♦ هلا رشيد أمون *
نبذة عن البحث :
يقترن عادةً تعريف الفلسفة، بأنها لصيقة بالبحث عن الحكمة والمعرفة ومطاردة الحقيقة، ويقترن عمل المفكر أو الفيلسوف، بصناعة السؤال واتقان حِرفة الاستفهام. ولعل الوظيفة الجوهرية لكل فكر أو فلسفة هي الكشف عن معضلات الواقع وأزماته، والقيام بنقدها نقدًا واعيًا ينفذ إلى مكنوناتها، لمعرفة أسرارها وقوانينها، ومن ثم العمل على إزاحة تلك المعضلات وتغيير الواقع.
يقال إنّ أزمة الفلسفة في القرن الواحد والعشرين هي أزمه عميقة، لأنّ ما تمّ إنجازه منذ العقد الأخير من القرن العشرين، وحتى اليوم، قد فاق بأضعافٍ ما أنجزته البشرية بأسرها منذ نشأتها الأولى، ولاسيما على صعيد التكنولوجيا والمعلومات والاتصالات ومجالات الهندسة الوراثية والذكاء الاصطناعي الذي قد يؤدي إلى سيطرة الآلة على الحياة البشرية، والنانو تكنولوجي (العلم الذي يهتم بدراسة معالجة المادة على المقياس الذرّي والجزيئي: النانومتر هو جزء من المليون من الميليمتر) وغيرها من الاكتشافات. وفي زحمة هذه الثورة العلمية، لا شك في أنّ مهمة الفيلسوف قد أصبحت صعبة للغاية، ذلك أنه بالقدر الذي تتسارع فيه خطوات العلم، يكون على الفيلسوف اللحاق بتلك التطورات من أجل صياغة نظرياتٍ فلسفية جديدة للكون والمجتمع على أساسها.