد هذه المبالغ في الموازنات العامة اعتبارًا من سنة 1971 ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق