♦ هلا عدنان الشّبيب *
نبذة عن البحث
يعالج هذا البحث "التّناصّ الدّينيّ في رواية "جملكيّة آرابيا" للروائي الجزائري واسيني الأعرج ** بحسب المنهج التّفكيكيّ. ويحمل البحث طابعًا تطبيقيًا، إذ يجد القارئ في رواية "جُمْلُكِيَّة آرابيا" حالةً جديدةً في الكتابة الرّوائيّة العربيّة.
أما الإشكاليّة التي انطلق منها البحث للمعالجة، فهي: إلى أيّ مدى وفّق الروائي الأعرج في بيان المفاهيم الإسلاميّة إثر استخدامه للتّناصّ الدّينيّ؟
- الكلمات المفاتيح: التناص، واسيني الأعرج، الرواية العربية
***
تعدّ الرّواية من أهم الفنون الأدبيّة المعبّرة عن الواقع، وقد استقرّت على النّثر منذ بداية القرن العشرين، مشدودة بإيقاع الحياة؛ فهي ارتبطت بالتّطوّر والتّراكم المعرفيّ، كون مادّتها الأولى الإنسان، وكلّ ما يشغله، فالرّواية عبارة عن لوحة فسيفسائيّة استطاعت أن تذوب فيها كلّ الفنون الأدبيّة الأخرى من شعر، وأسطورة، وتراث إنسانيّ، وأضافت إليه إسقاطات جديدة.
أما ظاهرة التّناصّ فتعدّ من أبرز الظّواهر التي شغلت السّاحة الأدبيّة في الوقت الرّاهن، حيث تنبّه النّقّاد أنّ الأعمال الأدبيّة ليست إبداعات متفرّدة، تخصّ كلّ مبدع لوحده، وإنّما هي تراكمات من قراءات سابقة تمتزج فيما بينها لتولّد عملًا أدبيًّا، صحيح أنّه متفرّد لكنّه جماعيّ بأفكاره، فلا ننسى أنّ إنسانيّة الإنسان تؤدي دورًا في تشابه الأفكار وتخاطرها، وقد اصطلح النّقّاد على تسمية هذا التّفاعل الخصب بين النّصوص بنظريّة التّناصّ.
وقد اختلفت الدّراسات النّقديّة العربيّة في تحديد مفهوم التّناصّ وإعطاء الجذور التّأصيليّة له، فهناك من يرى أنّه مولود غربيّ ولا يمكن أن ينسب لغيره، وأمّا البعض الآخر فخرج عن حيّز هذه الفكرة وفتح لخلق معركة نقديّة، وذلك من خلال العودة الى جذور الثّقافة العربيّة رغبة في إيصال مفهوم التّناصّ إلى نسبه الحقيقيّ.
من هنا كان توجّهنا نحو ظاهرة التّناصّ لكونه يحتلّ مكانة مهمّة في الدّراسات النّقديّة الرّاهنة، فهو ظاهرة نقديّة حديثة ظهرت إثر الدّراسات اللّسانيّة في الأدب الغربيّ والعربيّ؛ فجاء اختيارنا لهذا الموضوع الموسوم بالتّناصّ الدّينيّ في رواية "جملكيّة آرابيا" للروائي الجزائري واسيني الأعرج. فدراستنا تحمل طابعًا تطبيقيًا، وفي رواية "جُمْلُكِيَّة آرابيا" نجد حالةً جديدةً في الكتابة الرّوائيّة العربيّة التى تستثمر فنّيًّا المنجز العربيّ والعالميّ القديم والحديث، لإنجاز ملحمة أدبيّة تخترق الحدود والأشكال، وتذهب نحو جوهر المأساة القاسية التى عرّتها بقوّة الثّورات العربيّة الجديدة.
من هنا، كان لا بدّ من معالجة الإشكاليّة الآتية: إلى أيّ مدى وفّق الكاتب في بيان المفاهيم الإسلاميّة إثر استخدامه للتّناصّ الدّينيّ؟
وعلى الرّغم من تعدّد وتداخل المناهج، وصعوبة اختيار أحدها كمنهج ثابت للدّراسة، إلّا أنّنا اعتمدنا على تفكيك بنية النّصّ الرّوائيّ، وتحديد التّداخلات النّصّيّة فيها، وفكّ رموزها وشيفراتها، وهذا ما أدّى الى انفتاح بحثنا على المنهج التّفكيكيّ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق