جنان حشاش *
نبذة عن البحث
يسعى هذا البحث إلى إلقاء الضوء على "استخدام برنامج تدخّل "RTI"** لدعم المتعلّمين المتعثّرين في المرحلة الابتدائيّة، وتحسين مستواهم التحصيليّ داخل الفصل الدراسيّ ودمجهم مع أقرانهم في المسار الرئيس".
***
يُلاحظُ في الكثير من الصفوف وجود صعوبات تعلّميّة تُعيق تحقيق الأهداف التعليميّة، إن لم تُعالج أو توضع الخطط لحلّها، قد تؤدّي إلى مشاكل أكثر استفحالًا كالرسوب أو التسرّب المدرسيّ. من الحلول المقترحة، وضع خطط تدخّل لتحسين مستوى المتعلّمين المتعثّرين ودمجهم مع أقرانهم في الصفوف.
بدايةً، من الضروري تعريف معنى الدمج، ففي "معجم المعاني الجامع" الدمج العنصريّ يعني إزالة الحواجز بين الأعراق المختلفة، واندمج في المجتمع يعني اختلط، وهو "... مسارًا يهدف إلى الأخذ في الاعتبار تلبية تنوّع حاجات كلّ المتعلّمين، وذلك عبر المشاركة الفعّالة والمتصاعدة في التعلّم، في الحياة الثقافيّة وفي الحياة المجتمعيّة"1. وذلك يتطلّب إحداث تغيير في المناهج وتكييفها، واستخدام الاستراتيجيّات الملائمة لتربية كلّ الأطفال وتعليمهم انطلاقًا من مبدأ ضرورة تعليم جميع أطفال المجتمع كما ورد في النظام التربويّ العام، "فتمارس التربية الدامجة في البيئات التربويّة الرسميّة وغير الرسميّة" (Unesco 2005)2.
من أجل دمج جميع المتعلّمين، بمن فيهم المتعلّمين المتعثّرين أو الذين يواجهون صعوبات تعلّميّة أو يعانون من إعاقات جسديّة، أو حتّى الموهوبين في الفصول الدراسيّة نفسها، هناك أمورٌ من الضرويّ تأمينها:
1) الخبرات التعليميّة المناسبة التي تلبّي القدرات والاحتياجات كافّة.
2) الدعم والمساعدة التي يحتاجها المعلّمون.
3) إعادة هيكلة نظم وطرق التعليم للسماح لكلّ أو معظم المتعلّمين للتعلّم في الفصول الدراسيّة ذاتها (Stainback 1992)3.
- الإشكاليّة:
نجد في مدارس كثيرة، متعلّمين متعثّرين في بعض الموادّ ينبغي تحسين مستواهم التحصيليّ داخل الفصل الدراسيّ، ودمجهم مع أقرانهم في المرحلة الابتدائيّة من خلال استخدام برنامج "RTI" (Response To Intervention) للدعم، لذا ينبغي اقتراح الخطوات المطلوب تنفيذها ومدى فاعليّتها.
(...)
***
* جنان حشاش: أستاذة جامعيّة في كلّيّة التّربية في الجامعة اللّبنانيّة، وباحثة مؤهّلة لنيل درجة الدكتوراه في التربية من الجامعة اللبنانيّة، مُدَرِّسة في المرحلة الابتدائيّة وكاتبة قصص أطفال من بيروت.