♦ فرات إسبر *
قوس اللهِ
بل أَنحني عليْهِ كقوسِ الله
أصطادُ من عَينهِ أيامي،
كالنسَّرِ ينقضُّ على فرائسه.
أعضُّ أطرافَ أصابعهِ،
وبكُلَّ قُوايَ أستشرفُ ما تَركتْ عرّافةُ الغيب
من تَفسيراِتها في دَفترِ الرَّمل.
عندمَا أبكي تنمُو شجرةٌ
وعندمَا أضحكُ يتَمايلُ غصنٌ على غُصن.
وأنا بين سُكرٍ وسُكرْ.
أَعْطني لحْدكَ ياربُّ واسترحْ
إنَّني كالغَيمةِ أهطل،ُ
وأقاومُ مثل نهْر في كتاب الله قد ذكَروهُ.
يَمضيِ إلى بلادٍ مهجورةِ الحروفِ،
نورانَّية المعَاني،
كمّا مريم، كمَا في سُورةِ الشُّعراء
ومن حِضن الرّعدِ أنْهضُ
أُرتبُ الأحرُف في مَعَاني كَلماتيِ
أعْلُو، أنْخفضُ:
الفَاءُ: فَنَاءٌ
الَّراءُ: ُرُؤْيا
الألِفُ: ما نطقَ به الإله
والتَّاءُ: تابوتٌ
أُعْطنيِ لحْدَك يا ربّ واسترح
إنَّ الزمَّان يدورُ وأنَا بينَ عَيِنيهِ قوسٌ وسَهم
أرْميه ِكلَّما هَّبتْ بي روحُ.
***
يا لأَياميِ أفرفطها مثل عناقيد العنب
أُقيمُ الجِنَازَة
أُصلّيِ الجِنازة.
يا لأَياميِ أُفرفُطهَا مثلَ عَنَاقيدِ العنبِ.
وأمضي إلى مغارة ِمريم، أَنامُ، تحتَ جِذْع نخلٍ نحيل
يَميلُ يمينًا، يَميلُ يسارًا مع الريح،
ينحني لكن لا يَنْكسر.
كل هذا كانَ وصلًا بين تيهٍ وتيه.
كُلَّما نَجمةٌ في العلا تلألأت،
وكَلَّما هزت الريحُ أوراقَ الشجر،
أَبكي بنواح ٍعميق.
لا الموجُ يقاضيني،
لا الأسماك تمنحنيُ مائها.
صنارةٌ في فمي، وأُجيدُ الكلام
أجيدُ الغزل
رغم تيه الصحراء في جسدي
ينبتُ فيه وَردُ الفرح
وأقولُ ما لم تقله النساءُ لضوءِ القمر.
غير أنّي ساعةً أبكي، ساعةً أضحك،
لأسرابٍ من الماضي، تمرُّ في البال ِونقول عنها، طَلَل.
ما بين يَثربَ والمدينة ِهودجُ الأحلام يمُّر
فقمْ أيها النائمُ في ظلّ الأبد
اطلقْ ما ماتَ من خيلك في أشعارِ العرب
هنا نجمةٌ تلمعُ في أقصى الأرضِ
يظنّنوها السراب
غير أن هذا القمرَ السارحَ فوق الأرض،
يعرفُ المرأةَ التي في أحلامهاِ،
تُقيمُ الجِنازات وتعدُّها مثل عناقيدِ العَنِب.
***
الفضيلة تعرف معنى العطش
الشَّوقُ مَساميرُ الجسد
غابة ٌ تُهْتُ فيها،
ونَسيتُ الرجوع.
ما لها الأرضُ تزدادُ وحشةً
وما بها من أنيس،
غير أنهارٍ تتغيرُ أحوالها في مواسمِ الله.
يا حارسَ البحرِ:
أعدني إلى الخليقةِ الأولى،
كي أصدقَ الحكايات،
كي أزدادَ علمًا،
وأُفضي للخضِر بأسراري.
يا حجَر المقامات ما لك لا تَرقُّ؟
الطريقُ،
يَزدادُ تيهًا إليكَ
بَكىَ الناسُ منك،
من النذور،
وما تراءى لهم ما وراء الحُجُب.
كيف لنا أن نطمئنَ في هذه الأرض التي ُسيجتْ بالتعاويذ؟
كيف لنا أن نفكَ أسرارَ السماء،
أو نفتحَ في الأرض ثقبًا كي نرىَ ما نُألَ إليه؟
الفضيلة تعرفُ معنى العطش
والبراءة الأولى لم يعد لها شبيهًا في هذا الزَّمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق