طفل الروضة في ظل التعلم من بعد

د. جوزفين مطر josephine Mattar - مجلة الحداثة

جوزفين طنوس مطر *


Kindergarten child in light of distance learning
- Dr. Josephine Matar

مستخلص


تعدّ مرحلة الطفولة من أهم المراحل في تكوين شخصية الطفل؛ فهي مرحلة تكوين وإعداد، ففيها ترسم ملامح شخصية الفرد مستقبلًا، وتتشكل العادات والاتّجاهات، وتنمو الميول والاستعدادات، وتتفتّح القدرات وتتكوّن المهارات وتُكتشف.
وتمثّل القيم الرّوحيّة والتقاليد والأنماط السّلوكيّة، ويتحدّد خلالها مسار نموّ الطفل الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والوجداني طبقًا لما توفّره البيئة المحيطة بعناصرها التربوية والصحية والاجتماعية فيجب تهيئة هذا كلّه لتحقق التربية المتكاملة للطفل لينمو بطريقة سوية. (لبابنة، 2010)
يبدو من المفيد لتحقيق هذه التربية المتكاملة الالتفات إلى حاجات ومتطلّبات خاصة بطفل الرّوضة، فقد حظيت مرحلة الطفولة المبكرة باهتمام كبير من المربّين وعلماء النّفس والفلاسفة منهم الفيلسوف روسو (Rousseau) الذي أجاد التكلم على الطفولة المبكرة، وعلى حرية الطفل ومراعاة احتياجاته ومتطلباته.
يُذكر أيضًا التربوي فروبل وماريا مونتسوري (Montessori & Froebel) اللّذين أنشآ دور رياض الأطفال، وعنت بتقديم العناية والرعاية لهم، إضافة إلى تعليمهم المبادئ الأساسية عن طريق اللعب، مع الاهتمام بتنمية الطفل جسميًّا وعقليًّا وانفعاليًّا. (خلف، 2005)
من هنا يأتي دور البيئة التعليمية الغنية بالمثيرات التي تحثّ الطفل على حبّ الاكتشاف والتعلّم ودور الأنشطة المتنوعة التي تراعي الخصائص الفردية لكل طفل وتراعي أنماط التعلم المختلفة (سمعي، بصري، لغوي، حركي، رياضي منطقي أو رياضي اجتماعي حسّي) (محمد، 2014، ص135) كما تعمل على مراعاة الطريقة البنائية التي تقوم على المناهج الحديثة وتساعد على إثارة الطفل وزيادة مشاركته (المالكي، 2014، ص633). إضافة إلى ذلك، إنها تلبي حاجاته للعب وتوفر له الألعاب بأنواعها بحيث يشعر بالحرية والراحة أثناء وجوده في دور الأطفال (الناشف، 1997).
توفر هذه البيئة التعليمية المتطلبات الأساسية للنمو المتكامل والسليم للطفل. وهذا ما تسعى أن تقدّمه كل دور أطفال في العالم عمومًا ولبنان خصوصًا.
لكن مع انتشار فيروس كورونا، تغيرت نواحٍ كثيرة في يومياتنا والتعليم. ولأنّ فيروس كورونا المستجد حصل فجأة من دون مقدمات، تمّ في عدّة دول ومنها لبنان جعل التعلم الحضوري تعلمًا من بعد لجميع المراحل ومن ضمنها رياض الأطفال التي تعدّ مرحلة تأسيسية تعتمد بشكل كبير على المحسوسات.
ولا شك أنه للانتقال من بيئة تعليمية وجوهية إلى بيئة تعليميّة آلية افتراضية، تبعات على الوسائل والأدوات التعلمية وبالتالي على الأسلوب التعليمي. باختصار تبعات على قدرات طفل الروضة ومهاراته.

***

* باحثة لبنانية، حائزة شهادة دكتوراه في التربية من الجامعة اللبنانية


ISSN: 2790-1785

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ترحب مجلة الحداثة بالتعقيبات أو التصويبات أو التعليقات على ما ينشر فيها من أبحاث ودراسات، وتنشرها بحسب ورودها.
Al-Hadatha Journal welcomes any comments, corrections, or comments on the research and studies published in it, and publishes them as they are received.