♦ نجوى رياض إبراهيم الحسيني *
نبذة عن البحث
تُعدّ النقود من أهم المصادر التاريخية والأثرية والفنية، فهي توضح اسم الدول التي سكتها وفق أنظمتها ومقاطعاتها وأسماء الحاكمين والخلفاء والسلاطين والملوك والوزراء، وأسماء المشرفين على السكة وسنوات حكم الأباطرة، فالنقود تعطي معرفة بتاريخ السك ومدينة السك، وبوسع الباحث أن يفهم تكوين معادنها وأوزانها وأصنافها، ومن ثم الحياة الاقتصادية المبنية عليها هذه الدولة أو تلك. فمنذ أن ظهرت النقود في "ليديا" *(Lydia) خلال القرن السابع قبل الميلاد وهي مرافقة لكل تبدل سياسي أو اقتصادي أو حتى إجتماعي في مدينة ما أو دولة ما. فالفرس عرفوا سك النقود عندما احتلوا ليديا العام (546 ق.م) على يد قائدهم قورش.
أما المدن الأوروبية فقد انتقلت صناعة سك النقود إليها من خلال المدن اليونانية التي كانت تصدّر بعض العملات بعد أن تعرّفت إليها من خلال احتكاكها مع الليديين حيث أن الجزر اليونانية أصدرت نقودًا تحمل صورة سلحفاة، أما أثينا فقد أصدرت نقدًا يحمل على الوجه صورة الإلهة أثينا وعلى الظهر فقد حمل النقد طائر البوم، وحروف ترمز إلى أثينا وغصن الزيتون.
بعد ذلك انتشرت صناعة النقود في أرجاء المعمورة كافة، واتخذت كل دولة أو مدينة كبيرة شعارًا معينًا نقشته على نقودها؛ ففي فلسطين سكت النقود خلال القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد في مدينة غزة بالحروف الفينيقية، حيث حملت تلك النقود اسم مدينة غزة، وعند انتصار الإسكندر في معركة إيسوس عام (333 ق.م) سك نقوده في العديد من المدن من معدني الذهب والفضة، وقد حملت على الوجه صورته، أما الظهر فقد حمل صورة للإله زيوس وهو جالس على كرسي ويحمل بيده اليمنى نسرًا، وفي يده اليسرى يحمل الصولجان.
أما بالنسبة لمدينة القدس فقد تمت مرافقة التغيرات السياسية والاقتصادية فيها من خلال العملات المتداولة خلال مختلف العصور سواءً في العصر الهلينستي أو العصر الروماني أو العصر البيزنطي أو العصر الإسلامي.